معرض سنبني هذه المدينة بالفن والحب لشروق أمين

نشر في 01-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-09-2014 | 00:01
واقعية في الطرح وألوان مفعمة ودعوة إلى الأمل
{سنبني هذه المدينة بالفن والحب} عنوان المعرض الذي تنظمه {ايام غاليري}، دبي، للفنانة الكويتية شروق أمين من 14 سبتمبر الجاري إلى  30 أكتوبر.

ترتكز الفنانة في طروحات هذا المعرض على دور المرأة في العالم العربي، مبتعدة عن همومها الفردية، ومقتربة أكثر من الأمراض الاجتماعية المتشكلة، بدءاً من زواج القاصرات في المناطق المتضررة من الحروب، وانتهاءً بقضية {البدون في الكويت}، إضافة إلى التداعيات المادية والمعنوية لفكرة {الحلم} المستمرة، لبناء مشاريع وهمية  مثل {مدينة الحرير} التي تقع شمالي الكويت.

تتميز أعمال أمين بأنها مفعمة بالحيوية، من خلال الجمع بين وسائط  متنوعة في طريقة عملها، أو استخدامها ألواناً مبهجة، مثل الأحمر والزهري، أو ذلك الحس الخيالي الطريف، في وقت تقدم فيه موضوعاً يتسم بالخطورة والجدية.

في هذا المعرض, تحديداً, توظف الفنانة مواد مختلفة في لوحاتها، مثل: الخشب، والصور المعالجة، وطريقة بريل للكتابة، لتداخلها في النهاية مع طرق سردية قصصية تؤدي إلى إشكال جديد في طروحات أمين الفنية.

تظهر في صورها المطروحة  قضايا تستند إلى تأثيرات خاصة بها، مثل إعجابها الشخصي ببعض المؤلفين، على غرار الشاعر السوري نزار قباني والمؤلف البريطاني لويس كارول.

في عملها {من يسرق الغنائم؟} تشير الفنانة إلى سوء إدارة الشؤون السياسية في العالم العربي المرتبط بطبيعة الحياة المعاصرة المضطربة. وذلك من خلال رسم امرأة شابة ترتدي ثوباً وحذاء أحمر، على وجهها قناع (كأغلب شخصياتها المعتمدة)، وتضع إصبعها على فمها إشارة للصمت. أما اليد الأخرى فتحمل {الغنائم على طبق}، يتقاتل فيه الرجال على القدر الأكبر. في المقابل  يبدو  حجم المرأة مضخماً لدرجة تمكنها من احتوائهم بقدرة كاملة مهما كان انتماؤهم. كذلك  تمثل هذه الشخصية الأساسية المرأة الغنوج صاحبة القدرة على اكتساب الرجال من حولها، ومن الممكن أن يكون هذا التمثيل مجرد انتماء أمين نحو المجتمع الأمومي أو حتى القوى الاجتماعية السلسة.

الأعمال الداكنة التي تحمل في طياتها معالم هامة مقتبسة من تاريخ الكويت والرسومات والتركات التصويرية، حالة إبداعية تشكل في بنائها طبقات كولاجية، تحفز المتفرج على التساؤل حول الماضي وعلاقته بالحاضر، وليتخيل المستقبل باعتباره مرتبطاً بالحاضر.

 {سنبني هذه المدينة بالفن والحب} يتناول قضايا تشير إلى الأزمنة المضطربة والظلامية ويشكل رسالة للمتفرج يستند فحواها على تبني الأمل بطبيعة الحال. وتعتمد أمين في طرحها لهذا المفهوم على تحفيز البحث عن أفضل السبل الممكنة لبناء علاقات مستدامة وجمعيات وأنظمة، تحقق لنا إرثاً نفخر به يدل على نقاط قوتنا بدلاً من الهشاشة أو الركود.

طاقة وواقعية

تتميز أعمال شروق أمين بطاقتها المفعمة بالألوان الدافئة والواقعية، خصوصاً أزياء الرجال والنساء وما توحي به من مواقع قوة ورمزية. شخصياتها الرافضة لبضاعة «لويس فويتان» أو المرتدية «عباءات مطرزة»، تصور في وضعيتها المختلفة النابعة من حالة الانطواء وتشابك الأيادي... في دلالة منها على هوياتهم الدفينة سواء مجازياً أو حتى حرفياً وراء فرض الحجاب أو الأقنعة.

تسخّر  النساء نفسها في لوحات شروق أمين  إلى الرجال باعتبارهم «أسيادهن الصوريين» المبطنين. وتستكشف ازدواجية المعايير والنفاق والسرية وما هو موجود خلف تلك القشرة الاجتماعية الصلبة. كذلك تعكس  أعمالها أنماط الحياة المخيفة وراء الواعظ الديني، الناشط السياسي، متعقب الحفلات، والأب المحافظ. وتستعرض الأدوار والأداءات المعروفة لكلا الجنسين، ضمن السياق العربي ويمكن أن تنطبق عالمياً.

ولدت شروق أمين في الكويت عام 1967، تعود ثقافتها إلى خلفيات معرفية سورية وكويتية. قدمت ثلاثين معرضاً فردياً حتى  الآن، ونالت جائزة بوخارست للشعر، ودكتوراه في الكتابه الإبداعية والخطابية في جامعة ووزبورغ، انكلترا. منحتها جائزة المرأة العربية، الكويت لقب «فنانة العام» في 2013.

وتعتبر أول فنانة كويتية تعرض في مزاد كريستيس ( 2012). أعمالها حاضرة في مجموعات شخصية وعمومية في الشرق الأوسط وأورويا والولايات المتحدة. شاركت في معارض جماعية، من بينها: غاليري أيام، دبي (2011)، في نيويورك (2010)، غاليري تلال، الكويت ( 2010)، البينالي الحادي عشر للفنون (2008)،  وردت أعمالها أعمالها  في صحف فنية مهمة، منها: «ممارسات معاصرة، فنون بصرية من الشرق الأوسط».

back to top