الفيصل في الدوحة لمبادرة اللحظة الأخيرة

زار الدوحة فجأة أمس وفد سعودي يترأسه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ويضم رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. والتقى الوفد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أن يتوجه إلى البحرين في مبادرة سعودية وصفها المراقبون بأنها "مبادرة اللحظات الأخيرة"، لإنهاء الخلاف بين الرياض وأبوظبي والمنامة من جهة، وقطر من الجهة الأخرى.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الشيخ تميم استعرض مع الوفد السعودي "آفاق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك"، مضيفة أن الجانبين بحثا "عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية".

وأقام أمير دولة قطر عقب اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الأميري الشيخ عبدالله بن حمد، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة، وعدد من الوزراء، مأدبة غداء تكريماً للوفد.

وأشارت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" إلى أن تركيبة الوفد السعودي الرفيع، الذي ضم رئيس الاستخبارات ووزير الداخلية توحي أنه تم التطرق خلال الزيارة إلى جوانب أمنية، مضيفة أن الوفد قد يكون عرض في الدوحة وثائق وملفات ذات طبيعة أمنية حساسة تؤكد صحة الهواجس السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر خليجي فضّل عدم كشف هويته أن "هدف زيارة الوفد السعودي إلى الدوحة يتصل بالموقف الخليجي من قطر، والحفاظ على النسيج الوحيد في العالم العربي".

في السياق نفسه، كشف أمين عام مجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني في تصريح على هامش حضوره افتتاح ورشة عمل "بناء المجتمع والمبادرات الشبابية" في المنامة أمس، أن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي "يتداولون حالياً" المحضر النهائي المرفوع من قبل اللجنة المكلفة متابعة "اتفاق الرياض".

وأوضح الزياني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البحرينية (بنا) أن "العملية مستمرة في ما يخص ملف قطر وخطوات تنفيذ اتفاق الرياض"، دون الإدلاء بتفاصيل إضافية في هذا الشأن.

وأشار إلى أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعهم الاعتيادي السبت المقبل في جدة، وهو واحد من 5 اجتماعات وزارية دورية خلال 2014، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، ومتابعة تنفيذ ما تم حيال قرارات المجلس الأعلى في قمة الكويت، إضافة إلى الوضع الراهن في المنطقة.

وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتمعوا في 13 الجاري، ووضعوا آلية لتسهيل عمل اللجنة المكلفة متابعة "اتفاق الرياض"، الذي تم التوصل إليه بوساطة كويتية لحل الأزمة بين دول مجلس التعاون.  

ومنح الوزراء اللجنة أسبوعاً لوضع تقريرها النهائي انتهى في 20 الجاري. وجرى الحديث عن خلاف بشأن التقرير النهائي للجنة، وتم رفع الأمر إلى الاجتماع الوزاري العادي المقرر السبت المقبل.

 (الدوحة، المنامة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)