صديقي الكوري

نشر في 23-08-2014
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
 عوض مسعود الزهراني حاول صديقي الكوري «كيم بون توك» أن يستفزّني ويُقارن بين ثقافة وفكر فتياتنا وفتياتهم الكوريات وإخلاصهن في العمل، ولما رأيت صديقي الكوري مدققا على الثقافة أحسست أنه «مسكني من يدي اللي توجعني.. الله يعيني!».

طبعا أنا أخذتني الحمية وغضبت غضبا شديدا على هذا الكوري، واحمرّت عيناي، وردَّدتُ بيني وبين نفسي: «كوري ما له أصل وفصل يبي يقارنا معه»، ولكن شيطاني كان عاقلاً هذه المرة على غير عادته، وقال لي «هدِّي حالك، الوضع مو في صالحك»، طبعا بعد تفكيري وتريّثي وتعوّذي من شيطاني الأحمق حاولتُ أن أُوضِّح لصديقي المعتوه كيف نحن الأفضل فكريا وثقافيا بنقاط بسيطة وبراهين، بدلاً من الانفعال غير المبرر، فقلت له:

كل بناتنا «ولله الحمد» تجدهن طول الوقت ممسكات بكتاب أو رواية بعد انتهائهن من دراستهن يقرأن فيه، واستحالة تجد بنتا واحدة تنشغل في وقت فراغها بـ»الواتس آب» أو «تويتر» أو الذهاب للأسواق وغيرها من الأمور المُضيّعة للوقت، بل تعكف على الكتب وحضور المنتديات الثقافية، «شوف يا كيم... تعال جدة لترى بعينيك ما أقول عن فتياتنا».

جميع بناتنا العاملات والموظفات «ولله الحمد» مخلصات في أعمالهن، فتجد الواحدة منهن من بداية دوامها حتى نهايته تعمل بلا توقف، ولا يوجد مظاهر التكاسل مثل ما لديكم «ساعة للفطور وساعة للمكياج قدام المراية، وساعة لمكالمة «ساليتا» الخادمة توصيها تحفظ البزر، وساعة تكلم أمها تسألها: كيف أخلِّي زوجي خاتم بإصبعي، حتى ينتهي الدوام، والعمل في داهية... بناتنا مخلصات».

في جلسات بناتنا واجتماعهن تدور كل نقاشاتهن في مسائل فكرية كـ: طرق تربية الأولاد، وكيفية احترام الزوج، ومدى تقبلنا للرأي الآخر، ونقاش عن دورهن وحقوقهن في العمل والسفر والدراسة، ولا تجدهن مثل «بناتكم الكوريات» كل نقاشاتهن شتائم ببعض، وحيل تُحاك على الرجال، وقالت فلانة وعملت علانة وشريت ساعة جديدة... بناتنا أفضل.

عندها ذهل صديقي الكوري من فتياتنا، وبكى بكاءً شديداً على حال بناتهم حتى احمرّت عيناه، ثم قال لي: ليت فتياتنا يتعلمن من فتياتكم، ثم عزمته على مطعم لأنه لا أحد في البيت طبخ لنا أكلا!

back to top