طلبة الجامعة: «الأصبوحات الشعرية» ابتعدت عن خطّها

نشر في 22-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-08-2014 | 00:01
الدارسون لـ الجريدة•: اتجهت إلى القبلية والغزل السلبي... وانحرفت عن المضمون الهادف
أجمع العديد من طلبة جامعة الكويت على أن الأصبوحات الشعرية التي تقام في الجامعة انحرفت عن المسار المضمون، واتجهت إلى النعرات القبلية والغزل السلبي.

لا شك في أن ازدهار الشعر في العصر العباسي حظي بكثير من الإقبال في ذلك الوقت، إذ اشتمل على الغزل، والهجاء، والمدح، والرثاء، ما زاد من الإقبال عليه والإنصات إليه، لكن الشعر في العصر العباسي كان ذا طابع مزدهر بالشعراء، ومختلف عن العصور الأخرى.

وفي جامعة الكويت أصبح الشعر الآن يقام على هيئة أصبوحات شعرية تنظمها الروابط والجمعيات فيها، بعد الحصول على الموافقة من عمادة شؤون الطلبة.

وقد تباينت آراء الطلبة في الجامعة حول هذا الأمر، حيث أكد البعض منهم أنه نشاط يهواه كثيرون، ولكنه ابتعد في هذا الوقت عن النصيحة الهادفة والنثر الأدبي، وركز على القبلية والتفاخر بالأنساب، متمنيا أن تنظم الجامعة إقامة الأصبوحات الشعرية وفق ضوابط وآلية معينة.

 "الجريدة" التقت العديد من ممثلي الروابط والجمعيات في الجامعة وعمداء النشاط الطلابي وعمداء التوجيه والإرشاد، وكانت التفاصيل كما يلي:

بداية، قال عميد شؤون الطلبة في الجامعة د. عبدالرحيم ذياب إن الرغبة الطلابية في إقامة الأصبوحات الشعرية جدا كثيفة، فالعمادة تشجع الطلبة على إقامة مثل هذه الأنشطة التي تعد بمنزلة نشاط ثقافي مفيد، ويستفيد منه الطلبة داخل الجامعة.

وأوضح ذياب أن القوائم والجمعيات محاسبون في الأول والأخير من الطلبة الذين أدلوا بأصواتهم لهم، مع عرض التقرير المالي والإداري في الجمعية العمومية للقوائم والجمعيات، لافتا الى أن تكرار النشاط الطلابي في جامعة الكويت لا مانع منه، بشرط ألا يخالف النظم واللوائح فيها.

ومن جانبه، قال العميد المساعد للشؤون الطلابية بكلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د. محمد الفهد، إن العديد من القوائم الطلابية في الجامعة تكثف عمل الأصبوحات، وذلك لسهولة النشاط، لافتا الى "أننا في مكتب التوجيه والإرشاد نوفر المكان اللازم بعد الحصول على إذن الرابطة من عمادة شؤون الطلبة في الجامعة".

وأوضح أن الأصبوحات الشعرية تحظى بقبول واسع من طلبة الجامعة، كما أن بعض الروابط والجمعيات تقيمها للتكسب الانتخابي، والبعض كهواية ونشاط ناجح يهتم به العديد من الطلبة داخل أسوار الجامعة.

نشاط طلابي

وقال رئيس رابطة العلوم الإدارية في جامعة الكويت، محمد الشايع، "لابد من أن توفر الروابط والجمعيات الأنشطة الطلابية، وتحرص على كثافتها، تلبية لرغبة الطلاب، فنحن ممثلون لهم في تحقيق رغباتهم ومتطلباتهم، والعديد منهم يستهويه الشعر، ورغبة منهم نقوم بعمل أصبوحات شعرية كنشاط طلابي أدبي يحبه العديد من الطلبة في كلية العلوم الإدارية".

 ومن جهته، ذكر رئيس جمعية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، عبدالله الحربش، "أن إقامة الأصبوحات غاية طلابية نجدها تتكرس في نفوس الطلبة، ونحن، من خلال إقامتها، نصقل المواهب المدفونة ونبرزها على الساحة الإعلامية، ولا ننص من خلالها على القبلية أو الطائفية، بل نحرص على إبراز دور الشعر، ومدى أهميته لدى العديد من الطلبة وإقبالهم عليه من خلال تدشين الأصبوحات الشعرية في الجامعة".

ومن جانبه، قال رئيس رابطة كلية الآداب في الجامعة عبدالله العجمي إن إقامة الأصبوحات في الكلية لا يتوقف فقط على الشعر النبطي، وصقل مواهب الطلبة، بل اعتمادنا على إقامة أصبوحات شعرية بالفصحى والنثر الأدبي، كي نكرس موهبة الشعر في نفوس الطلبة، ونطلعهم على ثقافات أدبية عديدة من خلال إقامتها كنشاط طلابي هادف إلى التوعية الأدبية والثقافية، في جامعة الكويت.

ومن جانبه، ذكر الطالب ضاري الشمري أن تلك الأصبوحات تنال رضاء مختلف الطلبة، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت أشعار تفتقد النصحية والاستفادة منها، وكرست القبلية والطائفية والنخوة السلبية، والغزل الذي لا يناسب النثر الأدبي، متمنيا أن تكون هناك أصبوحات شعرية بالمستوى المطلوب.

وقال الطالب سعود العجمي "مَن منا لا يحب الشعر؟"، كلام جميل يدغدغ المسامع والمشاعر، لكننا نرى أن الأصبوحات صارت للتصفيق والتصفير لقصائد بعيدة عن المضمون الهادف، والشعر القبلي المليء بالتفاخر بالماضي والأنساب، وتناسى أن الجامعة حرم أكاديمي للتعليم، ويحتاج إلى نصائح تفيدنا بالحياة الدراسية، فعلى الإدارة الجامعية أن تعمل جاهدة على تنظيم إقامة مثل هذه الفعاليات التي تناسب ميول الطلبة.

back to top