تحديث | كييف تحذر من "حرب كبرى" مع روسيا

نشر في 01-09-2014 | 21:17
آخر تحديث 01-09-2014 | 21:17
No Image Caption
تحديث 1

انسحبت كييف الاثنين من مطار لوغانسك الاستراتيجي في شرق البلاد استولى عليه الانفصاليون واتهمت روسيا بشن "حرب كبرى" في اوكرانيا ستوقع عشرات الاف القتلى.

ويضاف انسحاب الجنود من مطار لوغانسك بعد قصف تتهم كييف "القوات الروسية" بتنفيذه، الى سلسلة نكسات مني بها الجيش الاوكراني الذي يبدو بحسب مراسلي فرانس برس انه انسحب دون قتال من منطقة شاسعة في جنوب شرق المنطقة الانفصالية بين معقل دونيتسك الانفصالي على الحدود الروسية في الشرق وميناء ماريوبول في الجنوب على ضفاف بحر ازوف.

وياتي في حين تجتمع "مجموعة الاتصال" التي تضم ممثلين عن اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا والانفصاليين في مينسك بحثا عن حل للازمة غداة تصريحات لفلاديمير بوتين عن "قيام دولة" في المناطق الانفصالية الاوكرانية.

وتتهم كييف والغرب منذ اسبوع روسيا بنشر قواتها النظامية في شرق اوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو بشكل قاطع.

وقال وزير الدفاع الاوكراني فاليري غليتاي الاثنين "شنت حرب كبرى على اراضينا حرب لم تشهد اوروبا مثلها منذ الحرب العالمية الثانية. في مثل هذه الحرب ستكون الخسائر بالمئات وليس بالالاف بل عشرات الاف القتلى".

واضاف ان الاولوية باتت لتنظيم الدفاع لمنع روسيا من التقدم "على اراضي اوكرانية اخرى".

وصباحا انسحب الجنود الاوكرانيون من مطار لوغانسك. وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو "نظرا لدقة الاستهداف يبدو ان الامر يتعلق بجنود محترفين في القوات المسلحة الروسية".

وقال ان زورقا لخفر السواحل الاوكراني استهدف الاحد قرب ماريوبول غرق. واصيب سبعة بحارة واعتبر اثنان في عداد المفقودين.

واوقع النزاع في شرق اوكرانيا 2600 قتيل منذ منتصف نيسان/ابريل ومئات الاف اللاجئين والنازحين.

واسر 700 جندي اوكراني في الايام الماضية في منطقة دونيتسك كما اعلن فلوديمير روبان المسؤول الاوكراني الذي يتفاوض في ملف تبادل الاسرى واصفا الوضع ب"الكارثي".

وصباح الاثنين حذر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك من مخاطر حرب "ليس فقط في شرق اوكرانيا".

واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر-شتاينماير في مقابلة الاثنين ان روسيا قد تسعى الى انشاء "ممرات برية" في جنوب اوكرانيا لتموين شبه جزيرة القرم.

وافاد مراسل فرانس برس ان بوادر انسحاب القوات الاوكرانية تتراكم.

وفي حين احرز المتمردون تقدما ميدانيا تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى عن منح "وضع دولة" لمناطق الانفصاليين.

وياتي التصعيد قبل قمة حلف شمال الاطلسي في الرابع والخامس من الجاري في بريطانيا حيث اللقاء المرتقب بين الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو ونظيره الاميركي باراك اوباما.

ويتوقع ان تدرس المفوضية الاوروبية الاثنين عقوبات جديدة ضد روسيا بعد قمة استثنائية السبت للاتحاد الاوروبي التي امهلت روسيا اسبوعا لسلوك نهج جديد في اوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات اضافية.

وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية خلال اجتماع في اقصى الشرق الروسي "آمل في ان يسود التعقل، وان نعمل معا بشكل طبيعي والا نعمد نحن او شركاؤنا الى اذية الاخر".

وتاتي الاتهامات الجديدة بمشاركة قوات روسية في المعارك بين الجيش الاوكراني والانفصاليين بينما يفترض ان تتباحث "مجموعة اتصال" تضم ممثلين عن روسيا واوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا في النزاع خلال اجتماع في مينسك.

واعلن وزير الدفاع الاوكراني فاليري غيليتي ان القوات الروسية تتحرك الى مدينتي لوغانسك ودونيتسك.

وصرح غيتيلي في وقت متاخر الاحد لقناة "انتر تشانل" الاوكرانية ان "المعلومات بان القوات الروسية هنا تم تاكيدها".

واضاف "نحن نقاتل روسيا وروسيا من يقرر ماذا سيحصل في دونباس"، وهو الاسم الذي يطلق على منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

من جهته اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو امام طلاب في الكلية العسكرية الاثنين ان "الوضع تدهور في الايام الماضية وهناك عدوان مباشر وعلني ضد اوكرانيا من الدولة المجاورة".

واعلن متحدث عسكري اوكراني الاثنين ان "العسكريين الاوكرانيين تلقوا الامر (بالانسحاب) وانسحبوا من مطار لوغانسك وبلدة غيورغيفكا" بالقرب من المطار والتي تبعد 18 كلم جنوب لوغانسك.

والتهديد بعقوبات جديدة وكذلك استمرار المعارك في اوكرانيا لا يزالان يلقيان بثقلهما الاثنين على الاسواق المالية الروسية التي تراجعت في نهاية الاسبوع الماضي بسبب الاتهامات المتزايدة لروسيا بتدخل عسكري في اوكرانيا وخشية اندلاع حرب واسعة النطاق بين البلدين.

وبعد ان تدهور الروبل الى مستوى غير مسبوق امام الدولار الجمعة، سجل الاثنين في بداية التبادل انهيارا جديدا ليتجاوز سعر الدولار 37,30 روبل. كما تجاوز اليورو من

جهته عتبة ال49 روبل للمرة الاولى منذ بداية مايو.

وتراجع العملة الروسية يهدد بزيادة التضخم الذي بلغ اساسا اكثر من 7% بسبب الازمة الاوكرانية. كما ان ارتفاع الاسعار يرتقب ان يزداد بسبب الحظر الذي فرضته موسكو على غالبية المنتجات الغذائية المستوردة من دول تفرض عليها عقوبات.

-------------------------------------

اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا اليوم الاثنين "بالعداون المباشر والسافر" الذي قال إنه غير موازين جبهة القتال بشدة في الوقت الذي تكبدت فيه قوات كييف مزيدا من الخسائر في الحرب بينها وبين الانفصاليين الموالين لروسيا.

وفي أحدث حلقة في سلسلة الانتكاسات قال الجيش الأوكراني ان قواته انسحبت من مطار لوجانسك الرئيسي في شرق البلاد حيث كان الجنود يقاتلون كتيبة دبابات روسية.

وقال بوروشينكو في كلمة انه ستكون هناك تغييرات رفيعة المستوى في قيادات القوات المسلحة الأوكرانية التي هرب جنودها من تقدم جديد للانفصاليين في الجنوب تقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنه مدعوم بأرتال مدرعة روسية.

وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي دعا يوم الأحد لمفاوضات فورية بشأن "وضع الدولة" في جنوب وشرق أوكرانيا - باللوم على قيادة كييف لرفضها الدخول في محادثات سياسية مباشرة مع الانفصاليين.

وقرر قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة عقدت يوم السبت أن مشاركة الجنود الروس بشكل مباشر في الحرب - الأمر الذي لايزال ينفيه الكرملين - يدعو إلى تشديد العقوبات الاقتصادية ما لم تسحب روسيا جنودها.

وفي الوقت الذي تشدد فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن قبول مسلك روسيا ليس خيارا قالت مصادر أوروبية إنه من المقرر أن يبدأ سفراء الاتحاد الأوروبي مناقشة حزمة جديدة من الإجراءات التي قد تشمل فرض حظر على شراء الأوروبيين لسندات الحكومة الروسية.

وحتى الأسبوع الماضي بدا أن أوكرانيا على شفا سحق التمرد المستمر منذ أربعة شهور في الشرق والذي اندلع بعد أن أطيح بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش من السلطة في أعقاب احتجاجات شعبية لكن الانفصاليين فتحوا جبهة جديدة إلى الجنوب على ساحل بحر أزوف متقدمين باتجاه مدينة ماريوبول.

وكرر بوروشينكو اعتقاد كييف أن القوات الروسية تساعد الانفصاليين على تغيير مسار الحرب.

وقال بوروشينكو في كلمه بالأكاديمية العسكرية في كييف "عدوان سافر ومباشر يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة غير الوضع في منطقة الصراع جذريا."

وقال وزير الدفاع فاليري هيليتي في صفحته على موقع فيسبوك إن أوكرانيا لم تعد تواجه خطرا من المتشددين بل تخوض حربا مباشرة مع الجنود الروس.

وقال "للأسف في حرب مثل هذه لن تكون الخسائر بالمئات بل الآلاف وربما عشرات الآلاف... ينبغي أن ننأى بأنفسنا عن الذعر ونظهر أن أوكرانيا ليست على وشك الاستسلام."

وتقول وكالات أنباء روسية إنه في مينسك عاصمة روسيا البيضاء اجتمع انفصاليون مع كييف لإجراء محادثات سلام مبدئية وقالوا انهم سيكونون على استعداد للبقاء جزءا من أوكرانيا إذا حصلوا على "وضع خاص". لكنهم قالوا إن أحد أهم شروطهم هو أن تنهي كييف فورا عملياتها العسكرية.

ولم يبد للوهلة الأولى أن مطلب الانفصاليين سيكون مقبولا لدى كييف لان هذا سيجعل الانفصاليين في وضع السيطرة على أراضي شرق أوكرانيا وهي منطقة صناعية وانتهاج سياسة تجارية تميل إلى روسيا وبعيدا عن الاندماج مع الاتحاد الأوروبي وهو الهدف الرئيسي الذي تسعى كييف لتحقيقه.

وقال المتحدث العسكري أندري ليسينكو إن القوات الأوكرانية انسحبت من المطار قرب لوجانسك. لكنها دمرت سبع دبابات روسية ورصدت حشدا كبيرا للقوات الروسية إلى الشمال والجنوب من المدينة.

وقال للصحفيين "وفقا لبيانات عملياتنا يوجد في أوكرانيا ما لا يقل عن أربع كتائب دبابات (روسية)." مضيفا أن كل كتيبة تضم 400 رجل.

وخلال زيارة لصربيا كرر بوتين دعوته للمحادثات . وقال "القيادة الحالية في كييف لا تريد حوارا بناء مع شرق بلادها."

وأضاف أن الانفصاليين يحاولون التصدي للقوات الاوكرانية التي تطبق على مواقعهم مضيفا أن القوات تطلق النار على اهداف مدنية.

وقال بوتين "هدف المقاتلين صد هذه القوات المسلحة ومدفعيتها لمنعها من قصف المناطق السكنية."

*سياسة عدم الانحياز محل شك

انتهجت كييف سياسة عدم الانحياز أثناء محاولتها اتخاذ مسار بين روسيا في الشرق ووأوروبا في الغرب. لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن قال إن قادة أوكرانيا السياسيين يتوقعون أن يتخلى برلمان جديد عن وضع عدم الانحياز بعد إجراء انتخابات الشهر المقبل في تمهيد محتمل لتقديم طلب للانضمام للتحالف الغربي.

وأدلى بوتين بتصريحاته عن وضع الدولة بعد يومين من تشبيهه حكومة كييف بالنازيين وتحذيره للغرب "ألا يعبثوا معنا." وقال المتحدث باسم بوتين يوم الأحد إن دعوته لإجراء محادثات بشأن وضع الدولة في الجنوب والشمال لا يعني أن موسكو تؤيد دعوة الانفصاليين للاستقلال في الأراضي التي سيطروا عليها.

لكن ميركل اتخذت موقفا متشددا رغم إقرارها بأن العقوبات أضرت بالصادرات الألمانية للسوق الروسية.

وقالت خلال مؤتمر صحفي "ينبغي أن أقول أنه عندما يسمح لك بتغيير الحدود في أوروبا ومهاجمة دول أخرى بجنودك فان ذلك يترك أثرا. لذا كان من الضروري إعداد عقوبات إضافية.

وطلب زعماء الاتحاد الأوروبي من المفوضية الاوروبية إعداد عقوبات إضافية في غضون أسبوع تستند على التحركات التي اتخذت أواخر يوليو تموز والتي استهدفت قطاعات الطاقة والبنوك والدفاع.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي مطلع على الاعدادات "سمعت أن حظرا على شراء سندات الحكومة الروسية سيكون ضمن الحزمة المقبلة."

وحظرت الحزمة السابقة التي فرضت في يوليو تموز على الأوروبيين بيع أو شراء سندات أو أسهم جديدة أو أي أدوات مالية أخرى مدتها أكثر من 90 يوما وصدرت عن بنوك روسية تملكها الدولة.

نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن بوتين دعوته للاتحاد الأوروبي للتفكير مرتين قبل تشديد العقوبات والتي فرضت أول مرة بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم لأراضيها في مارس آذار.

وقال "أتمنى ان يسود المنطق السليم وسنعمل بطريقة عصرية عادية."

ونال بوتين تأييدا من الصين التي يريد بوتين زيادة التبادل التجاري معها مع تشديد الغرب لعقوباته.

وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج فالعقوبات لا تساعد على حل القضايا الأساسية في أوكرانيا."

وتعارض عدة دول في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشدة على امدادات الغاز الروسية مزيدا من الاجراءات العقابية التي تتطلب موافقة بالإجماع.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو يوم الأحد "أعتبر العقوبات بلا معنى وغير بناءة. احتفظ لنفسي بحق رفض عقوبات تؤذي المصالح القومية في سلوفاكيا."

back to top