النجوم والأدوار الصعبة... جهد جسدي ونفسي ومعاناة حقيقية

نشر في 23-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
في مسيرة كل نجم علامة بارزة يظل يتذكرها طوال تاريخه الفني، ويعتبرها نقلة نوعية جذبت  انتباه الجمهور إلى قدراته الفنية،  إنما تختلف الأسباب  لدى النجوم في تقييمهم لصعوبة الشخصية التي يجسدونها، وتتباين بين الطبيعة القاسية للشخصية أو تركيبتها النفسية والاجتماعية...

مع أن تجسيد هذه الشخصيات يتطلب جهداً كبيراً وقد يؤثر في طبيعة الفنان ويجعله يدور في فلكها فترة طويلة بعد أن تسيطر عليه، إلا أن أي فنان، مهما علا شأنه، يعتبر أن أرشيفه لا يكتمل إلا بأداء أدوار صعبة وخصوصاً مركبة.

حول الشخصيات التي تطلبت منهم جهداً نفسياً وجسدياً استطلعت {الجريدة} آراء نجوم عرب وسجلت الانطباعات التالية.

رجل دين ومجاهد وزوجة قوية

أحمد عبدالمحسن

إسماعيل الراشد

ثمة  أدوار أخذت مني مجهوداً كبيراً، بداية من دوري في مسلسل «ساهر الليل وطن النهار» مروراً بأدواري في أعمال كثيرة لاسيما في هذا العام»، يوضح اسماعيل الراشد لافتاً إلى أن الأدوار الصعبة  تقدم الكثير للفنان وتدعم مشواره الفني شرط أن يؤديها على أكمل وجه.  

يضيف أن ثمة أدواراً  ترهق الفنان، لكن في النهاية عليه أداء الأدوار كافة  والاجتهاد لبلوغ النجومية والشهرة، ويتابع: «في بعض الأعمال درست الشخصية قبل أن أجسدها كما في مسلسلي «وتبقى الجذور» و{خطوات على الجليد»، ولا أنسى الدور الصعب الذي أديته في مسلسل «البيوت أسرار» مروراً بالأدوار الأخرى التي زخرت بجهد جسدي ونفسي مضاعف على غرار مسلسل «امرأة مفقودة» الذي لم يطرح عبر الفضائيات بعد».

أصعب دور قدمه الراشد على الإطلاق تمثل في رجل الدين الأسير في مسلسل {ساهر الليل وطن النهار}، إذ تطلب منه تضحيات وتعباً، إلا أنه في المقابل كسب حب الجمهور في الكويت والخليج، ويوضح في هذا المجال: {حمل الدور رسائل وأهدافاً أهمها حب والوطن والإخلاص للحاكم والوحدة الوطنية، وبِشهادة الجميع أديت الدور على أكمل وجه، إذ استطعت إيصال رسالة سامية إلى  المشاهدين}.

 

عبدالله الطراروة

{ثمة شخصيات صعبة ومجهدة وعلى الفنان التأقلم معها والبحث عنها}، يؤكد عبدالله الطراروة لافتاً إلى أن شخصيته في فيلم {تورا بورا} حملت أبعاداً وأضافت إليه الكثير في مشواره الفني، وكانت إحدى أصعب الشخصيات التي جسدها على الإطلاق.

يضيف أن مشاركته في هذا الفيلم أكسبته مزيداً من الخبرة، لاسيما أنها جمعته مع نخبة من أبرز الفنانين في الكويت، وأنه جسد شخصية شاب مجاهد يذهب إلى الجهاد في أفغانستان.

يتابع: {كان الدور صعباً لأنني لم لم أعايش هذا الأمر في الواقع، {فأغلب الأدوار التي تعرض علي سهلة مقارنة بهذا الدور، لأنها تعايش الواقع الذي مر به كل شخص منا، لذلك وجدت صعوبة بالغة في أداء دور الشاب المجاهد، وكان علي البحث والإطلاع على حقيقة  هذه الشخصية وكيفية تجسيدها، فلم أتخيل في أحد الأيام أني أجاهد في دولة غير الكويت، وقد أجريت بحثاً على الإنترنت وفي الكتب حول الشخصية لأجسدها بشكل مطلوب}.

يوضح أنه «للمرة الأولى لم أواجه أي انتقاد أو ملاحظة على تجسيد شخصية قوية ، وهذا دليل أنني قمت  بذلك بالشكل المطلوب وعشت أجواءها على أكمل وجه، حدث ذلك بفضل الله عز وجل، أتمنى أن أقدم، في المستقبل، أدواراً وشخصيات مشابهة، ولا أمانع إن كانت مجهدة شرط  تجسيدها  على أكمل وجه».

رانيا السباعي

{الأدوار الصعبة والمرهقة إن لم تقدم على أكمل وجه ستفشل ولن تجد مشاهدة واسعة} تؤكد رانيا السباعي مشيرة إلى أن الأدوار الصعبة التي قدمتها كانت بوابتها نحو النجومية والشهرة، وهذا الأمر ينطبق على دورها في مسلسل {صديقات العمر} مع نخبة من الفنانين الشباب.

 تضيف أن الدور تطلب منها بذل جهد جسدي مضاعف في أحد المشاهــــــد، مـــــا سبب لهـــــا متاعــــب، لا سيما أن بنيتها الجسدية ضعيفة ولا تحتمل كل هذا الجهد، لكنها في النهاية راضية عن أدائها، {في أحد المشاهد كان لا بد من أن أضرب زوجي بشكل مجهد فكانت لحظة طريفة لكنها متعبة في الوقت نفسه}.

تؤكد أن ردود الفعل كانت ايجابية خصوصاً من ناحية السيدات لأن الدور فيه جبروت ومنافسة الزوج، {حتى لو كانت هذه الأدوار مجهدة، إلا أنها تقدم الكثير للفنانين  وتدعمهم لإكمال مسيرتهم الفنية، وإن اضطروا إلى السفر للغوص في تفاصيل الشخصية}.

واقعية المشهد

بيروت  -   ربيع عواد

هيفا وهبي

{ ما الذي لم يطلبه مني دور حبيبة في {كلام على ورق»؟» تقول هيفا وهبي التي أثبتت موهبتها في مجال التمثيل من خلال المسلسل الذي عرض على شاشة رمضان هذا العام.

حول صعوبة الدور تقول:» شعرت برهبة  لدى قراءة السيناريو، وتحضرت للشخصية بشكل صحيح وانعزلت عن العالم  لهذه الغاية، فانصرفت إلى  قراءة السيناريو طوال أشهر مع المخرج محمد سامي والممثلين والغوص في أعماق حبيبة وتكوين شخصيتها بضعفها وتمردها وحنانها وقسوتها».

تضيف: «لم تكن المسألة سهلة، فأنا غرقت على مدى أشهر في ورشة عمل هذا المسلسل»، مشيرة إلى أنها اعتادت الأضواء وتجسيد شخصية هيفا وهبي الحقيقية، أما حبيبة فاحتاجت مجهوداً كبيراً منها، مؤكدة فرحتها بالأصداء الإيجابية التي حققتها لا سيما أنها فاجأت المشاهدين بموهبتها واعتبرها النقاد قيمة فنية من نوع آخر... كل ذلك أنساها تعبها في التحضير للشخصية.

ميريام فارس

« ما زال دوري في «اتهام» يؤثّر بي  رغم انتهاء التصوير وشخصية ريم خير الله التي جسدتها كانت صعبة»  تؤكد ميريام فارس كاشفة أنها  سبّبت لها متاعب صحية ونفسية ما زالت تعالجها إلى اليوم.

 تضيف: {مشهد السجن أحد أصعب المشاهد لأننا صورناه في  سجن حقيقي في مصر وليس ديكوراً، وعوملنا معاملة السجينات، وذلك بطلب شخصي مني}، كاشفة أنها عندما تنتهي من تصوير المشاهد، كانت تستمر في البكاء والاضطراب بسبب المذلة والإهانات، {لأنني عايشت الحالة وصدّقت أنني {ريم} طوال فترة التصوير}.

 تتابع: {المواجهة التي حصلت بيني وبين حسن الرداد في الحلقات الأخيرة، وتلك التي حاولت فيها إغواء رئيس العصابة أشرف، شكلت صعوبة بالنسبة إلي، لأنها تطلّبت مقدرة في السيطرة على أعصابي، فأنا أكره أشرف  كونه رئيس عصابة، وكان يجب إغواؤه لكي أحصل منه على اعترافات تدينه وتدخله السجن، وكذلك مشهد موت والدتي}.

توضح أن هذه المشاهد عاشتها حقيقة وأدخلتها المستشفى وزارها الطبيب أكثر من مرة، ولغاية اليوم تتلقّى علاجاً للمعدة والأعصاب، وتقول: {أخبرني الطبيب أنني فقدت المناعة وبحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي وجسدي}.

ماغي بو غصن

{تأثر فريق العمل كثيراً في فترة تصوير {جحيم} من سلسلة حكايات {كفى} الذي يحكي تجارب حقيقية لنساء معنّفات، وبكينا بشدّة}، تؤكد ماغي بو غصن التي جسدت  شخصية سحر، وتمحورت حول قصة حقيقية.

تضيف: {تمنيّت لو كانت من نسج خيال الكاتب، لما تحويه من ألم ووجع. اعتدت الخروج من الشخصيات عند كل فاصل بين مشهد وآخر، إنما للمرة الأولى، شعرت بعدم قدرتي على الخروج من الشخصية، فكنت استمرّ بالبكاء بعد انتهاء التصوير}.

 في الحلقة الأخيرة وجهّت رسالة إلى النساء المعنفات وقلت لهنّ: {اذا تألمت إلى هذه الدرجة كممثلة، فكيف الحال بالنسبة إليكن؟}. لقد سببت لي هذه الشخصية ألماً وحزناً وكآبة، حتى أنني لم استطع التخلي عنها بسهولة بعد العودة الى المنزل}.

وعن الصعوبة في المشاهد التي تعرضت فيها للتعذيب توضح:} طلبت من الممثل طوني عيسى أن يضربني حقيقة، لا أن تكون المشاهد مجرّد تمثيل، لأنني شعرت بأنه لا يجوز المتاجرة بهذه المرأة التي ترانا من العلياء حيث ترقد الان، وربما يتابع ابنها المسلسل أو أحد معارفها ومن ظلمها، لذا أردت توجيه رسالة حقيقية}.

عن الأصداء التي حققها المسلسل  تقول:{شعر الجمهور بأننا لم نغشّه في أدائنا  وكنا حقيقيين، فجاءت ردود الفعل في هذا الإطار، ،وأكد أحد المشاهدين انه شعر كأنه واقف عند النافذة يتفرّج على ما يحصل عند الجيران. لذا رغم قساوة مشاهد التعنيف حقق المسلسل نسبة مشاهدين مرتفعة}.

التركيبات النفسية والقسوة

القاهرة –  بهاء عمر

بعدما حقق نجاحاً في تجسيد  شخصية رشدي في مسلسل {ابن حلال} الذي عرض في شهر رمضان الماضي، يؤكد محمود الجندي  أنه تردد في الموافقة عليها عندما عرض  المخرج إبراهيم فخر عليه  السيناريو لأنها صعبة ومركبة وفيها مشاهد قسوة من الأب تجاه أبنائه.

يضيف: {بعد جلسات عمل مع المخرج وباقي فريق العمل توصلنا إلى تقديم الشخصية كما ظهرت على الشاشة، قاسية وأنانية مع قليل من الفكاهة ليتقبّلها المشاهد، خصوصاً أن الشخصية المرسومة على الورق في منتهى القسوة، لكن إضفاء نوع من الفكاهة فرض مزيدا من الجهد في تجسيدها، وهو ما أرهقني وأصبت بإعياء شديد أثناء التصوير ودخلت المستشفى}.

شخصية مركبة

حمزة العيلي، الذي اشتهر في رمضان الماضي بدور {مسكر} في مسلسل {ابن حلال}، يقول إن شخصية المعاق ذهنيا أو المتأخر عقلياً ليست جديدة عليه، فقد سبق أن أداها  في العرض المسرحي {ارتجال في المخ} ضمن مهرجان الشباب المبدع في المركز الفرنسي بالقاهرة.

يضيف: {الشخصية المعاقة في أحداث مسلسل مؤلف من 30 حلقة أصعب من الشخصية نفسها في المسرح، نظراً إلى كثرة المشاهد  في المسلسل واختلاف المواقف ما يجعل الدور يزداد صعوبة}.

 وعن تقمص شخصية مسكر يقول حمزة إنه راقب، على مدى  شهرين، قبل بدء التصوير، المعاقين ذهنياً وتعرف إلى أكثر الحركات التي يقومون بها، واستشار أحد الأطباء النفسيين حول شخصية تعاني ذهنياً مثل مسكر ليطلع على تفاصيلها.

تصنف الممثلة الشابة ناهد السباعي نفسها بأنها ممثلة الأدوار الصعبة، وذلك بعد نجاحها في مسلسلي {السبع وصايا}، و{سرايا عابدين}، ويتوقف  قبولها للدور على مدى صعوبة الشخصية وتركيبها، مؤكدة أن الشخصية الصعبة والمركبة تصنع الفنان الحقيقي لأنها تخرج ما في داخله من مشاعر وأحاسيس ترسم ملامح الشخصية.

 تضيف أن أداء شخصية مرمر كان صعباً عليها من خلال تطور تركيبة الشخصية وما تشعر به بعد اتفاقها مع أشقائها على التخلص من أبيهم {سيد نفيسة} للفوز بالميراث.

 حول دورها في {سرايا عابدين} الذي جسدت فيه شخصية أحد خدام القصر متنكرة بزي  رجل، تقول إنها ظلت لفترة تراقب حركة الرجال من حولها في المشي والكلام لإتقانها أمام الكاميرا، وعانت في تغيير نبرة صوتها لتشبه الرجال، ما سبب لها متاعب صحية خلال التصوير.

تجسيد الأدوار الصعبة أو التي تعاني أمراضا نفسية أكثر ما يجذب أحمد رزق الذي عرفه الجمهور في دور وليد في مسلسل {الرجل الآخر} أمام الفنان نور الشريف، وهو شاب معاق ذهنيا لا يزيد عمر عقله عن ثلاث  سنوات.

انتقل  رزق إلى أحد مراكز التخاطب وعلاج المعاقين ذهنيا لمراقبة الأطفال واستشارة الأطباء النفسيين حول الشخصية، وأدى نجاحه في الدور إلى ترشيحه لأداء دور المتوحد في أحداث فيلم {التوربيني} أمام الفنان شريف منير.

في هذا السياق أوضح  أنه زار أحد المصحات النفسية التي تعالج مرضى التوحد، وراقب من بعيد، طبيعة المرضى، خصوصا الشباب، واطلع من الأطباء النفسيين على تطور الحالة حتى تقمصها.

لا ابتذال

دور نسرين أمين الأبرز والأصعب في مسيرتها الفنية في مسلسل {سجن النسا}، يتمحور حول   زينات التي سجنت مرات عدة وواجهت ضائقة مادية ونفسية، مشيرة إلى أنها قبل بدء التصوير تأثرت لدى قراءة السيناريو، لافتة إلى أن الشخصية كانت ثرية للغاية من  ناحية تعدد المراحل التي تمر بها.

تضيف أن زينات تمثل قطاعاً عريضاً من السيدات اللواتي لا يجدن قوت يومهن ويضطررن إلى مخالفة القانون، وهو ما كان يستوجب دراسة جيدة للشخصية حتى لا تكون مبتذلة، باعتبار أن هذا النموذج موجود في بؤر اجتماعية مختلفة،

ترى أن التنوع الدرامي والتمثيلي بين اللامبالاة التي تتعامل بها الشخصية  في الحلقات الأولى والمعاناة والمرض الخطير الذي أصابها، أحد أصعب النقلات الفنية التي تطلبت منها جهداً لإقناع المشاهد، من دون أن تحدث حالة من التناقض والرفض بين البدايات والنهايات، مؤكدة أنها أصيبت باكتئاب نفسي لفترة بسبب معاناة الشخصية.

back to top