اقتباس أسماء الأفلام... استغلال لخلل القوانين؟

نشر في 01-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-09-2014 | 00:01
عادت ظاهرة اقتباس أسماء الأفلام السينمائية إلى الواجهة من خلال أكثر من عمل سينمائي مصري أبرزها فيلم «عنتر وبيسة» الذي تقاسم بطولته محمد لطفي مع المغنية الشعبية أمينة والفنان هشام إسماعيل، في حين يحضر المنتج أحمد السبكي لفيلم سينمائي جديد بعنوان «عمر وسلوى»، بدأ تصويره للعرض خلال موسم عيد الأضحى.

اللافت في ظاهرة اقتباس أسماء الأفلام السينمائية عودتها بقوة إلى الساحة السينمائية المصرية في وقت بدأت فيه إيرادات السينما بالانتعاش، فيما كان لافتاً إصرار صناع «عنتر وبيسة» على اقتباس اسم الفيلم من الأفلام القديمة، فحمل اسم «عنترة بن شعبان» لكن تم تغييره في اللحظة الأخيرة.

لا يرى هشام إسماعيل، المشارك في بطولة «عنتر وبيسة»، أي مشكلة في الاسم بل يراه مناسباً ويتلاءم تماماً مع بناء العمل الدرامي، خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، مشيراً إلى أن الفيلم كوميديا شعبية بسيطة لا تتضمن أي تعقيدات أو أفكار معقدة، واعتبر أن الاسم مجرد وسيلة تعارف بين الجمهور والعمل.

يؤكد إسماعيل أن ثمة حالات كثيرة من اقتباس أسماء الأفلام القديمة، مؤكداً أن الأعمال العربية القديمة كانت تقتبس عناوينها من أفلام أجنبية عالمية، لكن الأهم دوماً هو وضع البصمة الخاصة بكل عمل بعيداً عن السرقة أو السطو اللذين يقتلان الإبداع.

أحمد السبكي منتج فيلم «عمر وسلوى»، يرى أن اقتباس أسماء الأفلام لا يضر بالعمل بل من الممكن أن يفيده غالباً، مشيراً إلى الأهم من الاسم هو المضمون الذي يأتي مغايراً لفيلم «عمر وسلمى».

ويضيف أن فيلمه الجديد يدور في حي شعبي من خلال فتاة تتزوج من فنان شعبي يحاول استغلال جمالها للعمل في الملاهي الليلية، لكنها تنفصل عنه وتتعرّف إلى عمر (كريم محمود عبد العزيز).

يوضح الناقد السينمائي نادر عدلي أن اقتباس أسماء الأفلام الجديدة من أعمال قديمة ظاهرة تدل على إفلاس صناع الأعمال الجديدة، خصوصاً أن الاسم لا يتعلق غالباً بالمضمون، وكل ما يراد من الاقتباس تحقيق شهرة واسعة وجاهزة جراء تشابه في الاسم، متسائلاً: ما الاستفادة التي عادت على فيلم «عنتر وبيسة» من هذه التسمية؟ لم يحقق مكسباً فنياً أو جماهيرياً كما كان يريد صناعه ولم يفلح الاسم في الترويج له أو جذب الجمهور إليه، ما يؤكد أن الاسم وحده لا يكفي لتسويق الأعمال.

يقول عدلي إن الدول المتقدمة خالية من هذه الظاهرة، فكل عمل مستقل بذاته بداية من الفكرة لغاية الاسم. لا نجد في هوليوود تكرار أسماء للأفلام إلا في حالة الأفلام متعددة الأجزاء. ويؤكد أن «أصحاب الأعمال القديمة التي تم الاقتباس منها لن يأخذوا حقهم القانوني، فمن المفترض أن اسم الفيلم يقع تحت طائلة حقوق الملكية الفكرية. لكن إذا ذهب أحد المتضررين إلى المحكمة فمن الصعب جداً أن يكون الحكم في صالحه».

القوانين غير الحاسمة السبب الأساسي في هذه القضية، في رأي الناقد أحمد سعد الدين، الذي يعتبر اقتباس الأسماء سطواً علنياً على الأعمال الناجحة، ومحاولة لكسب الشهرة على حسابها، خصوصاً أن الفيلم يفيده اقتباس اسمه من عمل ناجح، فالأهم عند الجمهور القصة والأحداث بعيداً عن سرقة الاسم.

يوضح سعد الدين أن الإفلاس الفني وراء هذه الظاهرة، خصوصاً أن فكرة الفيلم الجديدة يجب أن يكون لها اسم خاص بها، مشيراً إلى أن الأعمال التي اقتبس الكتاب أسماءها يكون مستواها الفني أقل من العمل الأصلي.

من جهته، يقول الناقد كمال القاضي إن اقتباس أسماء الأفلام بمثابة حيلة فاشلة  لاستثمار أسماء الأعمال الناجحة، مشيراً إلى أن الاسم يكون غالباً غير معبر عن الأحداث، ما يدل على أن هدف الصناع التقليد والاقتباس فحسب.

ويوضح  أنه في حالة «عنتر وبيسة»السبب الوحيد في إطلاق الاسم على الفيلم هو الاستفادة من شهرة قصة «عنتر وعبلة»، مناشداً بضرورة تغيير القوانين التي أعطت الفرصة لمثل تلك الاقتباسات.

ويضيف أن القوانين غير رادعة لأنها تشترط أن يكون الاقتباس متطابقا كلياً أو حرفياً لإدانة المقتبسين، ومهما حدث فإن الحكم لن يأتي في صالح صاحب العمل الأصلي إلا في حالات قليلة جداً.

  

back to top