أوكرانيا: تدخّل روسي يقلب الأوضاع الميدانية في الشرق

بعد تحقيقها انتصارات ميدانية على المتمردين الانفصاليين الموالين لموسكو في الأسابيع الأخيرة، أعلنت أوكرانيا أمس، أن قوات روسية تدخلت مباشرةً في النزاع الدائر شرق البلاد، ما قلب الأوضاع رأساً على عقب، ومكّن المتمردين من شن هجوم مضاد واسع، والسيطرة على مناطق واسعة.

وبعد هذه الأنباء التي أكدها حلف شمال الأطلسي، دعت ليتوانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، بينما يجتمع سفراء "الأطلسي" اليوم في بروكسل لمناقشة التطورات.

وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الذي ألغى زيارة لتركيا، إن الأوضاع في شرق البلاد تدهورت بسرعة إثر "دخول قوات روسية"، متحدثاً عن سيطرة القوات الروسية على مدينة نوفوازوفسك الاستراتيجية في الشرق.

وأكد "الأطلسي" أمس أن أكثر من ألف جندي روسي يقاتلون حالياً على الأراضي الأوكرانية. ونشر الحلف صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية تؤكد أن "القوات المقاتلة الروسية تواصل عملياتها العسكرية في أوكرانيا".

من ناحيته، قال رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد ألكسندر زخارتشينكو أمس، إن هناك نحو 3000 متطوع روسي يحاربون في صفوف الانفصاليين. ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس عمل أيٍّ من وحدات الجيش الروسي في أوكرانيا.

وذكر عضوان من مجلس رئاسي روسي لحقوق الإنسان أمس، نقلاً عن روايات شهود عيان وأقارب قتلى، إن أكثر من 100 جندي روسي قُتِلوا في شرق أوكرانيا في معركة اندلعت خلال الشهر الجاري.

وأوضحت إيلا بولياكوفا العضوة في مجلس استشاري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أنها تعتقد أن روسيا تغزو أوكرانيا، وقالت لـ"رويترز": "عندما يوجد حشد من الناس بأوامر من قادة يركبون دبابات ومدرعات ويستخدمون أسلحة ثقيلة في أراضي دولة أخرى فإنني أعتبر ذلك غزواً".

ووصف وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي التحركات الروسية بأنها أخطر أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود، بينما حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موسكو من العواقب. كما دانت الولايات المتحدة العدوان الروسي، وكذلك فعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

وسجلت بورصة موسكو والروبل تراجعاً، وخسر مؤشر ميسكس (المسعر على الروبل) 1.82%.

وتأثرت المصارف الرسمية كثيراً، إذ خسر سهم سبربنك 3.821%، وبنك في.تي.بي 3.545%.

وبلغ سعر صرف الدولار 36.77 روبلاً أمس في مقابل 36.17 روبلاً أمس الأول، و48.51 روبلاً لليورو في مقابل 47.75 أمس.

(موسكو، كييف - أ ف ب، رويترز)