السوريون الأعداء

نشر في 28-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-08-2014 | 00:01
No Image Caption
صدرت عن دار {رياض الريس} رواية جديدة بعنوان {السوريون الأعداء} بقلم فواز حداد. مماجاء فيها: {لم يزح النقيب عينيه عن الأهالي، هؤلاء إذا عاشوا سيبكون كثيراً، لن يعرفوا الهناء، فقط الخوف والحزن لسنوات طويلة آتية. هذا ما جنوه على أنفسهم. آووا الإرهابيين في بيوتهم، وأطعموهم وسقوهم. حول بصره إلى الشيخ، حتى هذا الشيخ الفاني الذي يستنهض إنسانية الملازم، اعتاد على أكاذيب كثيرة، سمع بالرحمة وصدق ما يقال عنها، حان الوقت كي يتعرف إليها، سيفتقدها كثيراً قبل أن يموت. لا بد رأى في الأسابيع الماضية العديد من معارفه وجيرانه قتلى وجرحى في هذا الخراب، هل أسعفتهم الإنسانية؟ لا الله ولا الأدعية خففت عنهم. لو أن الشيخ محظوظ، للاقى حتفه في تفجير، أو تبادل إطلاق نيران، المصادفة وحدها تركته حياً، إذا طال به العمر بضعة أيام أو أشهر، فلن تفوته رؤية هذا القبر الكبير الذي سيفارقه، إنه بحجم مدينة، ليست سوى مدفن يضم أمواتاً دماؤهم جفّت واسودّت، ومصابين نزفوا حتى النزع الأخير، وجثثاً منتفخة ومتفسخة. ما عاناه حتى الآن، عينة لا أكثر. إذا بقي من عمره مشوار أخير، فسوف تصحبه مناظره إلى العالم الآخر.

الإنسانية، مثل الرحمة، قصة طويلة، لا رجاء منها، تصلح للّغو فقط، ولا توفر الألم.»

back to top