وسائل فاعلة لمعالجة طنين الأذن

نشر في 23-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
بغض النظر عن طبيعة طنين الأذن، يكون الفرد المصاب بهذه المشكلة الوحيد الذي يسمع تلك الأصوات نظراً إلى غياب أي مصادر سمعية في البيئة المحيطة. تبقى ظاهرة طنين الأذن غامضة، لكن أثبت بعض العلاجات قدرته على تخفيف حدة المشكلة أو التخلص منها.
تختلف مظاهر المشكلة بين فرد وآخر، فهي قد تكون عابرة بالنسبة إلى البعض ولا تُحتمل بالنسبة إلى البعض الآخر. لا تزال الآليات المسؤولة عن هذه الحالة مجهولة لكن من المعروف أن معظم مشاكل طنين الأذن ترتبط بفقدان السمع، إذ تتراجع كمية المعلومات التي تصل إلى الدماغ. وفق إحدى النظريات، يمكن أن يحفز الدماغ نفسه بنفسه رداً على هذه المشكلة ويزيد من حساسيته. يعني طنين الأذن {تضخيم} ضجة عميقة بفعل النشاط العفوي للجهاز السمعي.

تسمح العلاجات المتوافرة راهناً للمريض بالاعتياد على حالته لدرجة أن ينسى وجودها. يقوم اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بتقييم السمع ويتأكد من غياب الأمراض أو الأورام أو التشوهات في الأذن، كذلك يشرح أسباب طنين الأذن من الناحية الفيزيولوجية لأجل تبرير العلاجات المقترحة.

علاج صوتي

المبدأ: اعتياد الدماغ على سماع الضجة من دون التنبه لها ثم استعمال هذه القدرة مع طنين الأذن: يحصل ذلك من خلال استعمال قارئ (MP3) للإصغاء إلى ضجة بيضاء أو أصوات الماء بضع مرات في اليوم. من الأفضل استعمال الجهاز الاصطناعي السمعي إذا كان طنين الأذن مرتبطاً بفقدان السمع. يسهم رفع درجة الجهاز على الترددات المفقودة في تحسين السمع وتحفيز مناطق الممرات السمعية التي تتوقف عن تلقي المعلومات.

النتيجة: لضمان الفاعلية، يجب أن يكون المريض معنياً بالعلاج. تتحقق نتائج إيجابية في أكثر من 50% من الحالات وهي تظهر بعد مرور بضعة أشهر.

سفرولوجيا

المبدأ: تقديم تقنيات مهدئة (تمارين تنفس واسترخاء) كي يتمكن المريض من التحكم بنوبات طنين الأذن القوية في حياته اليومية ويكمن التحدي في التوصل إلى تجاهل المشكلة: من المعروف أن ظاهرة طنين الأذن تستهدف المناطق السمعية والجهاز الحوفي المرتبط بالعواطف في الدماغ. هذا ما يشرح السبب الذي يزيد حدة طنين الأذن عند الشخص القلق والمصاب بضغط نفسي، فالضغط النفسي يعزز طنين الأذن. لكن تسهم السفرولوجيا في تهدئة الجهاز العصبي والعاطفي. من الأفضل أن يكون هذا العلاج فردياً وأن يمتد على ست جلسات تقريباً شرط أن تتوزع على شهرين.

النتيجة: يعطي هذا العلاج نتيجة جيدة شرط اتباع مقاربة ناشطة وإيجابية. تُسجَّل حالات الفشل النادرة عند الأشخاص الذين يتنقلون من تقنية إلى أخرى أو أولئك الذين يبدون مقاومة نفسية قوية جداً.

تقويم العظام

المبدأ: معالجة الاختلالات الميكانيكية أو العضلية أو العاطفية: يمكن اللجوء إلى طريقة تقويم العظام إذاً للتخلص من التشنجات العضلية المفرطة على مستوى العنق أو مفاصل الفك. تتحدد درجة هذا النوع من طنين الأذن بحسب قوة الحركة، كما يحصل مثلاً حين نأكل أو نستلقي أو نحرك الرأس.

النتيجة: تبلغ نسبة النجاح نحو 50%، ويُسجَّل تراجع في حدة طنين الأذن بكل وضوح. لكن يعني ذلك أن حالات الفشل موازية. يوصي أهل الاختصاص بالخضوع لثلاث جلسات على مر ثلاثة أشهر. غالباً ما يرتبط فشل العلاج بسياق عاطفي معين (وفاة، تسريح من العمل...). في المقابل، تُسجَّل أفضل النتائج عند المريض الذي يعيش حياة هادئة أو يغير طريقة تعامله مع الضغط النفسي.

علاج سلوكي

المبدأ: تخفيف درجة التأثر بمشكلة طنين الأذن: عملياً، يواجه الفرد الحالات التي يسببها طنين الأذن وتلك التي تزيده سوءاً. يجب أن يقتنع المريض بأنه يستطيع تجاوز المشكلة من خلال استعمال تقنيات مشتقة من {الوعي الكامل} كتلك المستعملة في مجال التأمل. سيجيد الفرد بوتيرة تدريجية الانخراط مجدداً في حياته اليومية التي كان قد تخلى عنها مثل القراءة أو زيارة أماكن صاخبة أو صامتة. ما هو البروتوكول النموذجي؟ تشمل الخطة ثلاثة لقاءات فردية تليها ثماني جلسات جماعية.

النتيجة: تفيد هذه الطريقة نحو 70% من المرضى. تبرز المشاكل مع الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تقبّل الناحية العاطفية من طنين الأذن أو إذا كان المرضى يعانون اكتئاباً شديداً، إذ يجب أن تمر هذه المجموعة بمتابعة خاصة للتكيف مع الوضع في المقام الأول.

 قيد الدرس: زراعة القوقعة

المبدأ: يحفِّز الطرف الاصطناعي الذي يتم دسه في الأذن الداخلية العصب السمعي مباشرةً من خلال إرسال معلومات كهربائية. تقتصر هذه الطريقة على المصابين بصمم عميق، وقد ثبتت فاعليتها لمعالجة الصمم وطنين الأذن. لذا فتح العلماء المجال أمام المرضى الذين يواجهون مشكلة الصمم الجزئي وطنين الأذن من خلال إجراء جراحات زرع قصيرة لتحفيز الأصوات الحادة.

النتيجة: منذ خمس سنوات، يقوم الباحثون باختبارات ناجحة لزرع القوقعة عند الأشخاص الذين يعانون مشكلة طنين الأذن، حتى لو كان الصمم خفيفاً أو غير موجود أصلاً. نتيجةً لذلك، يمكن أن نتوقع إجراء عمليات زرع خفيفة جداً في المرحلة اللاحقة، بمعنى أنّ الجهاز بالكاد سيدخل الأذن.

back to top