واشنطن تدرس توسيع الحرب على «داعش» إلى سورية

نشر في 24-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-08-2014 | 00:01
التنظيم يفشل في اقتحام مطار الطبقة للمرة الثالثة... والأسد يستخدم «الغاز» في عربين

مع توالي الإدانات الدولية لعملية ذبح الصحافي الأميركي التي اعتبرها مجلس الأمن تصرفاً شائناً وجباناً يوجب القضاء على منفذيه وأيدلوجيتهم، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتحرك محتمل في سورية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس عن استعداد واشنطن لـ«التحرك» في حال حصول أي تهديد لرعايا الولايات المتحدة أو مصالحها بحسب البيت الابيض الذي أكد مساء أمس الأول أنه يدرس بجدية إمكانية شن ضربات عسكرية على «داعش» في سورية.

وبعد قطعه رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي وتهديده بذبح آخر يدعى ستيفن جويل سوتلوف إذا لم توقف واشنطن غاراتها عليه، حذرت وزارة الدفاع (البنتاغون) من خطر التنظيم، معتبرة أن القيام بعمليات في سورية قد يكون ضرورياً بعد أن كبحت الضربات الجوية في الأسابيع الاخيرة تقدمه في العراق.

ونقلت الصحيفة عن مساعد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الامن القومي بن رودس قوله: «إذا رأينا مؤامرة ضد الأميركيين وتهديداً للولايات المتحدة من أي جهة كانت فإننا مستعدون لاتخاذ تدابير ضد هذا التهديد»، مضيفاً: «كررنا ذلك مرات عدة: إذا هاجمتم أميركيين فسنطاردكم أينما وجدتم، وهذا ما سيقود تخطيطنا في الأيام المقبلة». وصرح مسؤول عسكري أميركي للصحيفة نفسها بأن تحضير ضربات على «أهداف هامة جداً» وشخصيات من الحركة قد يتطلب بين «ساعة وأسبوع». وأضاف: «إذا تعلق الأمر بمعسكرات تدريب فبإمكاننا القيام بذلك قريباً جداً».

أوباما يطلب أموالاً

إلى ذلك، قال مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي إن الرئيس باراك أوباما قد يطلب من الكونغرس في الأسابيع القليلة المقبلة الموافقة على أموال جديدة لشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة في العراق بعد أن قطع رأس الصحافي الأميركي.

وأوضح مساعد لعضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي أمس الأول ان إدارة أوباما قد توضح في الفترة بين أوائل ومنتصف سبتمبر تفاصيل المبلغ الإضافي الذي تريده للعمليات العسكرية لكن المساعد لم يحدد حجم التمويل المحتمل المطلوب.

وسيأتي الطلب في الوقت الذي يطالب أعضاء بارزون في الكونغرس أوباما بتكثيف الضغط العسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. ودعا السناتور الجمهوري من ولاية أريزونا جون مكين يوم الخميس إلى زيادة كبيرة في الضربات الجوية بما في ذلك قصف مواقع في سورية.

فشل ثالث

في هذه الأثناء، فشل تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» للمرة الثالثة في اقتحام مطار الطبقة العسكري آخر معاقل قوات الرئيس بشار الأسد في محافظة الرقة في شمال البلاد.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التنظيم المعروف باسم «داعش» خسر 14 مقاتلاً إضافة إلى 150 أصيبوا بجروح في معارك ضد القوات النظامية الليلة قبل الماضية في محيط مطار الطبقة، الذي يحاول السيطرة عليه منذ أيام.

وجاءت المعارك إثر هجوم جديد لـ«داعش» بدأ بتفجير مقاتل سوري من تنظيم الدولة من الجنسية السورية نفسه بعربة مفخخة عند بوابة مطار الطبقة العسكري، ورد عليه الجيش النظامي بثماني غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة في مدينة الطبقة بينها مواقع للتنظيم والمشفى الوطني حيث قتل 13 شخصاً بينهم 10 مقاتلين من التنظيم المتطرف.

خسائر «الدولة»

وبذلك يرتفع عدد قتلى «الدولة الإسلامية» منذ الثلاثاء في معارك مطار الطبقة والقصف الذي رافقها إلى 94، بالإضافة إلى أكثر من 400 جريح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتخلل المعارك قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين بالصواريخ والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وقصف من طائرات النظام الحربية وبالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي وقصف بصاروخ سكود على مناطق في محيط مطار الطبقة، بحسب المرصد.

واندلعت المعارك في محيط المطار في منتصف أغسطس، وشهدت تصعيداً وهجوماً على المطار مساء الثلاثاء، ثم هجوما ثانياً مهد له بتفجيرين انتحاريين فجر الخميس. لكن التنظيم لم يتمكن من إحراز تقدم على الأرض، بحسب المرصد، الذي أشار إلى أن الهجوم الاخير جاء بعد أن «استقدم التنظيم تعزيزات عسكرية إلى منطقة الطبقة من العراق ومحافظة دير الزور» (شرق).

ويسيطر تنظيم «الدولة» على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة أخرى في شمال وشرق سورية، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وفي شهر يوليو تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في الرقة، اللواء 93 والفرقة 17، بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري.

هجوم بالغاز

في غضون ذلك، اتهم المرصد السوري قوات النظام السوري أمس باستخدام غازات سامة خلال قصفها لكتائب المعارضة المسلحة في منطقة عربين بريف دمشق.

ونقل المرصد في بيان صحافي عن نشطاء قولهم إن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين وإصابة العشرات، مشيراً إلى أن مقتل اثنين آخرين جراء انفجار لغم في منطقة بساتين دوما.

وفي محافظة حماة، أعلن المرصد أن قذائف صاروخية عدة سقطت على مناطق في مدينة محردة بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية مع قوات النظام بالقرب من المدينة، فيما قتل 14 شخصا بينهم ستة مقاتلين في اشتباكات مع قوات النظام في ريف حماة.

وفي حلب، جددت قوات النظام قصفها لأحياء عدة في المحافظة وريفها كما دارت اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ولواء جبهة الاكراد وألوية وكتائب «داعش» في قرية الجعدة بالريف الجنوبي لمدينة عين العرب وسط تقدم لمقاتلي وحدات الحماية في المنطقة وتردد معلومات عن سيطرتهم على القرية.

(دمشق، واشنطن-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top