بر الوالدين... والجهاد

نشر في 02-09-2014
آخر تحديث 02-09-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي لست شيخ دين ولا أدّعي هذا الشرف، فلهذا العلم أهله ممن حمل هذه الأمانة العظيمة، وحسابه أمام الله على كل كلمة يقولها، ولكن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال تلك الأخبار التي نسمعها بين الفينة والأخرى بقيام البعض بالاعتداء بالقول أو الفعل على والديه أو على أحدهما، وقد نهانا المولى عز وجل عن ذلك بقوله "... فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً"، فما بالك بالاعتداء عليهما؟ فهل يعقل ذلك؟ أبين ضلوع هؤلاء البشر قلوب يفقهون بها أو إحساسات يشعرون بها؟ ولن نطلق عليهم "حيوانات" احتراما لهذه المخلوقات التي تضحي بحياتها من أجل أطفالها.

لم تمر عليّ في حياتي أروع وأعظم من تلك اللحظات التي كنت أجلس فيها أمام والدتي، رحمها الله، لأحتضن قدميها لمساعدتها، فكانت دقات قلبها تسابق شفتيها بالدعاء بكلمات مصدرها إيمان مطلق بالله سبحانه، فأشعر عندها بأني قد ملكت الدنيا بكل ما فيها، فيا ترى هل مررت بمثل هذا الشعور يا من مددت يدك على والديك أو على أحدهما؟ هل مررت بهذا الشعور يا من مددت يدك لإيذاء تلك الأم التي حملتك وهناً على وهن، ورعتك يداها صغيراً وأرضعتك إكسير الحياة حتى اشتدّ عودك لترد لها الحسنة بالسيئة؟

 ما أعظم هذا الذنب عند الله!! ونسأل ذلك الشاب "المجاهد": هل خطر ببالك أن تعرف ماذا حل بوالدتك بعد أن فقدت عقلها بفقدك؟ فلست بالميت بالنسبة إليها فتأخذ العزاء بك ولست بالحي فتأنس بالجلوس معك، فغدت هائمة تغطي ما تبقى من جسدها بأسمال بالية لا تكاد تستر عورتها؟ فبالله عليك أخي "المجاهد" أليس الجلوس إليها وستر عورتها واحتضانها أحب إلى الله وأكثر ثواباً من احتضانك للرشاش، تمتهن من خلاله القتل والتدمير، وتلاحقك لعنات أيتام بلا مأوى، وأم ثكلى وزوجة ترملت في صباها؟ يا ترى ما شعور الوالدين وهما يشاهدان من خلال الفضائيات ابنهما الذي تربى أمام أعينهما حتى نال أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات العالمية، وهو يقوم بلحظة سيطر فيها الشيطان على عقله، بالضغط على الزر ليفجر نفسه بجمع من النساء والأطفال والرجال؟ وما يدريك لعل من بينهم من هو أتقى وأزكى عند الله منك.

من المؤكد أن اعتناقك ديناً لا يعطيك الحق بقتل الآخرين، فلو ولدت بغير الإسلام دينا فهل كنت سترضى بأن تذبح كالنعاج على أيدي الآخرين؟ هل تعتقد أن ما تقوم به من جز الرؤوس وتدمير المساجد وتفجير رفات الموتى واغتصاب الفتيات وسبي النساء يؤدي إلى اعتناق الناس الإسلام أم سيؤدي بالضرورة إلى النفور منه؟ وهل فكرت لحظة بحجم إيذائك لهذا الدين الحنيف دين السلام والرحمة؟

 دعاؤنا للمولى عز وجل أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

العجلة من الشيطان

لا أدري لماذا عندما أسمع أو أقرأ تصريحاً لأحد المسؤولين أضع يدي على قلبي، وآخرها تصريح المهندس عبدالعزيز الإبراهيم وزير الأشغال ووزير الكهرباء والماء، الذي أفاد بعدم استعجال الوزارة في إنجاز مبنى مطار الكويت الدولي الجديد، علما أني أستطيع أن أؤكد للوزير أن "99.9%" من الشعب الكويتي مستعجل لإنشاء ذلك المطار الذي دخل إلى موسوعة "خيرا رأيت" بجانب العديد من المشروعات الحيوية.

مع خالص اعتذاري.

back to top