عادل سرحان: «إيلي وعلي» معاً لمواجهة الإرهاب

نشر في 01-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-09-2014 | 00:01
بعد تقديم «أديم» و{خلة وردة» و{بيترويت» يستعدّ المخرج عادل سرحان لتصوير فيلمه السينمائي الجديد «إيلي وعلي» الذي يُعالج فيه الزاوية الإيجابية من الطائفية في مواجهة الإرهاب.

وبين فيلم وآخر لا يتوقّف عن تصوير إعلانات وكليبات وبرامج يعبّر فيها عن جنون فنّي دفين بمثابة فشّة خلق من الضغط اليومي.

عن السينما وأعماله تحدث الى {الجريدة}.

ما تفاصيل  فيلمك الجديد «إيلي وعلي»؟

بدأنا التحضير له منذ سنة ونصف السنة، هو فيلم جريء يعالج الطائفية التي تطغى على مجتمعنا راهناً، سنصوّره بداية العام المقبل في لبنان ودبي واميركا. أنا متفائل بالخير واتوقع نجاحاً كبيراً له.

أي ناحية من الطائفية يجسّد الفيلم؟

لم أتطرق إلى تفاصيل سلبية في العلاقة بين الطوائف، بل على العكس سلّطت الضوء على نواحٍ إيجابية في التعايش المشترك، وأعددت أبحاثاً لملامسة الحقائق في بلدنا التي عرفتها الاجيال منذ مئات السنين، وذلك بهدف اظهار قدرتنا على التعايش معاً، خصوصاً أننا شكّلنا مقصد الدول العربية في الماضي، حيث سكن العرب بمختلف هوياتهم في مدننا وفي مبنى واحد من دون أي خلاف أو إشكال، وإثبات أننا في اتحادنا يمكن مواجهة الإرهاب.

هل تتوقع أي عرقلة من قبل الرقابة؟

صحيح أن الموضوع جريء وحسّاس إنما نصه مدروس وعفوي لا تزّلف فيه ولا سطحية. أطرح من خلاله قصة إنسانية تنبض بالحبّ وجمع الشمل والالتمام الشعبي الكبير حول قضية واحدة هي محاربة الإرهاب.

بأي إطار ستعالج القصة؟

يتضمن الفيلم نهفات كوميدية عفوية من واقع الحياة، أولا لأنه  يلامس الواقع الحياتي، وبالتالي يجب أن تكون معالجته حقيقية وصادقة، وثانياً لأننا اكتشفنا أن الجمهور يحبّ الكوميديا أكثر من التراجيديا الصرف.

هل ارتكز الفيلم إلى قصة ميريم عجمي أم اضفت بعض التعديلات؟

وسّعت شخصيات قصتّها، وصغت السيناريو والحوار لخدمة البناء الدرامي. لست كاتباً درامياً إنما لدي محاولات سابقة في هذا الإطار، وحاولت الانتباه إلى ثغرات الأفلام السابقة وتصحيحها لئلا أقع فيها مجدداً. شكّلت الأمور العفوية ركيزة العمل، ولم أخرج عن سياق الحقيقة، إذ تضمّن الفيلم وثائق القصة من دون أن يكون فيلماً وثائقياً.

هل يقتصر موضوع الفيلم على الطائفية والإرهاب أم يتضمن خطوطاً درامية متشعبة؟

إضافة إلى هذين الموضوعين، ثمة خطوط عدّة منها: الحب والتضحية والصداقة التي لا يتحدث أحد عنها، وقد اصبحت للأسف تجارية، لكنني عبّرت عن صورتها الحقيقية.

 

طالما أن التصوير يتنقل بين لبنان ودبي واميركا، هل سيشارك فيه ممثلون  من جنسيات مختلفة؟

طبعاً، لبنانيون وسوريون ومصريون وأميركيون. أحبّ هذا التطعيم الذي كان معروفاً منذ الستينيات وليس أمراً مستجداً، وهو يأتي في عملي بسياق طبيعي كونه يخدم واقعية القصة، فضلا عن أنه يؤمن الانتشار للفيلم، لنستطيع إيصال رسالتنا إلى أكبر عدد ممكن من الشعوب، في النهاية تستأهل القصة هذا الانتشار.

هل اخترتم الأبطال؟

لم نوّقع عقوداً بعد مع أي من النجوم، لأننا  ما زلنا نجري مباحثات مع البعض، لذا نفضّل عدم الإعلان عن الأسماء قبل توقيع العقود والاتفاق النهائي.

نلاحظ أنك تولي أهمية للرسالة الإنسانية والاجتماعية والوطنية في أعمالك أكثر من اهتمامك ربما بالصورة، مع أنك مخرج، لماذا؟

وُجدت السينما لصالح المجتمع وخدمته، ولسبب راقٍ ونبيل ومهمّ، وليس لهدف ترفيهي فحسب، ما يدفعني إلى تقديم أفلام نوعية على صعيد المواضيع.

في السابق قدّمت فيلماً ربما احتقره بعضهم، لكنهم سيتذكرونه بعد  سنوات. برأيي يستأهل الجمهور أن نقدّم له أعمالا نبيلة ودسمة، لأن تسخيف ما يحصل في العالم جعل الأمور كلها سخيفة. شخصياً، لا تهمني الانتقادات أو التجريح بي أو صبّ الزيت على النار، لأن لا نقّاد سينمائيين فعليين، بل نقّاد لصاحب العمل وعائلته وانتمائه السياسي، وطعن الفيلم من خلال تشويه الخلفية التي ينبثق منها صانعه.

لكن الأفلام التجارية تستقطب نسبة أكبر من الجمهور.

اسعى إلى تقديم عمل يدوم لأجيال ويتخطى زمنه، فنستمتع به كلما شاهدناه حتى لو بعد سنين من عرضه في الصالات. لا يستقطب الفيلم التجاري وحده الجمهور، والدليل أفلام يوسف شاهين، فهي تستقطب الجمهور رغم أنها هادفة ولا تصب في إطار الأعمال التجارية.

الى أين تتجه الأفلام السينمائية العربية راهناً؟

الحروب والأزمات الحاصلة في الدول العربية، والأحداث غير المألوفة التي نشهدها، ستوّلد أفلاماً شبيهة بفيلمي المرتقب. ثمة حالات إنسانية ووطنية في لبنان والعراق وسورية ومصر، فتحت الآفاق أمام المفكرين والكتّاب لنقل هذا المشهد في أعمالهم، مثل المجازر التي تعرّض لها الأيزيديون في العراق وأحداث سد الموصل، وما يحصل في الرقة وحلب وغيرها من الدول، فهذه كلها ستتجسّد في آلاف الأفلام حول العالم لا في العالم العربي فحسب.

هل انت متفائل بالحركة السينمائية الراهنة؟

طبعاً، خصوصاً أنها تفعّل عجلة الإنتاج، وهذا أمر جيّد بغض النظر عن النوعية، وما إذا كانت أفلاماً تجارية أم هادفة. في النهاية لن يبقى سوى العمل الجيّد الذي يستحقّ أن تتذكره الأجيال المقبلة.

هل نكتشف شخصية المخرج وآراءه من خلال عمله؟

يعكس أي عمل سواء كان سينمائياً أم لا، إلى حد ما، شخصية صاحبه وزوايا من تركيبته الإنسانية، وما إذا كان حسّاساً وعاطفياً، أم خبيثاً ولئيماً، وذلك من خلال تفاصيل المشاهد سواء كانت تشويقية او رومانسية.

في أي صالات ستعرض الفيلم؟

طالما أن قضية الفيلم أوسع من لبنان، سيُعرض في الصالات الأجنبية والعربية أولا ومن ثم في لبنان.

هل من نشاط على صعيد تصوير الكليب؟

قدّمت أخيراً  كليبات مع: عاصي الحلاني، فادي عبوّد، غازي أمير، لميا جمال، حبيب علي، ستّار سعد وسوار الحسن وآخرون. مع أن غالبية هؤلاء من الشباب الصاعدين،  إنما صوتهم جميل ويستحقون الإضاءة عليهم.

دخلت عالم السينما ولا تزال مهتمّاً بتصوير الكليبات لماذا؟

أحاول، قدر الإمكان، التنفيس من الضغط الحياتي من خلال تصوير كليبات وإعلانات وبرامج، في النهاية هي جزء من عملي الذي أطلق العنان فيه للجنون والابتكار.

هل من مشاريع أخرى إضافية؟

أقرأ أعمالا درامية لشهر رمضان، وهي منوّعة بين الـ{سيت كوم} والتراجيديا، لكنني أفضّل الأعمال التاريخية الدسمة، مثل قصة صلاح الدين الأيوبي  في حال توافر إنتاج ضخم.

ما سبب استقرارك في دبي ومغادرتك لبنان؟

لا يزال مكتبي مفتوحاً في بيروت، لكنني استقريت في دبي بسبب نشاطاتي وأعمالي وتصويري بعض الإعلانات هناك، فضلا عن أنني بحاجة إلى الاستقرار، لأتمكن من التفكير بهدوء وبطريقة صحيحة، وقد  وجدته في دبي، إضافة إلى كونها قريبة من لبنان ومن أميركا حيث لدي نشاطات أيضاً.

back to top