تخطيط القلب الكهربائي غير الطبيعي... يدعو إلى القلق؟

نشر في 03-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-09-2014 | 00:01
No Image Caption
إليكم الحقيقة في شأن إحصار الحزيمة اليسرى واليمنى الذي يظهر في بعض نتائج تخطيط القلب الكهربائي.
هل أخبرك الطبيب بأنك مصاب بـ}إحصار الحزيمة}؟ قد تذكّرنا هذه العبارة بالضواحي الفرعية في المدن، لكن يشير إحصار الحزيمة فعلياً إلى وجود شوائب في نظام التوصيل داخل القلب، وهو يظهر عند تعقب نشاط القلب، أي عند تفسير تخطيط القلب الكهربائي.

مثل الدوائر الكهربائية في المنزل، تكون عضلة القلب متقاطعة بفعل شبكة من الممرات الكهربائية التي تحمل الطاقة من حجرة إلى أخرى. في وقت الراحة، تنتج العقدة الجيبية الأذينية في الأذين الأيمن بين 60 و100 نبضة كهربائية في الدقيقة، ما يؤدي إلى إنتاج ضربات القلب.

 تنتشر الإشارة عبر جدران الحجرات العليا، ثم تتفرع إلى دوائر منفصلة وتتابع مسارها نزولاً نحو الجدران الداخلية للبطينين. توجّه هذه القنوات العصبية المعروفة باسم {إحصار الحزيمة اليسرى واليمنى} رسالة إلى الألياف العضلية في البطينين داخل الحجرات السفلية وتبلّغها بضرورة {الانقباض فوراً}. لكن تواجه دوائر القلب المعقدة مشاكل تقنية أحياناً.

ترسل العقدة الجيبية الأذينية نبضات كهربائية عبر جدران الحجرات العليا. تتفرع الإشارة في أسفل العقدة الأذينية البطينية وتتابع مسارها نحو حجرات القلب السفلية. يجب أن تمر النبضة بإحصار الحزيمة اليسرى واليمنى بالسرعة نفسها كي ينقبض البطينان في الوقت نفسه تقريباً. سيؤدي انسداد أي حزيمة إلى إبطاء الإشارة، وبالتالي تأخير تجاوب عضلة القلب.

شبكة أسلاك شائبة

يقول د. بيتر زيمتبوم، طبيب قلب في مركز ديكونيس الطبي التابع لجامعة هارفارد: {حين يتباطأ تدفق الكهرباء الذي يمر عبر أحد تلك الأسلاك أو يغيب كلياً، سواء في الجزء الأيمن أو الأيسر، نشاهد إحصاراً في الحزيمة اليمنى أو اليسرى في تخطيط القلب الكهربائي. لكنّ هذا النمط وحده لا يدعو للقلق}.

يبقى إحصار الحزيمة اليمنى حميداً. يوضح د. زيمتبوم: {حتى %5 من الناس قد يسجلون نمط إحصار الحزيمة اليمنى، ما يعكس تبايناً طبيعياً لا يرتبط بأي أعراض. نحن لا نقوم بالكثير لتقييم وضع المرضى حين نرصد ذلك النمط في تخطيط القلب الكهربائي}.

في المقابل، قد يشير إحصار الحزيمة اليسرى إلى مشكلة كامنة، مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو زيادة سماكة جدار القلب أو تمدده، أو مرض الشريان التاجي. ترتبط المشكلة بالتقدم في السن، لذا يمكن رصدها، أيضاً، عند أصحاب القلوب الطبيعية. يوضح د. زيمتبوم: {عند الأشخاص المصابين بإحصار الحزيمة اليسرى، نقوم بفحص شامل وغالبا ًما نلجأ إلى تخطيط القلب الكهربائي كي نعرف إذا كانت بنية القلب طبيعية. إذا لم يتم رصد أي مشاكل أخرى، نركز على معالجة ارتفاع ضغط الدم عند الحاجة، على افتراض أنه يقف وراء إحصار الحزيمة. لكن يقتصر الأمر على ذلك}.

تعقب السرعة إلكترونياً

غالباً ما يشعر المصابون بإحصار الحزيمة بالقلق من أن يتوقف قلبهم نهائياً في المرحلة اللاحقة. لكن يطمئنهم د. زيمتبوم قائلاً: {لا يحصل ذلك في العادة. حتى لو تباطأت عملية النقل الكهربائي أو أعيقت في بعض الممرات، تبقى وظيفة الجسم عند معظم الناس طبيعية ولا تبرز الحاجة إلى استعمال جهاز اصطناعي لتنظيم ضربات القلب. من الشائع أن يعيش الناس المصابون بإحصار الحزيمة لسنوات عدة. لا يمكن توقع الفئة التي ستحتاج إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب».

لكن ثمة استثناء واحد، يتعلق بضعف عضلة القلب المرتبط بقصور القلب المتقدم، فضلاً عن إحصار الحزيمة اليسرى. قد يكون الأفراد في هذه الفئة مرشحين مناسبين لعلاج إعادة مزامنة القلب. من خلال زرع أداة تشبه جهاز تنظيم ضربات القلب وإضافة سلك إليها لتحفيز البطين الأيسر، يمكن أن تساهم إعادة مزامنة القلب في تنسيق وقت الانقباضات على الجانبين الأيسر والأيمن من القلب. هذا ما يمكّن القلب من الضخ بفاعلية أكبر.

أهمية المتابعة الطبية

يشدد د. زيمتبوم على عدم وجوب القلق عند تشخيص إحصار الحزيمة اليسرى: {الأمر لا يشبه التعرض لنوبة قلبية أو الإصابة بأمراض قلب خطيرة}. يوصي بأن يخضع المصابون بهذه الحالة لمعاينات سنوية تشمل تخطيط القلب الكهربائي، فضلاً عن توخي الحذر من بعض الأعراض المقلقة، مثل ضيق التنفس أو تراجع الطاقة أو صعوبة في ممارسة الرياضة.

 يجب أن يعرف الناس، أيضاً، عوامل الخطر التي يمكن أن تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم ومعدل الكولسترول غير الطبيعي وقلة النشاطات الجسدية، ثم يجب التعاون مع الطبيب لتقليص تلك المخاطر في أقرب فرصة.

back to top