لبنان: حرق صلبان... وشعارات لـ «داعش» على كنائس

نشر في 01-09-2014 | 00:09
آخر تحديث 01-09-2014 | 00:09
No Image Caption
«جبهة النصرة» تطلق 5 جنود سنة وتهدد بإعدام العسكريين الشيعة وتعلق الإفراج عن مسيحيين
بعد يوم من إحراق علم "داعش" في ساحة ساسين في بيروت والجدل السياسي والطائفي الذي دار بعد دعوة وزير العدل أشرف ريفي (تيار المستقبل) الى ملاحقة الشبان الذين أحرقوه وإنزال أشد العقوبات بهم، أقدم مجهولون أمس على حرق صلبان، وكتب آخرون عبارة "دولة الاسلام قادمة" على جدران عدد من الكنائس في طرابلس حيث انتشر الجيش وأزال تلك الشعارات.

وأفاد مكتب ريفي في بيان أن "بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي أوردت خبرا مفاده أن شبانا أقدموا على وضع صلبان على الطرقات وأحرقوها. بناء عليه، وانطلاقا من قدسية الشعائر الدينية للأديان السماوية، الاسلامية والمسيحية، ولعدم جواز المس بها بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة، ولأن الصليب هو الرمز الأهم في المسيحية، ونظرا للانعكاسات السلبية والخطيرة قانونيا ووطنيا لهذا النوع من الأفعال المجرمة، على السلم الأهلي والوفاق الوطني والعيش المشترك، طلب وزير العدل من النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، تكليف الجهات القضائية المختصة، إجراء الاستقصاءات والتحريات اللازمة، للتثبت من هذه الوقائع ومكان حدوثها، وكشف هوية الفاعلين وملاحقتهم، وتوقيفهم تمهيدا لإنزال أشد العقاب بحقهم".

الى ذلك، تسلم الجيش اللبناني أمس خمسة عسكريين افرجت عنهم "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سورية، مساء أمس الأول.

وأطلق تنظيم "جبهة النصرة" سراح اربعة عسكريين من الجيش اللبناني وعنصر من قوى الامن الداخلي وجرى تسليمهم الى امام مسجد السلام في عرسال مصطفى الحجيري، الذي يقوم بمبادرة فردية للافراج عن العسكريين الاسرى.

وبالافراج عن العسكريين الخمسة، يكون عدد الأسرى المتبقي لدى "النصرة"، 13 عنصراً من قوى الأمن الداخلي احتجزهم في بداية معركة عرسال. أما "داعش" فكان يأسر 11 عسكرياً، ومع خبر استشهاد الجندي علي السيد الذي لم تؤكده المؤسسة العسكرية بعد، يكون عدد الأسرى المتبقين لدى هذا التنظيم 10. ونقلت وسائل الاعلام المحلية أمس عن العسكري المفرج عنه علي شعبان تأكيده ان "الرقيب علي السيد لايزال على قيد الحياة".

وكشفت جبهة "النصرة" في القلمون أمس أنها ستبدأ "خلال أيام" حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون السورية الحدودية، محذرة من أن أي مشاركة لـ"حزب الله" في القتال ضد الجبهة سيضطرها إلى قتل الأسرى العسكريين اللبنانيين الشيعة لديها.

وبعثت الجبهة، في بيان حصلت وكالة "الأناضول" على مقتطفات منه قبل نشره، برسائل إلى كل من الشيعة والسنة والمسيحيين في لبنان، فخاطبت أبناء الطائفة الشيعية، قائلة: "إنا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ بإذن الله في الأيام المقبلات وإن أي تواجد لأبنائكم من الرافضة في صفوف عدونا فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذي بين أيدينا وقد أعذر من أنذر".

وتوجهت الى "حزب الله" اللبناني بالقول: "غدا ستكشف الحقيقة المرة ويفضحكم أتباعكم الذين ذهبتم بفلذات أكبادهم الى معركة خاسرة".

في هذا السياق، قال مصدر قيادي في "النصرة" لوكالة "الأناضول" إن البيان واضح بأن أي مشاركة لـ"حزب الله" في المعارك ضدنا في القلمون "سيضطرنا لقتل الاسرى الشيعة لدينا".

وتطرق البيان الى عملية إطلاق الأسرى العسكريين السنة لدى جبهة "النصرة"، فتوجه بـ"رسالة إلى أهل السنة"، موضحا: "قمنا بإطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم منا ونحن منكم".

وخاطبت "النصرة"، في بيانها "نصارى لبنان"، محذرة من أنه جرى "دفعكم إليها (الحرب) دفعا وزجكم بحرب لا قبل لكم بها"، وأضافت: "إنا نتوجه الى عقلاء النصارى بأن تنزعوا شرارة الحرب التي يريد التيار الوطني الحر جركم إليها"، في إشارة الى التيار السياسي المسيحي العريض الذي يتزعمه النائب ميشال عون حليف "حزب الله" في صفوف فريق "8 آذار" المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد في سورية.

واتهمت "النصرة" "التيار الوطني الحر"، بأنه "حرم بأفعاله اﻷخيرة عددا من أبنائكم (المسيحيين) بأن يعودوا من اﻷسر فالزموا الحياد بيننا وبين الحزب اﻹيراني".

وأكد الشيخ مصطفى الحجيري أمس أن "جبهة النصرة" علقت الافراج عن جنود مسيحيين بسبب حرق علم "داعش" في الاشرفية، وهي منطقة تسكنها غالبية مسيحية، مؤكدا ان معركة "الجبهة" ليست مع السنة والمسيحيين بل مع "حزب الله".

وكان "داعش" بث مساء أمس الأول شريطاً للجندي علي الحاج حسن وذلك بعد ساعات على بث شريط يظهر 9 جنود. ودعا العسكري الى الافراج عن المعتقلين الإسلاميين، وحث أهله على النزول الى الشارع والتظاهر للضغط على الحكومة لتلبية مطالب الخاطفين "وإلا سيذبحوننا".

يذكر أن الجندي علي الحاج حسن هو شقيق الشيخ محمد الحاج حسن أحد مؤسسين "التيار الشيعي الحر" المناهض لحزب الله وسياساته.

في سياق متصل، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان اهالي بعض العسكريين الذين مازالوا محتجزين لدى المسلحين واصلوا قطع الطرقات في عدد من المناطق اللبنانية مطالبين باستعادة الاسرى في أقرب وقت ممكن.

back to top