«الوطني»: تراجع أسعار النفط مع انحسار المخاوف بشأن الإنتاج

نشر في 27-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 27-08-2014 | 00:01
No Image Caption
«سعر خام التصدير الكويتي انخفض 5 دولارات خلال يوليو»

خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن نمو الطلب على النفط لعام 2014 بواقع 90 ألف برميل يومياً. وقامت الوكالة بمراجعة توقعاتها نتيجة العديد من العوامل، أهمها التراجع غير المتوقع في الطلب من ألمانيا وإيطاليا، والأمطار الغزيرة في الصين.
قال الموجز الاقتصادي الصادر عن بنك الكويت الوطني، ان أسعار النفط شهدت تراجعاً خلال يوليو بعد أن بلغت أعلى مستوى لها منذ تسعة أشهر في يونيو. وقد تراجع سعر خام التصدير الكويتي نحو 5 دولارات ليصل الى 103.4 دولارات بحلول نهاية الشهر، كما تراجع خام برنت 6.9 دولارات ليصل الى 103.2 دولارات، بينما تراجع خام غرب تكساس المتوسط 6.6 دولارات للبرميل ليصل الى أقل مستوى له منذ ستة أشهر عند 98 دولارا للبرميل. وقد جاء هذا التراجع في الأسعار تماشياً مع تراجع المخاطر الجيوسياسية، لاسيما في العراق وليبيا، وفيما يلي التفاصيل:

في ما يخص أميركا، فإن التراجع في سعر مزيج غرب تكساس المتوسط يعكس ازدياد مخزونات كوشينغ في ولاية أوكلاهوما، التي تعتبر أهم مراكز تخزين النفط ونقطة مهمة لتسعير مزيج غرب تكساس المتوسط. وقد جاء هذا التراجع نتيجة العديد من الانقطاعات في الانتاج في أهم المصافي، ما أدى الى توقيف انتاج المصافي قبل فترة التوقيف المعتادة لاقامة أعمال الصيانة والتي عادة ما تبدأ في أواخر أغسطس وتستمر حتى أكتوبر من كل عام.  

تباطؤ الطلب

كما تراجعت العقود الآجلة خلال الشهر نتيجة مجموعة من العوامل كتباطؤ الطلب وتراجع هوامش التكرير إضافة الى تراجع المخاوف بشأن انتاج ليبيا والعراق. وقد تراجعت العقود الآجلة لمزيج برنت وهي أسعار التوصيل في ديسمبر بواقع 4.1 دولارات للبرميل، لينهي الشهر عند 106.9 دولارات للبرميل.

ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، سُجِّلت أسعار عقود الآجلة لمزيج برنت فوق سعرها الفعلي المتوقع، وما يعرف بحالة "الكونتانجو". وقد حصل هذا التغير في السابع والعشرين من يونيو بعد زيادة الانتاج في بحر الشمال وحوض المحيط الأطلسي نتيجة تراجع الطلب من المصافي الأوروبية. وبالمقابل، فقد لوحظ هبوط أسعار العقود الآجلة لمزيج غرب تكساس المتوسط تحت سعرها الفعلي المتوقع بعد ان كانت في حالة "الكونتانجو" لفترة بلغت ست سنوات.  

الطلب العالمي على النفط

قامت وكالة الطاقة الدولية بخفض توقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي لعام 2014 بواقع 90 ألف برميل يومياً ليصل الى 92.7 مليون برميل يومياً. وقد قامت وكالة الطاقة الدولية بمراجعة توقعاتها نتيجة العديد من العوامل أهمها التراجع غير المتوقع في الطلب من قبل ألمانيا وإيطاليا خلال الربع الثاني، إضافة الى الأمطار الغزيرة في الصين التي أثرت على سير الصناعة.

وتشير بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني المتوفرة حالياً الى عدم وجود نمو حقيقي في أوروبا، إضافة الى وجود أرقام سلبية لكل من ألمانيا وإيطاليا. وبصفة عامة، من المتوقع أن تكون وتيرة النمو الاقتصادي العالمي لعام 2014 أخف من ما تم تصوره مسبقا. ولمّح صندوق النقد الدولي الى أنه قد يقوم بخفض توقعاته بشأن الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2014 من جديد في الفترة القادمة من 3.6 في المئة التي يتوقعها حاليا.  

ومقارنة بالعام الماضي، من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي خلال عام 2014 بواقع 1.2 مليون برميل يومياً أو 1.4 في المئة. كما من المتوقع ان يرتقع الطلب العالمي أيضاً خلال عام 2015 بواقع 1.4 مليون برميل يومياً أو 1.5 في المئة ليصل الى 94.1 مليون برميل يومياً مع احتلال الاقتصادات الناشئة الصدارة. وبالمقابل، فمن المتوقع أن يتراجع الطلب من دول أعضاء المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية.  

الإمدادات المتوقعة

تراجع انتاج النفط لدول أوبك (بما فيها العراق) خلال يونيو بواقع 186 ألف برميل يومياً وذلك مقارنة بالشهر الماضي ليصل الى 30.6 مليون برميل يومياً وذلك وفقاً للبيانات المستقاة من منظمة أوبك. وقد جاء هذا التراجع على الرغم من الارتفاع في انتاج السعودية التي تعتبر من أهم الدول المنتجة والتي قد شهدت ارتفاعاً في الانتاج بواقع 75 ألف برميل يومياً ليصل الى ما يقارب 9.8 ملايين برميل يومياً في يونيو، وذلك قبل فترة الصيف التي تشهد أعلى مستويات انتاج نتيجة الطلب على الكهرباء، وبعد زيادة الطلب على انتاج المصافي. وتعتبر هذه الزيادة الأكبر حجماً منذ شهر فبراير، كما انها تعتبر الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي للانتاج في السعودية.

وقد سجلت أيضاً أنغولا زيادة في الانتاج بالإضافة الى ليبيا وقطر. فقد استُئنف الانتاج في ليبيا في حقل الفيل الذي يبلغ انتاجه 130 ألف برميل يومياً وفي حقل الشرارة الذي يبلغ انتاجه 340 ألف برميل يومياً ويعد أكبر حقل في ليبيا.   

وفي المقابل لوحظ التراجع في الانتاج في كل من الكويت وإيران والعراق، حيث بلغ انتاج الكويت أقل مستوى له منذ مارس من عام 2013 عند 2.8 مليون برميل يومياً. كما تراجع أيضاً انتاج العراق بواقع 70 ألف برميل يومياً وذلك نتيجة المناوشات المستمرة بين قوات تنظيم داعش والجيش العراقي، الأمر الذي تسبب في قطع 300 ألف برميل يومياً من مصفاة بيجي، إضافة الى قطع انتاج النفط من حقول كركوك التي شهدت انقطاع الانتاج منذ شهر مارس وذلك عندما تم تخريب خط أنابيب كركوك – جيهان.    

ومن المتوقع أن يرتفع انتاج النفط من خارج أعضاء منظمة أوبك بواقع 1.4 مليون برميل يومياً ليصل الى 56.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2014، بواقع 1.2 مليون برميل يومياً ليصل الى 57.5 مليون برميل يومياً خلال عام 2015.

ومن المتوقع ان يستمر انتاج دول القارة الاميركية الاعضاء في المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية في دعم نمو انتاج النفط من خارج أعضاء منظمة أوبك، وذلك نتيجة قوة مستويات الانتاج في المصادر غير التقليدية كالنفط الصخري وغيره.

أما الزيادة المرتقبة في الانتاج من خارج انتاج منظمة أوبك للعام الحالي والعام القادم فقد تبلغ 4.6 ملايين برميل يومياً و6.7 ملايين برميل يومياً على التوالي من انتاج دول اوبك لسوائل الغاز الطبيعي (والتي هي غير خاضعة لنظام حصص الانتاج). لذا، من المفترض أن يكون التغيير في انتاج أوبك في نطاق 29.9 مليون برميل يومياً في عام 2014 و29.8 مليون برميل يومياً في عام 2015، وذلك من أجل تحقيق توازن في السوق، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

back to top