بنك الدم: المخزون آمن... و1000 متبرع لبوا النداء خلال أسبوع

نشر في 23-08-2014 | 00:05
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:05
No Image Caption
لبى مئات الأفراد وعدد كبير من الوزارات والهيئات النداء الذي وجهه بنك الدم المركزي للتبرع بالدم، إثر شعورهم بأن ثمة خطرا يهدد مخزون البنك، وجاءت نتيجة المشاركة بنحو 1000 متبرع حققوا الأمان في ما يتعلق بالمخزون.

ويعتبر بنك الدم المركزي، الذي يقع في منطقة الجابرية، والذي تأسس في 5 مايو 1965، أول بنك للدم في الشرق الأوسط، ويهدف إلى حفظ دماء المتبرعين لحين استخدامها عند الحاجة، ويستفيد من الدم المتبرع به ضحايا حوادث الطرق والحرائق ومرضى فقر الدم (الثلاسيميا) والسرطان، وفي العمليات الجراحية.

«الجريدة» استطلعت آراء المتخصصين والمسؤولين عن بنك الدم، للحديث عن الدور الذي يقوم به في توفير الدم، سواء للقطاع الحكومي أو الخاص، وإليكم التفاصيل:

إدارة بنك الدم واكبت التطور وانضمت إلى عضوية بنوك الدم الأميركية منذ 25 عاماً

أحدثت تقارير صحافية غير دقيقة عن "إفلاس" مخزون بنك الدم المركزي حالة من اللغط الشديد، ما حدا بقطاع كبير من الأفراد والهيئات إلى المشاركة الشعبية والرسمية التي لم يسبق لها مثيل، حيث قام عدد من الوزارات والمؤسسات بتنظيم حملات تبرع لصالح البنك، الذي أكد في موقعه على "تويتر" أن نحو 1000 متبرع لبوا النداء خلال أسبوع وجاءوا إلى البنك متبرعين بدمائهم.

بدوره، أشاد وكيل وزارة الصحة د. خالد السهلاوي بالدور الحيوي الذي قامت به الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد المجتمع، وتفاعلها مع دعوة التبرع بالدم، ما ساهم في زيادة مخزون بنك الدم.

وقال السهلاوي إن حملات التبرع التي تم تنفيذها بنجاح خلال الأيام القليلة الماضية تجسد وعي المواطنين والمقيمين بأهمية الدور الذي يقوم به بنك الدم والمسؤولية الاجتماعية والإنسانية التي يستشعرها أفراد المجتمع.

وثمن الدور المتميز الذي قامت به وزارات الدفاع والمالية والكهرباء والماء ومركز الكويت للعمل التطوعي ووسائل الإعلام، والذي كان له اكبر الأثر لتوفير احتياجات بنك الدم والمحافظة على مخزونه الاستراتيجي، مشددا على حرص بنك الدم على تنفيذ سياسات وبروتوكولات العمل العالمية بصورة مستمرة، والتي حصل بموجبها على الاعتراف العالمي لخدمات بنك الدم والعديد من الاشادات الدولية والإقليمية والعربية.

مواكبة التطور

من جهتها، أكدت مديرة إدارة خدمات نقل الدم في وزارة الصحة د. ريم الرضوان أن المخزون من الدم آمن، مثمنة التفاعل الإيجابي الكبير من المواطنين والمقيمين والوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني، وحرصهم على توفير مخزون آمن من الدم في البنك.

وأوضحت الرضوان أن إدارة خدمات نقل الدم حرصت على مواكبة التطور في بنوك الدم العالمية، فانضمت إلى عضوية منظمة بنوك الدم الأميركية، وحظيت باعترافها الدولي عام 1989، كما انضمت الإدارة إلى برنامج الجودة العالمي لتقييم الأداء، بالاتفاق مع الكلية الأميركية لأطباء الباثولوجي «CAP» عام 1994، وحصلت إدارة خدمات نقل الدم على شهادة تعد أفضل بنسبة 10% من الجهات الأخرى المشاركة في البرنامج.

وزادت ان إدارة خدمات نقل الدم حازت الاعتراف الدولي من الكلية الملكية البريطانية لتدريب الأطباء وحصولهم على شهادة M.R.C.PATH في علوم أمراض ونقل الدم، لافتة إلى أن بنك الدم المركزي يعتبر مرجعا دوليا لمنطقة الشرق الأوسط باعتراف من منظمة الصحة العالمية، إذ تتعامل إدارة خدمات نقل الدم مع الشركات المعترف بها دوليا كإدارة الغذاء والأدوية الأميركية «FDA» ومنظمة المقاييس الأوروبية «CE MARK».

وذكرت أن رسالة بنك الدم تهدف إلى التأكد من سلامة الدم وخلوه من الأمراض باتباع أحدث التقنيات العالمية، والارتقاء بالجودة والنوعية في العمل، بالحصول على الاعترافات الدولية والحفاظ عليها، وكذلك التعاون مع هيئات ومؤسسات نقل الدم الإقليمية والعربية والدولية في مجالات خدمات نقل الدم المختلفة، وتوفير الخدمات الأفضل للمتبرعين من حيث رعايتهم والمتابعة الصحية لهم، وزيادة الوعي عند المواطنين بأهمية التبرع بالدم، وترشيد الاستخدام الأمثل للدم ومشتقاته عند الأطباء العاملين بالمستشفيات.

الدم الآمن

وقالت الرضوان إن بنك الدم المركزي يوفر الدم الآمن ومشتقاته لجميع المرضى في القطاعين الحكومي والخاص داخل الكويت، وعلاج المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة مثل مرضى الثلاسيميا واللوكيميا والأجنة المحتاجين للدم، كما يوفر خدمة فصل الدم العلاجي وخدمة السحب العلاجي للمرضى وعلى الصعيد الدولي يوفر بنك الدم المركزي الدم لذوي الفصائل النادرة للدول المجاورة عند الحاجة.

وأشارت إلى أن إدارة خدمات نقل الدم تقوم بتوعية المواطنين بفوائد التبرع بالدم لصحة المتبرع وأهمية التبرع بالدم كواجب وطني وإنساني، والحث على التبرع التطوعي بدون مقابل، عن طريق الحملات الإعلامية في الوزارات والجامعات والمجمعات التجارية والمؤسسات الخاصة، بالتعاون مع الإدارة الفنية بوزارة الصحة.

وأردفت أن بنك الدم المركزي يقدم خدمة خاصة ومتميزة للمتبرعين عبر طريق توفير الوحدات المتنقلة التي تصل إلى المتبرعين في أماكن تجمعهم في الوزارات والمؤسسات والمجمعات التجارية والأماكن العامة.

وعن "إفلاس" مخزون بنك الدم، أكدت ان ما ورد في بعض وسائل الإعلام المحلية عن قرب إفلاس بنك الدم معلومات مغلوطة وعارية من الصحة تماما، موضحة أن بنك الدم بالكويت كحال أغلب بنوك الدم حول العالم يمر بمواسم تتناقص فيها أعداد المتبرعين، مشيرة إلى صعوبة التبرع خلال فترة الصيام والعيد، وقصر أوقات التبرع في الليل في شهر رمضان الماضي.

وشددت على حرص بنك الدم على توفير المخزون الاستراتيجي بصفة دائمة، من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا المخزون عن طريق الاتصال والاستعانة بوسائل الإعلام المحلية لتوجيه نداءات لجمهور المتبرعين، مضيفة أن بنك الدم اتخذ عدة إجراءات احتياطية قبل بدء شهر رمضان عن طريق زيادة حملات التبرع ورفع المخزون الاستراتيجي إلى ما يعادل الضعف لتفادي النقص المتوقع، مبينة ان الدم له فترة صلاحية لا تزيد على 40 يوما.

لا إفلاس

من جانبها، ذكرت مراقبة الخدمات الطبية والتوجيه في بنك الدم المركزي د. رنا العبدالرزاق أن حملات التبرع بالدم مستمرة طوال العام، والبنك يطلق نداءات لهذه الحملات طوال العام، مشيرة إلى أن "هذه المرة لم نقم بتوجيه نداء غير اعتيادي، لكن حينما تحدثت مع أحد الصحافيين قبل نحو أسبوعين قلت حينها إن هناك نقصا في الدم مثل ما نواجهه كل عام بعد شهر رمضان، وأن الوضع بادئ في التحسن بعد عيد الفطر، وكنت يومها وجهت نداء للتبرع والتعاون معنا في تنظيم حملات، ولم أقل مطلقا إننا على وشك الإفلاس".

وأشارت العبدالرزاق إلى أن ما حصل بعد هذه المقابلة هو حالة من الهلع والفزع وتزاحم الناس للتبرع بالدم، وهو شي ايجابي من ناحية لأنه يبين حجم تفاعل الناس وحسهم الإنساني، ولكن في الوقت نفسه به جانب سلبي انه يسبب ضغطا وهلعا غير مبرر.

وأوضحت أن المخزون كان فعلا في تحسن مستمر، مشددة على أهمية أن يعي الناس أن التبرع بالدم يجب أن يكون طوال العام، ولا يتركز فقط في وقت معين أو يكون ردة فعل فقط، وبنك الدم الكويتي يعتبر من أفضل البنوك في المنطقة والعالم، حيث حصل على الاعتراف الدولي من منظمة بنوك الدم الأميركية، وهذا الاعتراف لم تحصل عليه بعض بنوك الدم الأوروبية، حيث يتمتع البنك بسمعة طيبة على المستوى الدولي.

أول بنك

ويعتبر بنك الدم المركزي الكويتي، الذي تأسس في 5 مايو 1965، أول بنك للدم في الشرق الأوسط، ويهدف إلى حفظ دماء المتبرعين لحين استخدامها عند الحاجة، ويستفيد من الدم المتبرع به ضحايا حوادث الطرق والحرائق ومرضى فقر الدم (الثلاسيميا) والسرطان وفي العمليات الجراحية.

ويعتبر البنك من أفضل بنوك الدم عالميا، والأفضل في المنطقة، نتيجة حرصه على تطبيق معايير الجودة والتقنيات الحديثة، حيث حصل على الاعتراف الدولي عام 1989 من منظمة بنوك الدم الأميركية، ويستقبل سنويا أكثر من 60 ألف متبرع، يستفيد منهم البنك في تلبية الاحتياجات الخاصة للمستشفيات والمستشفيات الخاصة.

وأنشئ البنك في الكويت مايو 1965 كقسم تابع لمختبرات مستشفى الأميري، وكان يشغل غرفة واحدة مزودة بسريرين للتبرع، تفحص فيها فصيلة دم المتبرع وبعض الأمراض التي تنقل عبر الدم، إلا أن أكياس الدم المتوافرة لم تكن لتسد حاجة المرضى آنذاك، لذلك عمدت الكويت ممثلة في بنك الدم إلى استيراد الدم من الخارج، إلى أن تحقق الاكتفاء الذاتي عام 1969، حيث بلغ مخزون الدم 7348 كيسا، وصاحب هذا الاكتفاء تطوير الفحوصات الطبية المتخذة للمتبرع والدم على حد السواء.

وفي عام 1970 تم إنشاء بنك الدم المركزي في منطقة شرق، المؤلف من فريق الأطباء، الفنيين، الممرضين والإداريين، كما ضم عددا من الأقسام، بدءا من قسم التبرع، مرورا بأقسام تحديد فصائل الدم التي تتطابق مع عينات المرضى، الميكروبيولوجي، وانتهاء بقسم الصرف الذي يلبي حاجة المستشفيات من أكياس الدم السليمة.

ومع زيادة عدد سكان الدولة ازدادت الحاجة إلى خدمات صحية متطورة، ما أدى إلى إصدار قرار وزاري بافتتاح بنك الدم المركزي في الجابرية بتاريخ 14/2/1987 مع أربعة فروع للتبرع بالدم، لسد حاجة المستشفيات الحكومية والخاصة من الدم المأمون ومشتقاته.

ومع التقدم العلمي الهائل في مجالات فحص الأمراض والخدمات المخبرية، تم افتتاح عدد من المختبرات الجديدة ضمن بنك الدم المركزي ممثلة في مختبر التدقيق والترقيم عام 1999، مختبر فحص ومطابقة فصائل صفائح الدم عام 2001، مختبر فحص فصائل الدم ومضاداتها للحوامل عام 2003، مختبر فحص الحمض النووي للفيروسات عام 2006، مختبر الفحص الجيني لفصائل الدم عام 2007، مختبر تثبيط الميكروبات عام 2008، مختبر تحضير عينات المتبرعين عام 2009، ومختبر فحص الفصائل الثانوية عام 2010.

معايير التبرع بالدم

يتم قبول المتبرع وفقا لعدد من المعايير، منها أن يحمل المتبرع البطاقة المدنية الأصلية، وألا يقل عمره عن 18 سنة، وألا يقل وزنه عن 50 كجم، وألا يشكو من أي أمراض، وبعدها يخضع المتبرع لعدد من الفحوصات قبل بدء عملية سحب الدم، ليتسنى له التبرع بشكل آمن وصحي، منها قياس ضغط الدم، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، ودرجة حرارة الجسم، والوزن، والإجابة عن جميع الأسئلة في الاستبيان الخاص للمتبرعين.

إضافة إلى ذلك توفر وحدة التبرع خدمات أخرى تشمل خدمة التبرع الذاتي لبعض المرضى المقبلين على إجراء عمليات جراحية، بالتنسيق مع الطبيب الجراح وطبيب بنك الدم قبل الجراحة بمدة كافية، وخدمة سحب الدم العلاجي للمرضى المحولين من أطباء المستشفيات والمراكز الصحية مع ذكر التشخيص، ويحدد طبيب بنك الدم معدل السحب وكميته.

وضع حجر الأساس لمركز التعاونيات لنقل الدم في «الأحمدي»

احتفلت وزارة الصحة وعدد من المؤسسات الرسمية الأخرى يوم 14 يونيو الماضي بوضع حجر الأساس لمركز التعاونيات لنقل الدم بمنطقة الأحمدي، والذي تم بالتعاون المجتمعي الحكومي بين وزارتي الصحة والشؤون ولجنة المشاريع التعاونية الوطنية وحملة تنمية المناطق.

وقال وزير الصحة د. علي العبيدي، في كلمته بمناسبة الاحتفال، إن المشروع تبلغ قيمته 5 ملايين دينار، ويقع على مساحة 14 ألف متر مربع، ومكون من 5 طوابق، مضيفا ان المشروع الجديد يقدم خدمات استقبال المتبرعين بالدم من محافظات الأحمدي والفروانية ومبارك الكبير، ومن المتوقع أن تتضاعف طاقة التبرع بالدم بعد انجاز المشروع لتصل إلى ألف متبرع يوميا، بينما يستقبل بنك الدم وفروعه الآن نحو 500 متبرع يوميا.

وتابع أن إقامة المشروع الجديد تعتبر إضافة إلى خدمات بنك الدم الحالية لإنقاذ الحياة وتوفير الدم من الفصائل النادرة ولحالات اللوكيميا وأمراض الدم الأخرى، مبينا ان الاحتفال يتزامن أيضا مع تجديد حصول بنك الدم على الاعتراف العالمي من منظمة "بنوك الدم الأميركية"، والذي حصل عليه منذ 25 عاما، نظرا لحرصه على الالتزام بمعايير الجودة العالمية وتطبيق الإجراءات وسياسات وبروتوكولات العمل التي تحقق السلامة والجودة والالتزام بالمعايير العالمية وقرارات منظمة الصحة العالمية.

back to top