الملك «يحدق» الغيلاما... بأذنه!

نشر في 23-08-2014 | 00:03
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:03
No Image Caption
يلقي هارون محمد نفسه في البحر، يمسك بيد واحدة قاربه، ويغوص برأسه في الماء ليسترق السمع في الأعماق. هكذا يبحث الصيادون التقليديون في ماليزيا عن طرائدهم البحرية بطريقة قديمة توشك أن تندثر.

يبلغ هارون 68 عاماً، وهو من الصيادين القلائل المتمسكين بطريقة عجيبة في البحث عن السمك، قبالة سواحل سيتيو على الشاطئ الغربي لماليزيا، أحد أكثر البلاد استهلاكاً لثمار البحر في العالم.

وأورث هارون ابنه زريني (44 عاماً) هذه الطريقة، ويقول الابن: "عندما تصغي طويلاً، تشعر وكأنك تنظر من خلال زجاج، اذ يمكنك ان تحدد أنواع الأ  سماك الموجودة".

ويضيف "نحن نبحث تحديداً عن أسماك الغيلاما، علماً أن أنواعاً عدة من الاسماك تسبح هنا ايضا".

وعن طريقتهم التقليدية في معرفة الاسماك عن طريق السمع يقول: "لا يمكن اكتساب هذه المهارة سوى بالتلقين، ويجب فهم احوال البحار".

وبحسب هارون، فإن تجار السمك يتخوفون من أن تختفي أسماك الغيلاما مع رحيل آخر صياديها التقليديين.

وهذا النوع من السمك ذو مذاق محبب لدى الماليزيين، وهم يعتبرونه أفضل الأنواع، ويقبل على أكله الفقراء خصوصاً، ويطلق عليه اسم "الملك".

ويقول هارون ان ملك السمك هذا يكتسب اسمه ايضا لأن جماعات من الانواع الاخرى من السمك تسبح الى جواره.

ولم يعد الصيد التقليدي واسع الانتشار كما كان في السابق، فكثير من الصيادين القدامى رحلوا، ومنهم من تقاعد عن العمل، ومنهم أيضاً من عزف عن الطريقة القديمة متحولاً الى التقنيات الحديثة لتحديد أماكن تجمع السمك، إذ لم تعد الأذن كافية أحيانا في ظل ارتفاع الضجيج في اعماق البحار بسبب حركة السفن وتراجع اعداد السمك من جراء الصيد المفرط. ويصف الصياد هارون صوت الأسماك بأنه كصوت إلقاء الحصى في المياه.

ويقول: "الأسماك تصدر أصواتا تختلف باختلاف أنواعها، لكن يصعب على المبتدئين التمييز بينها".

ويضيف: "مع مرور الوقت وتمرس الصياد، يشعر حين يسمع صوت المياه وكأنه ينظر بعينيه ويرى مواقع الأسماك وأنواعها".

وحين يرصد هارون سربا من أسماك الغيلاما، يتجه بمركبه إليها، لكن دون إشعال المحركات.

ويقول: "لا تظنوا أن السمك غبي، السمك يعلم بوصول الصيادين من صوت المركب، فيبتعد".  (أ ف ب)

back to top