من يمثلك في البرلمان؟

نشر في 31-08-2014
آخر تحديث 31-08-2014 | 00:01
استيعاب الناخب لدور ممثله في البرلمان يتطلب ثقافة عامة لهذا الدور وتمعناً في مبادئ الدستور، وكلما زاد هذا الوعي تحسن أداء البرلمان الذي هو صورة للمواطنين.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 كيف يحدث تنافس مصالح بين فصيلين دينيين في وزارة تقوم على رعاية الجانب الروحي لسكان دولة الكويت وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أوليس ذلك دليلاً على أنهما فصيلان سياسيان متلبسان بالدين؟

                               ***

تكاد علاقة الناخب بممثله في البرلمان تكون سطحية سياسياً لولا اللقاءات القليلة لغرض إنجاز مصلحة خاصة قد تكون قانونية أو خلاف ذلك.

الشكوى والتذمر الشعبي المتكرران من الناخبين تجاه ممثليهم في البرلمان ليس لهما ما يبررهما في أكثر الأحيان، صحيح أن هناك عللا سياسية لا تزال تقف دون الحرية الكاملة للناخب لاختيار من يريد من المرشحين من خلال نظام الدوائر الانتخابية، لكن ذلك لا يعدّ مبرراً لما يحدث من إفساح الفرص لأشخاص لا يفقهون شيئاً في الشأن العام، وقد حدث ذلك مراراً ولا يزال.

عضو مجلس الأمة هو مشرع ومراقب، هذه وظيفته التي على الناخب استيعابها، ومطلوب منه الدفاع عن مصالح الشعب في كل الدوائر، وعليه النأي عن الشبهات في الصفقات والتعيينات.

مطلوب منه حضور الجلسات والمساهمة في المناقشات لا أن يكون أبكما، عليه أن يحضر اجتماعات اللجان وهي أساس العمل البرلماني، ولا يزاحم من هم أكثر منه خبرة وتخصصا في مهام اللجان.

توقيت الاستجوابات واحد من أهم المشكلات التي نواجهها في الحياة البرلمانية، فكم استجواب مستحق أفلتت منه الحكومة بسبب سوء التخطيط له بحجة أنه حق دستوري! توجيه الأسئلة البرلمانية مشكلة أخرى يجب على الناخب أن يلتفت إليها في تقييم ممثله، فكثير من الأسئلة توجه إلى غير الغرض المحدد في الدستور واللائحة الداخلية للمجلس.

استيعاب ممثلك في البرلمان لمبادئ الدستور الذي هو عقد لبناء دولة مدنية مهم جداً، وقد رأينا كيف أن نوابا انحرفوا كثيرا عن هذا المبدأ بوقوفهم سنوات ضد حقوق المرأة السياسية، وجندوها بعد نيلها لهذه الحقوق في حملاتهم الانتخابية!

غياب شرف الخصومة آفتنا الكبيرة في أكثر من مجلس، ففي السابق كان بين التيارات السياسية، وسقطت بسببه كثير من الأفكار الهامة مثل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان منتصف التسعينيات لخلافات فكرية تافهة، أما اليوم فإن معظم الخصومات السياسية التي غاب عنها شرف التعامل تتركز في أسلوب التخاطب الذي أوصلنا إلى حوادث عراك مباشر في قاعة حملت اسم مؤسس دولة الدستور الشيخ عبدالله السالم.

ما نود إيصاله هنا أن دور الناخب في تحسين دور البرلمان يحوز نسبة كبيرة من المعادلة العامة، لأنه يبقي أن هناك وزراء تختارهم الحكومة، ويبقى أيضا انعدام قيمة التخطيط في الدولة، وهما مشكلتان مطلوب من النواب مواجهتهما.

ويبقى أن تقييم ونقد أعمال وتصرفات النواب مهمة على المستوى الشعبي والبعد عن المجاملة أساس لعلاقة صحية بين الناخب وعضو البرلمان.

back to top