مأزق إيطالي بعد تعطل إمدادات الغاز الروسي

نشر في 28-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-08-2014 | 00:01
No Image Caption
روما تواجه صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء
في ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال إفريقيا وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا، تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما، استخدام المخزونات وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة، وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها.

ستواجه إيطاليا صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء، إذا تسبب صراع روسيا مع أوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز وانزلقت ليبيا في الفوضى، وهو ما يشكل خطراً على تعاف اقتصادي هش بالفعل عقب سنوات شهدت ركوداً وتباطؤاً في النمو.

وفي ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال إفريقيا وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا، تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما، تحسباً للتوقف التام للتدفقات القادمة عبر الأراضي الأوكرانية، استخدام المخزونات، وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة، وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها.

وتعتمد إيطاليا على الواردات في تلبية احتياجاتها من الغاز الذي تستخدمه في تشغيل نحو نصف محطات الكهرباء، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو إلى تعطيل إمدادات شركة جازبروم لأوروبا.

وقال ليوناردو ماوجيري المدير السابق للاستراتيجية في شركة ايني الإيطالية العملاقة، والذي يعمل حاليا بكلية هارفارد كنيدي، «إنها مشكلة. في الأجل القصير لا يوجد أمام إيطاليا بديل للغاز الروسي».

وفي عامي 2006 و2009 تسببت خلافات على الأسعار بين روسيا وأوكرانيا -التي تضخ نصف إمدادات موسكو من الغاز إلى أوروبا- في تعطل الإمدادات على نطاق واسع وهو ما دفع إيطاليا إلى اللجوء لإجراءات الطوارئ التي تضمنت استعمال احتياطيات الغاز الاستراتيجية.

وتشكل شمال إأفريقيا أيضا مخاطر بالنسبة لإيطاليا.

فرغم ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط والغاز في الآونة الآخيرة يخشى المستوردون الإيطاليون توقف الصادرات مع تصاعد العنف.

وتشتد المخاطر هذا العام بعد أن دفع خفض الأسعار إيطاليا لزيادة نسبة الواردات الروسية إلى 49 في المئة من إمداداتها في النصف الأول من العام مقارنة بـ41 في المئة في 2013 و32 في المئة في 2012.

وفي الوقت نفسه، دفعت تخمة المعروض من الغاز الروسي المشترين الإيطاليين إلى العزوف عن صفقات بديلة للإمدادات الأمر الذي قلل الخيارات المتاحة أمام إيطاليا.

وعلقت اديسون عقدها مع شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية التي تحتكر قطاع الغاز، بينما باعت شركة انيل بعضا من شحنات الغاز الطبيعي المسال القادمة من نيجيريا إلى مجموعة بي.جي البريطانية، في حين قلصت ايني وارداتها من الجزائر إلى النصف، وقد تتكبد تكاليف إضافية إذا طلبت المزيد من الغاز.

الجزائر مفتاح الحل

وفي ظل الخطر الذي يهدد الواردات الروسية والليبية صارت الجزائر مفتاح تأمين الإمدادات.

وقال ماسيمو دي أودواردو المحلل المختص بشؤون الطاقة لدى وود ماكنزي «إذا أتاح الاتفاق بين سوناطراك وإيني عودة الغاز الجزائري إلى إيطاليا، فإن تعطل الإمدادات الروسية لفترة طويلة لن يكون له تأثير كبير، لكن غياب الإمدادات الجزائرية قد يزيد من المصاعب».

كانت الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا، لكن تزايد الطلب المحلي وتباطؤ الإنتاج، فضلا عن جاذبية أسواق الغاز المسال الآسيوية، أدى إلى هبوط إمداداتها لإيطاليا بنسبة 40 في المئة في العام الماضي.

لكن بعض المحللين يقولون إن إيطاليا تستطيع زيادة واراداتها من الجزائر بسهولة نسبية إلا أنها ستدفع ثمنا أعلى.

ومن بين الإجراءات البديلة الأخرى التي تهدف إلى تجنب أزمة في الإمدادات الاستعانة بواردات الغاز المنقولة بحراً، واللجوء إلى المخزونات، والتحول إلى استخدام مزيد من النفط والفحم.

(رويترز)

back to top