جهاز مرشح الوريد الأجوف قفص يحبس جلطات الدم

نشر في 03-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-09-2014 | 00:01
تحمي المرشحات الوريد الأجوف المميزة من الانسداد الرئوي لكنها تحمل بعض المخاطر أيضاً.
ثمة مضاعفات شائعة بعد الجراحة أو الصدمة أو ملازمة السرير لفترة مطولة، منها تشكّل جلطات الدم في وريد يقع داخل الساقين. هذا ما يسميه الأطباء {خثار الأوردة العميقة}. إذا انفصلت الجلطة عن جدار الوعاء الدموي، يمكنها أن تنتقل عبر مجرى الدم وتقبع في أحد شرايين الرئة، ما يؤدي إلى توقف كارثي لتدفق الدم. قد تكون هذه الحالة المعروفة بالانسداد الرئوي مميتة.

بديل مضادات التخثر

تُستعمل مسيلات الدم مثل الوارفارين على نطاق واسع للوقاية من تشكّل الجلطات. لكن لا يستطيع بعض الناس أن يأخذوا هذه الأدوية لأنها قد تزيد بعض المشاكل سوءاً، مثل الجلطة الدماغية النزفية أو النزيف في الجهاز الهضمي، بحسب قول د. بيوتر سوبيزيك، طبيب قلب تدخلي في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد.

يوضح سوبيزيك: {في الماضي، كان أحد العلاجات يقضي بكبح أو ربط الوريد الأجوف السفلي، وهو الوريد الأساسي الذي يمر بالبطن ويعيد الدم من الجزء السفلي للجسم إلى القلب. إذا تمزقت جلطات كبيرة في الساقين، فلن تتمكن من تجاوز تلك النقطة وبلوغ الرئتين. من الواضح أنها ليست فكرة جيدة ولكنها كانت الطريقة الوحيدة المتوافرة في تلك الفترة}.

خلال الستينيات، ظهر {مرشح الوريد الأجوف}، جهاز يشبه القفص، فوفر حلاً أكثر سلاسة. هو أشبه بمظلة لكن من دون قماش (مثل الضلوع تماماً)، يوضَع في الوريد الأجوف السفلي. تمر جميع الدماء من أسفل الجسم عبر الوريد الأجوف السفلي كي يتمكن المرشح من التقاط الجلطات الكبرى من دون قطع تدفق الدم.

كان أول جهاز من هذه الأجهزة محدود الاستعمال. يحذر د. سوبيزيك: {مرشح الوريد الأجوف ليس علاجاً لخثار الأوردة العميقة. فهو لا يعالج التخثر، بل مجرد خطة احتياطية لمنع ذلك التخثر من الوصول إلى الرئتين. كذلك، كان يصعب استعمال المرشحات القديمة لأنها تتطلب دسّ أنبوب كبير في الوريد}.

زادت عمليات دس مرشحات الوريد الأجوف بنسبة كبيرة منذ عام 2000، مع ظهور تصاميم سلسة وسهلة الاستعمال، ولها خصائص تمكّن من سحب الجهاز مجدداً، بدل تركه في مكانه بشكل دائم. اعترف الأطباء بأن بعض الناس يحتاجون إلى الحماية التي يوفرها المرشح موقتاً، لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم يمكن العودة لاستعمال دواء تسييل الدم بكل أمان. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يخضعون لجراحة في الدماغ أو أي جراحة أخرى قد تترافق مع نزيف مفرط وخطير، يمكن استعمال المرشح قبل العملية وبعدها مباشرةً واستخراجه لاحقاً.

دس مرشح الوريد الأجوف

من خلال استعمال تقنية التصوير بالأشعة السينية، يدس الطبيب أنبوباً عبر البشرة وصولاً إلى وريد كبير في العنق أو الساق، ثم يربطه بالوريد الأجوف السفلي. بعد ذلك، يمر المرشح عبر الأنبوب ويتم دسّه داخل الوريد الأجوف حيث يتصل بجدران الوريد. تكون مرشحات كثيرة مزودة بصنارة صغيرة على طرفها كي يلتقطها الأنبوب لاحقاً ويسحبها من الجسم حين تنتفي الحاجة إليها.

مخاوف تتعلق بالسلامة

مع اتساع نطاق استعمال الجهاز، ظهر عدد متزايد من المضاعفات على مستوى السلامة العامة. مع مرور الوقت، قد تنكسر المرشحات أو تتحرك من مكانها أو قد تعيقها جلطات الدم. يقول د. سوبيزيك: {بدأنا نلاحظ أن معظم المرضى لا يعودون للمعاينة الطبية ولا تُستخرج المرشحات من أجسامهم، حتى عند دسّها بغية استعمالها لفترة موقتة}. هذا الوضع دفع إدارة الغذاء والدواء إلى إصدار بيان عن السلامة العامة في 2010، وقد عادت وذكّرت في 2014 بضرورة استخراج المرشحات المستعملة لتوفير حماية موقتة حين يتلاشى خطر الانسداد الرئوي.

لا يصعب استخراج مرشحات الوريد الأجوف بالنسبة إلى شخص مطّلع على هذا الإجراء، مع أن العملية تصبح شائكة إذا بقي الجهاز في مكانه لفترة طويلة. يجب استخراج المرشحات بعد بضعة أشهر كحد أقصى. يقول د. سوبيزيك: {يتعلق العائق الأكبر بغياب المتابعة الطبية}.

لمعالجة هذه المشكلة، استعملت مستشفيات عدة أنظمة تذكير آلية، وهي تدفع الأطباء إلى التواصل مع المرضى كي يعودوا لمعاينتهم واستخراج الجهاز من أجسامهم. بفضل التقدم التقني المستمر، أصبح استخراج الأجهزة أكثر سهولة وتراجع خطر المضاعفات: {كل سنة، يظهر تصميم جديد أو يطرأ تحسّن إيجابي على هذه المرشحات}.

back to top