منظور آخر: التوقعات طريق الخيبات

نشر في 31-08-2014
آخر تحديث 31-08-2014 | 00:01
 أروى الوقيان كلنا في مرحلة الدراسة توقعنا أن المستقبل سيكون مزدهراً بعد التخرج، وأننا سنجد الشركات تتهافت علينا لنعمل لديها، لكن الواقع كان يقول أنت «دون الواسطة» شخص غير مرحب بك في ميدان العمل، وكلنا توقعنا في مرحلة العمل أن «من جدّ وجد»، وصدمنا الواقع أن «الواسطة» أيضاً والعلاقات الاجتماعية والوصولية هي غالبا أمثل وسيلة للترقية والحصول على الامتيازات.

من قال "هناك شيء ثابت" في هذه الحياة؟ فلو كانت تلك قاعدتنا في الحياة لأصبحت الصدمات أقل وطأة علينا، ولأصبحنا أقدر على التعامل مع توقعاتنا ومع البشر ومع الإحباطات.

فنحن بعد أن نخلق نتوقع الكثير من أهلنا، وبالمقابل هم ينجبوننا ويتوقعون الكثير منا، فلا يوجد أب أو أم يتوقع أن يكون لديه ابن معاق أو ابنه عديمة الجمال، الكل يتوقع الكثير إلى حد تصل فيه التوقعات إلى مرحلة الكمال.

وتأتي الأيام عكس هذه التوقعات، ومن هنا يبدأ طريق طويل من الخلافات والهموم والجدالات العقيمة حتى بين الزوجين؛ لأنهما كانا يتوقعان الكثير من بعضهما، وينتهيان أحيانا كثيرة بالطلاق أو الانفصال العاطفي بمرحلة ما في زواجهما، أما أولئك الذين قلصوا مساحة التوقعات وتعاملوا مع الواقع برضا فهم من يظفرون بالسعادة والرضا وكثرة الامتنان لدى حصولهم على شيء جميل لم يتوقعوه.

كلنا في مرحلة الدراسة توقعنا أن المستقبل سيكون مزدهراً بعد التخرج، وأننا سنجد الشركات تتهافت علينا لنعمل لديها، لكن الواقع كان يقول أنت "دون الواسطة" شخص غير مرحب بك في ميدان العمل، وكلنا توقعنا في مرحلة العمل أن "من جدّ وجد"، وصدمنا الواقع أن "الواسطة" أيضاً والعلاقات الاجتماعية والوصولية هي غالبا أمثل وسيلة للترقية والحصول على الامتيازات.

 فالكثير من الأمهات يجتهدن في تربية أبنائهن ويحرصن على دراستهم ليصبح الابن مهندسا والابنة دكتورة، وقد ينتهي الأمر بأن يتخذ كل منهم خطاً مختلفاً تماماً، لربما كان فنياً أو إعلامياً.

أما أنا فتوقفت عن التوقع منذ فترة لا بأس بها من الزمن إلا في بعض الأحيان حينما أجتهد أتوقع المردود، وبتّ لا أنتظر ولا أتوقع، وبتّ أقوم بما أحب من أجل حبي له دون توقع مني لشيء، فصار تقبلي للصدمات أفضل.

 ورغم عدم اكتراثي بالتوقعات لكن يتملكني بين الفينة والأخرى الإحباط تجاة الأمور التي أرغب فيها بشدة، وأسعى إليها ولا أحصل عليها، ولكن فخ الإحباط مخيف، مؤلم، قد يسقطك في بئر من المشاعر السوداء، تلك التي تقود الكثيرين إلى مرحلة مخيفة من الاكتئاب، ورغم تكاثر الحروب وكثرة الأزمات فإن المفارقة أن السبب الرئيسي للانتحار في العالم هو الاكتئاب وليس الحروب وعدم الأمان.

قفلة:

تقول إحصاءات المنظمة العالمية للصحّة لعام 2011 إن مليون شخص في العالم ينتحرون كل سنة بسبب الاكتئاب، ويشكل الانتحار عاشر سبب للوفاة، لكنّه يمثّل ثالث سبب للانتحار بالنسبة إلى الشريحة العمرية بين 15 و45 سنة، علماً أنّ محاولات الانتحار تفوق هذا العدد بعشرين مرّة.

back to top