سيناء: العثور على «رأس خامس» ونفي للتدخل الإسرائيلي

نشر في 30-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-08-2014 | 00:01
No Image Caption
● اعتقال 20 متشدداً بينهم متورطون في «مذابح رفح»
● «مؤتمر المانحين» يعقد في فبراير
سادت حالة من الاستياء شبه جزيرة سيناء الحدودية، بعد بث فيديو مصور لـ«اعترافات» أربعة ذبحتهم عناصر تابعة «لأنصار بيت المقدس»، تحت مزاعم التعاون مع إسرائيل، فضلاً عن الجدل الذي أثاره مقطع الفيديو، عن تنفيذ إسرائيل طلعات جوية في سيناء، وهو ما نفاه مصدر عسكري مصري واصفاً إياه بالكذب، في حين عثر أهالي سيناء على جثة خامسة لشاب مفصول الرأس، اختطفته عناصر مسلحة صباح أمس الأول.

أربك فيديو بثه موقع «يوتيوب» أمس الأول وتضمن اعترافات أربعة أشخاص من قبائل سيناء، ذبحهم متشددون ينتمون تنظيمياً إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية، منذ نحو 10 أيام، المشهد الملتبس أصلاً في شبه الجزيرة، التي ضمت عناصر مسلحة، بدأت حرباً ضد الجيش، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، منتصف العام الماضي.

وفجر الفيديو الجديد جملة من التساؤلات، تتعلق بحقيقة الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة، التي تشهد تصعيداً من الجماعات المتطرفة، وسط تقارير أمنية تؤكد استقرار الأوضاع هناك.

الفيديو تضمن اعتراف 4 أشخاص بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، في نقل معلومات عن تحركات الجيش المصري في سيناء، وعن تحركات العناصر المسلحة التي تتخذ من الأفكار الجهادية أيديولوجية لها، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 25 ألف دولار.

أحد المذبوحين ويدعى لافي إبراهيم سلمان، (42) سنة، من قبيلة «السواركة»، أكد أثناء اعترافاته في الفيديو، أنه تعاون مع أحد ضباط «الموساد» في رصد تحرك مسلحي سيناء، وبزرع شرائح متصلة بطائرات إسرائيلية دون طيار في بيوت وسيارات مسلحين، زاعماً أن بعض الضربات الجوية التي تشهدها سيناء، تنفذها إسرائيل، في حين سادت حالة من الصدمة بين شيوخ قبائل سيناء، عقب عثور الأهالي في قرية نجع شبانة جنوب مدينة رفح، مساء أمس الأول على جثة خامسة مفصولة الرأس.

من جانبه، كذب مصدر عسكري مصري مسؤول تنفيذ إسرائيل طلعات جوية في السماء المصرية، واصفاً إياها بـ»الأكاذيب والشائعات التي تستهدف النيل من القوات المسلحة المصرية»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية توصلت إلى معلومات، تفيد بسعي أنصار بيت المقدس إلى استمالة تنظيم الدولة الإسلامية بمثل هذه الأفعال»، في إشارة إلى قطع الرؤوس، مضيفاً: «الأجهزة الأمنية تعرفت على عدد من المتورطين في تلك العملية، وسوف يتم ضبطهم خلال الفترة المقبلة».

وأعرب رئيس جهاز عمليات الجيش المصري اللواء عبدالمنعم سعيد عن دهشته من تلك المزاعم، مضيفاً لـ»الجريدة»: «قوات الدفاع الجوي المصري تراقب الحدود بشكل جيد ولا يمكن دخول طائرات المجال الجوي دون اعتراضها».

واستبعد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق أسامة الجريدلي حصول تدخل إسرائيلي، مشيراً إلى أن «مصر لديها موقف مبدئي وتاريخي برفض وجود قوات أجنبية على أراضيها أو حتى تنفيذ عمليات داخل مصر، لأن الأمر يتعلق بالسيادة المصرية». بدوره، استبعد مساعد وزير الداخلية للأمن العام الأسبق مجدي البسيوني حصول غارات إسرائيلية، قائلاً: «مصر لن تسمح بذلك مطلقاً»، لافتاً إلى أن «الذبح أسلوب داعش والهدف منه إرهاب المصريين».

ضبط متورطين

وتمكنت قوات الأمن المصرية من ضبط أخطر العناصر المتورطة في مذابح رفح الثلاث إلى جانب 19 عنصراً متشدداً، بعد محاصرتهم في منطقة جنوب رفح، بحسب ما كشفت مصادر أمنية.

إلى ذلك، أشارت نفس المصادر إلى تدمير ثلاثين بؤرة إرهابية في مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، بالإضافة إلى حرق وتدمير مزرعة بانجو تستخدمها العناصر المتشددة، كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها ضد قوات الأمن في سيناء.

مؤتر المانحين

وقال مصدر حكومي مسؤول لـ»الجريدة» إن مؤتمر المانحين الذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمساعدة مصر اقتصادياً، عبر ضخ العديد من الاستثمارات بها، سيعقد في فبراير المقبل، موضحاً أن السعودية والإمارات والكويت على رأس المشاركين.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر مساء أمس الأول قراراً جمهورياً بمنح الدكتوراه الفخرية (العالمية الفخرية) في مجال العلوم الإنسانية من جامعة «الأزهر» للملك عبدالله.

 السيسي والوفد الأميركي

وجدد السيسي خلال لقائه مساء أمس الأول وفداً من أعضاء الكونغرس الأميركي، وعده بتنفيذ آخر استحقاقات «خريطة المستقبل» والمتعلق بالانتخابات البرلمانية، قبيل نهاية العام الجاري.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير إيهاب بدوي، أن الرئيس السيسي استعرض مع الوفد الأميركي تطورات الأوضاع في مصر.

على الصعيد الإقليمي، لفت السيسي إلى أهمية أن يعي الغرب حقيقة الأوضاع في المنطقة، محملاً قوات حلف الأطلسي مسؤولية الأوضاع في ليبيا، بخاصة بعد عدم إكماله للعملية في ليبيا، فضلاً عن تركه البلاد دون جيش وطني أو شرطة، كما أجرى وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي مباحثات مع الوفد، تناولت تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة وانعكاسها على الأمن والاستقرار.

back to top