الهرج والمرج و«داعش» و«ماعش»

نشر في 23-08-2014
آخر تحديث 23-08-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب عندما بدأت بكتابة المقالات اكتفيت بالتطرق إلى مواضيع تمس مجتمعنا وحياتنا فقط، وكنت مبتعداً عن أي شأن خارجي، ولكن اليوم اعذرني عزيزي القارئ، سوف أخالف في هذه المقالة ما قطعته على نفسي، فما يحدث حولنا أمر يجب ألا نسكت عنه، خصوصا ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة (داعش)، هذه الدولة التي لا يعترف بها المسلم الحق الذي يعرف تمام المعرفة ماذا يعني الإسلام، وإلى ماذا يدعو، وما المنهج الحق الذي يسير عليه الإنسان حتى يكون مسلما حقا.

إن ما تقوم به هذه العصابة لا يمتّ بأي صلة إلى الدين، ولا يتفق مع نهج النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار، ناهيك عن أمور كثير أحدثوها بالدين، كالمبايعة لقرصان على أنه أمير المؤمنين (والعياذ بالله)، وهو مجهول الهوية ولا يعرف له مكان أو مقام، وإقامة حدود ما أنزل الله بها من سلطان، وقتل النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، وهتك الأعراض واغتصاب الأموال، وغيرها من الفضائح التي أصبحت علامة بارزة في هذه الزمرة الفاسدة.

كل مسلم يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» يعشق ويحب ويحبذ أن تعود دولة الإسلام على دين الله وسنة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسنّة خلفائه الراشدين المهديين من بعده، دولة أساسها الرحمة والسلم والعدل، وليس القتل والتعذيب والتشريد وإخافة الناس.

إن الدولة الإسلامية ستعود- ونسأل الله أن تكون قريبا- ولكن عودتها ليست على أيادي «داعش» و»ماعش»، بل على أيادي أناس قلوبهم معلقة في حبل الله المتين، وتسير على خطى الحبيب الكريم، تنشر الإسلام الحق وتنثر الحب والوئام والسلام، وهي أمينة على أرواح البشر وأملاكهم، ويسعد ويفخر ويعتز وينتمي إليها كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ونقول لمن يحمل في قلبه ذرة ولاء لنصرة تلك الفئة الضالة المضلة، اتق الله واعلم أنك تنصر شيطانا متلبسا بلباس الإسلام، تنصر من يطعن ويشوه الدين باسم الإسلام، ولتعلم أننا في زمن يكثر فيه الهرج والمرج، فلا القاتل يعلم لماذا قَتل ولا المقتول يعلم لماذا قُتل.

ونسأل الله أن يقيم لهذا الدين رجالا صالحين مصلحين، يعز بهم الدين وينصره بهم، ويكونوا أهل رحمة على المسلمين، وأهل حجة أمام كل من تسوّل له نفسه تشويه نزاهة وعلو وسماحة ورحمة هذا الدين.

back to top