فنادق القراءة... عطلةٌ وسط الكتب!

نشر في 03-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-09-2014 | 00:01
كارلا هايدن واحدة من أشهر محبي الكتب في بالتيمور في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أمضت 21 عاماً على رأس مكتبة {إينوك برات الحرة}. حين تأخذ هذ المرأة المهووسة بالكتب إجازة للسفر، تفضل العروض التي تكون الكتب جزءاً منها. وتأتي الفنادق ضمن هذه العروض.

تقول الرئيسة الفخرية لجمعية المكتبات الأميركية كارلا هايدن: {فندق المكتبة} (Library Hotel) في مدينة نيويورك أحد الفنادق المفضلة لدي. التجربة هناك ليست مجرد إقامة عادية في فندق، بل إنها تجربة أدبية}.

يقع الفندق الفخم الذي يتسم بأسلوب قوطي جديد (بعرض 25 قدماً وبطول 100 قدم) على بُعد خطوات من مكتبة نيويورك العامة. يشمل أكثر من 6 آلاف كتاب مجلد ويتم تصنيفها وفق نظام ديوي العشري، ويُخصَّص كل طابق من طوابقه العشرة للفئات المعرفية الأساسية مثل الفنون والفلسفة، أو الأدب واللغة.

تشمل غرف الضيوف الأنيقة (عددها 60) مجموعات فريدة من نوعها من الكتب والفنون التي تستكشف مواضيع مميزة. تقول هايدن: {الغرف تشبه المكتبات الخاصة التي تسمح للضيوف بالغوص في العالم الأدبي وقراءة كتب ممتعة}.

شملت لائحة الكتّاب والمشاهير المعروفين في الفندق جون غريشام وإيمي تان وإريكا جونغ ورائد الفضاء نيل أرمسترونغ، وقد قيل إن الأخير كان يفضل الغرف المخصصة لعلم الفلك وسِيَر الشخصيات.

سيكتشف المسافرون المثقفون مفهوماً جديداً: أماكن إقامة لها مواضيع أدبية في فنادق منتقاة، مع سرير وفطور وغرف تشمل الكتب أو الأدباء أو نسخة معينة من المؤلفات المكتوبة.

لا يستفيد الأشخاص المولعون بالكتب من وسائل الراحة التقليدية التي يقدمها الفندق فحسب، بل ثمة عروض مميزة تتراوح بين مكتبات غنية وخدمات تغليف الكتب وقرطاسية على الطلب، فضلاً عن خلطات تحمل أسماء أشهر الكتّاب.

في ميريلاند، يقدم فندق {ألكسندر هاوس بوك لوفرز} (Alexander House Booklovers) في برنسيس آن على الساحل الشرقي أربع غرف مصمَّمة بأسلوب فني، وهي تكرّم أدباء من أمثال جاين أوستن وروبرت لويس ستيفنسون وغيرهما. يشمل صالون القراءة المخصص لمؤلفات مارك توين مدفأة وكنبة مريحة للاستلقاء ومطالعة الكتب.

تتحدث صاحبة الفندق، إليزابيث ألكسندر، عن قرارها بفتح فندق من العصر الفيكتوري مع زوجها بيتر منذ 12 سنة قائلة: {أنا مدمنة على الكتب. نقوم أيضاً بورش عمل تمنح الكتّاب فرصة مقابلة نظرائهم والاستمتاع بجو مريح حين يبتكرون أعمالهم}.

على الطرف الآخر من الولاية، نجد فندق {بونز بورو} (Inn BoonsBoro) في غرب ميريلاند، وهو ملك الكاتبة نورا روبرتس التي حققت أعلى المبيعات وتولت إعادة ترميم المبنى التاريخي. يحمل بعض الغرف والأجنحة الثمانية في الفندق أسماء أشهر العشاق في الروايات الأدبية مثل {إليزابيث} و{دارسي} من رواية Pride and Prejudice، و{جاين} و}روتشستر} من رواية Jane Eyre، فضلاً عن {تيتانيا} و{أوبيرون} من رواية A Midsummer Night’s Dream.

يستمر الاحتفال الأدبي في فندق {راديسون بلو وارويك} (Radisson Blu Warwick) الذي أُعيد ترميمه حديثاً في فيلاديلفيا. تشمل الردهة الشاسعة {جداراً من الكلمات} (منشآت فنية تروي قصة معينة). تسرد إحدى القصص حكاية شقيقين يتحدثان بالتناوب عن حياتهما.

فندق {بالومار فيلادلفيا}

في مكان آخر من البلدة، ثمة مكتبة فخمة داخل {مبنى المهندسين} التاريخي وقد تحولت الآن إلى فندق {بالومار فيلادلفيا} (Palomar Philadelphia). احتفظ الفندق بالمكتبة الأصلية من دون أن يغير فيها شيئاً لكنه نقل موقعها إلى الطابق الخامس والعشرين. يستطيع الضيوف أن يغوصوا في صفحات الكتب تزامناً مع تأمل المناظر في أفق المدينة.

حين نتجه جنوباً في فرجينيا، نجد فندق {موريسون هاوس} (Morrison House) في الإسكندرية، وهو يشمل غرفة معيشة اسمها {المكتبة} (Library). منذ فترة قصيرة، أطلق الفندق عملية مجانية لتبادل الكتب. يستطيع الضيوف أن يستبدلوا بكتاب شخصي أحد الكتب المتوافرة في منطقة المكتبة، لذا تُعرَض دوماً مجموعة متغيرة من مواد يقدمها الضيوف والسكان المحليون وأصحاب المطاعم والموظفون فيها.

تقول المديرة العامة كايت إيليس إن الضيف لا يستطيع توقع ما ينتظره هناك: {يمكنك الجلوس في أي وقت والاستمتاع بقراءة كتاب جميل. التجربة أشبه بالهروب من العالم، وتوفر عملية تبادل الكتب بين الضيوف مواد منشّطة للمسافرين المتعبين من الرحلة}.

{جيفرسون دي سي}

انتشرت نزعة المكتبات الأدبية في أنحاء العاصمة التي تنظم {مهرجان الكتاب الوطني} في مكتبة الكونغرس. وأعلن الفندق الفخم {جيفرسون دي سي} (The Jefferson DC) الذي حصد الجوائز ويحمل اسم الرئيس الأميركي الثالث أن سنة 2014 ستكون {سنة الكاتب}.

يشمل المبنى الأنيق حجرة حميمة في الطابق الأول وهي تُعرف باسم {غرفة الكتاب} وفيها أكثر من 800 مجلّد كان يملكها توماس جيفرسون في مكتبته الشخصية أو كان يهتم بمواضيعها. كذلك، ثمة قسم معاصر يشمل نسخاً موقّعة من الكتّاب المعاصرين الذين زاروا الفندق.

قال مدير الفندق فيليب وود: «أردنا أن ننشئ ملاذاً للضيوف الذين يهتمون بأجمل المؤلفات المكتوبة».

يشمل برنامج الفندق الذي يمتد على طول السنة نادياً غير رسمي للكتب عبر الإنترنت وهو يكرّم كاتباً أسطورياً مختلفاً كل شهر ويستذكره بمشروبات أدبية من ابتكار النوادل في حانة الفندق.

تم تكريم هيرمان ميلفيل المشهور برواية Moby Dick في شهر أغسطس، وسيتم تكريم كاتبThe Great Gatsby، فرنسيس سكوت فيتزجيرالد (تحلّ ذكرى مولده الـ118 في 24 سبتمبر). وسيُكرم إدغار آلن بو في شهر نوفمبر تزامناً مع عيد جميع القديسين في 1 نوفمبر، أي حين يميل الناس إلى قراءة كتبه في أنحاء البلد بعد يوم من الهالووين. على صعيد آخر، تعاون أحد أبرز فنادق المدينة، {سانت ريجيس واشنطن} (St. Regis Washington DC)، مع دار {ثورنويلو برس}. في عام 2011، كشف الفندق عن {مخزن خفي} يقع في الردهة حيث يمكن شراء مجموعة منسّقة بإتقان من الكتب الجلدية اليدوية الصنع وأكسسوارات المكتبات والقرطاسية العالية الجودة وحاجيات أخرى مثيرة للفضول. يستقبل أمين المكتبة من {ثورنويلو} الضيوف ويشجعهم على الجلوس والاستمتاع بكوب شاي أو إسبريسو.

احتفال بالأدباء

قرر أحد أصحاب الفنادق في واشنطن تكريم أدباء أميركيين من أصل إفريقي. مونيك غرينوود واحدة من مؤسسي شركة {أكوابا}، وهي سلسلة من الفنادق الفخمة التي تقدم الأسرّة والفطور في بروكلين وكايب ماي والعاصمة واشنطن. هي وزوجها غلين بوغ يملكان أيضاً منتجعاً جديداً يحمل اسم {مزرعة نوبل لاين} في عقار ف. دبليو. ولوورث السابق في بيثاني، بنسلفانيا.

تحدثت غرينوود عن موقع {أكوابا} (مبنى مرمَّم يعود إلى القرن التاسع عشر في حي {دوبون {سيركل}) وقالت: {تميل ثقافتنا إلى تسليط الضوء على الرياضيين والمشاهير، لكني أردت أن أحتفل بالأدباء}.

الفندق عبارة عن تصميم هندسي مع مدفأة وصالون وغرفة شاسعة لتناول الطعام حيث يُقدَّم الفطور والشاي يومياً. الديكور مزيج من الأثاث التقليدي والتحف القديمة مع لمسات معاصرة، فضلاً عن رفوف مليئة بمجموعات من الروايات الخيالية والقصص الواقعية.

يمكن أن يختار الضيوف دخول قاعة قرمزية اللون سُمّيت تيمناً بزورا نيل هورستون، ولها نافذة وسرير بحجم كبير وحوض جاكوزي للاسترخاء أثناء قراءة كتابTheir Eyes Were Watching God. كذلك يمكن أن يسترخوا وسط ألوان بنية وخضراء قوية في صالة {لانغستون هيوز} حيث تُعرض صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود لكاتب من عصر {نهضة هارلم}.

غرينوود هي رئيسة التحرير السابقة لمجلة Essence وقد خصصت مساحات أخرى لتكريم كتّاب معاصرين مشهورين، من بينهم توني موريسون ووالتر موسلي. كذلك دمجت بين المؤلفات الرومانسية والشعر: {أريد أن يتأثر ضيوفنا بروحية الكتّاب العظماء. تبين أنه مفهوم شائع. يأتي الناس من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم}.

back to top