النجوم يتسابقون على تحدّي «دلو الثلج»... فعلُ خير أم فرصة للتسويق؟!

نشر في 24-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-08-2014 | 00:01
شاهد معظمنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمشاهير عالميين يرمون أنفسهم بدلو من المياه المثلجة. إنه تحدي Ice Bucket (دلو الثلج) الذي وصلت عدواه إلى العالم العربي، فراح كثيرون يخوضونه، لا سيما النجوم وأبرزهم هيفا وهبي ونجوى كرم ونيشان وديانا حداد. ولعل معظم هؤلاء يجهل الهدف من التحدي، البعيد تماماً عما نراه في فيديوهاتهم من ضحك ولعب ومزاح.  

أطلق أحد المصابين بداء {التصلب العضلي الجانبي} تحدي {آيس باكيت تشالنج} في أميركا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مناشداً المشاهير لمساعدتهم في جمع تبرعات تسهم في البحث عن علاج للمرض، لا سيما أن شركات الأبحاث والأدوية أهملته بسبب نسبة المصابين فيه الضئيلة في الولايات المتحدة الأميركية.

الحملة التوعوية التي شارك فيها نجوم العالم لأجل هدف إنساني محض، وصلت إلى نجومنا في العالم العربي بشكل مختلف، فلم تكن بالنسبة إليهم سوى استعراض، لم يخلُ من سخافات. ويبدو لافتاً في فيديوهاتهم أن الفكرة أعجبتهم، أضحكتهم، أفرجت هموم جمهور، سعد بهم وصفق لهم! ولكن هل تبرع أي من هؤلاء النجوم. هل يعرفون أصلاً هدف التحدي؟ هل أخبرهم أحد أن الفكرة خيرية قائمة على التبرع ولو بمبلغ ضئيل؟

لا يجد معظم النجوم العرب فرصة للظهور والتباهي إلا ويستخدمونها ضاربين بعرض الحائط الهدف منها، لاهثين خلف جماهيرية أوسع أو احتلال غلاف إحدى المجلات أو فقرة في نشرة إخبارية أو تحقيق نسبة عالية من المشاهدة عبر حساباتهم الاجتماعية، فتفوز تلك الفنانة مثلاً على زميلتها بنسبة المشاهدة الأكبر لتصبح في اليوم التالي حديث الناس.

لم يكلّف أحد من نجومنا بالتعريف عن المرض. هم ربما يجهلون حقيقته وخطورته. اكتفوا برمي أنفسهم بدلو المياه وسط قرقعات ضحكاتهم وتصرفاتهم التي أقل ما يقال عنها إنها خالية من أي عفوية أو روح جميلة.

نجوى كرم إحدى بطلات استعراضات {دلو الثلج}. ظهرت في فيديو نشرته على حسابها على {انستغرام}، وهي تشكر الذين وجهوا إليها دعوة للمشاركة في التحدي، ثم دعت إليسا وراغب علامة وأحلام للمشاركة فيه، ومن ثم سكب مدير أعمالها الماء عليها. تسع ثوان وينتهي الفيديو، فهل نسيت النجمة أمر الداء، أم أنها لم تعلم به أصلا؟  

يُذكر أن كرم كانت صرحت أثناء معركة عرسال في لبنان قائلة: {يحرم عليي غني ووطني موجوع}، واتهمها كثيرون آنذاك بقيامها بمزايدات لا طعم لها ولا لون. في المقابل، أصرَّت زميلتها إليسا على إحياء حفلتها في أسواق بيروت مشددةً على ضرورة محاربة الإرهاب بثقافة العيش، وتبرعت بأجرها من الحفلة للجيش اللبناني.

هيفا وهبي بدورها لعبت وضحكت مع أصدقائها خلال التحدي، ودعت عبر حسابها على  انستغرام كل من المخرج طارق فريتخ وخبير الماكياج بسام فتوح ونجمة الغناء العالمية ريانا، إلى التحدي قبل أن تسكب دلو الماء المثلج على رأسها، ليحذو حذوها اثنان من أصدقائها وتعلو الضحكات.

«دلو الثلج» أيضاً وأيضاً... ديانا حداد، الفنانة المغربية سلمى رشيد، ساندي... أما نانسي عجرم فرفضت التحدي، موضحة أنها لن تتحمل سقوط قطع من الثلج على رأسها. ولكنها على عكس كثيرين، أوضحت في فيديو نشرته على الإنترنت أنها ستتبرع لمرضى التصلب الجانبي الضموري، وبهذا تكون أفادت الآخرين وأرضت نفسها. وقبل الإعلامي نيشان دعوة عجرم إلى التحدي، فنشر تسجيلاً يلقي فيه مكعبات الثلج على رأسه، وأوضح: {لا تنسوا التبرع}، وفور سقوط الماء المثلج على رأسه صرخ من شدة التأثر.

وأتبع الفيديو بتدوينة قصيرة تشتمل على إعلان لتوعية جمهوره بمرض ضمور الأعصاب والعظام. ورشح كل من زميله طوني خليفة ونانسي عجرم والإعلامية ريما نجيم والكاتبة والإعلامية مريم نور.

تحدي {دلو الثلج} لم يوقظ على ما يبدو الكثير من النجوم في بلادنا على الحملات التوعوية، ولم يفتح أعينهم على الهدف منه، بل فتح لهم باباً جديداً للاستعراض، بينما كانت للمشاهير حول العالم تبرعات فيه قبل القيام بالتحدي نفسه، أبرزهم جاستن تمبرلايك، جنيفير لوبيز، كريستينا أغيليرا، شاكيرا، أوبرا وينفري، جورج بوش الابن، إضافة إلى عدد كبير من الرياضيين وآلاف الأشخاص العاديين.

وأوضحت جمعية التصلب العضلي الجانبي أن التحدي سمح بين 29 يوليو و13 أغسطس بجمع تبرعات قيمتها 5,7 ملايين دولار، تستخدم في إيجاد علاج ومساعدة المرضى. ويقوم مبدأ التحدي على تحقيقه في غضون 24 ساعة بعد تلقي التحدي من شخص آخر ودعوة أشخاص آخرين للقيام به والتبرع بمبلغ مئة دولار.

back to top