خذ وخل : يا صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين الأمة!

نشر في 20-05-2009
آخر تحديث 20-05-2009 | 00:01
 سليمان الفهد • أعترف بداية بأن فوز المرشحات الأربع كان مفاجئاً جداً، لكوني من حزب المتشائمين الظانين أن المواطنة الكويتية المرشحة لعضوية مجلس الأمة لن يتاح لها التربع على الكرسي الأخضر بقاعة عبدالله السالم إلا بعد لأي، وعمر طويل مترع بالفعل والنشاط و»النضال» إلى ما شاء الله.

وهذا الموقف المتشائم سبق لي الخوض في أسبابه ومبرراته وحيثياته مرات عدة، فلا داعي إلى تكراره، حسبي الإشارة إلى أنه يتكئ على ظني بأن غالبية المجتمع غير مهيأة لحضور حواء وقبول حضورها في مجلس الأمة الرجالي الذكوري، وأرجو السماح بدحرجة جملة اعتراضية واقفة في زور قلمي، وهي: كيف يكون برلماننا مجلس أمة، بينما نصف «الأمة» غايب ومغيب لدعاوى فقهية متشددة؟!

هذه واحدة، والأخرى ففي حين نجد أن مصر المحروسة المفروسة ذات الثمانين مليونا تنعت مجلسها بـ»مجلس الشعب» نجد أن دولة الكويت وضواحيها تصر على تسميته بـ»مجلس الأمة»! أي أمة؟! ولعل المراد من الأمة كونها تحيل إلى «آلو يا أمم» التي تعيش معنا وبين ظهرانينا! أو أنها تشير إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم!

ما علينا: الشاهد أن المرء يمكن أن يبلع ويهضم الاسم، بعد أن اختار الناخبون المرشحات الأربع، رغم أنف المعارضين الرافضين لحضورها في البرلمان، ويفضلون لها تزجية وقتها في «البر..لمان» إلى ما شاء الله، لكنهن أحلنه بنجاحهن إلى «بر.. لومن» ولله الحمد!

• ومن هنا، يحق لمجلس الأمة أن يزهو باسمه، لكونه بات يحتضن عنصري «الأمة» الكويتية المجيدة، فلا أجد ما أقوله في هذه المناسبة؛ ما أرحب به، لنجاح المرشحات سوى استعارة كلمات الصديق الشاعر «أحمد فؤاد نجم» «صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين قاعة عبدالله السالم»، ومن نافل القول الإشارة إلى أن فصيلة المعارضين لحضور المرأة الكويتية بهذه القاعة ستتواصل وتتنامى، بغرض تهميش حضورهن ونفيه، ليصبحن مجرد ديكور يزين القاعة، ويزوقها بـ»النيولوك» للمجلس فقط لا غير! وستكون الخطوة الأولى بهذا المسعى البائس اليائس: متبدية في انسحاب المعارضين من جلسة الافتتاح، إبان أداء السيدات العضوات اليمين الدستورية! ولا عليهن- إن شاء الله- من هذه الحركة الاستعراضية المستهلكة، الساعية إلى تسجيل موقف يدغدغ مشاعر مريديهم ليس إلا!

والحق أن الهجوم عليهن بدأ من اليوم الذي أعلنت فيه أسماء الناجحين، وأحسبه سيكون مادة ثرية دسمة يتكئ عليها تلاميذ صحافة الردح والنميمة إياها، غير عابئين بأن هذا المنحى المريض غير السوي، ينطوي على عدم احترام إرادة واختيار الناخبين الذين واللواتي اختاروهم بكامل وعيهم وحريتهن، اللذين لم يعتد القوم على الرضوخ لهما واحترامهما!

ولو أن القوم إياهم صادقون مع أنفسهم ومريديهم وأفكارها لكان انسحابهم الاستعراضي في جلسة الافتتاح القادمة تاما وكاملا بحيث يفضي بهما الانسحاب إلى البوابة الخارجية للمجلس، ومن ثم يمتطون سياراتهم إلى مجلس العائلة والقبيلة والطائفة، وكل فصيلة رافضة لحضورهن، من حقها وواجبها العمل بهذا الاقتراح الآنف الذكر، ذلك أن كل ما عداه باطل تماما كزواج «عتريس من فؤادة»!

back to top