10 عوامل للسعادة الزوجية

نشر في 22-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-08-2014 | 00:01
لا يستطيع حتى أكبر الفلاسفة طرح لائحة بمكونات أساسية تسمح بابتكار وصفة ناجحة لضمان التوافق بين الزوجين. تتعلق المسألة الحقيقية بنوع من الكيمياء التي يصعب تحديد معالمها. لحسن الحظ، تسمح التجارب والأحداث اليومية والاستنتاجات المستخلصة من الحياة بإيجاد بضعة حلول لتجنب الخلافات والمشاكل.

ليس سهلاً أن نحصر الطرق التي تضمن نجاح العلاقات بعشر نصائح، لكن يمكن استخلاص الدروس من المعالجين النفسيين الذين يقابلون ثنائيات كثيرة تواجه المشاكل، ولا ننسى التجارب التي يتقاسمها أزواج كثيرون ممن نجحوا في تجاوز المراحل الصعبة. نعرض في ما يلي 10 عوامل يمكن الاطلاع عليها وتكييفها بحسب وضع كل ثنائي.

1  تجاوز مرحلة التماهي

يحذر خبراء العلاقات الزوجية من هذه الظاهرة: التماهي ليس نمط حياة سهلاً على المدى الطويل. وقد ثبت أيضاً أن التماهي هو فخ لأنه يعطي دوماً نتائج عكسية في العلاقة مع الآخر. حتى لو كانت مرحلة التماهي مفيدة في البداية، لا يوصي الخبراء بهذا السلوك رغم صعوبة تقديم نصائح واضحة في عالم الحب. قد يبدو مشهد العاشقين على مقاعد الحديقة جميلاً، فهم لا يبالون بمحيطهم ولا يعود العالم موجوداً بالنسبة إليهم ويبقى حبهم خاصاً بهم وكافياً لهم. سرعان ما تصبح هذه الثنائيات لا تُطاق بالنسبة إلى الأقارب الذين يفضلون تجنبهم في المرحلة اللاحقة. هذا الأمر لن يزعجهم، أقله في المرحلة الأولى.

هذه السعادة قد تكون حقيقية وقد تولّد قصة حب جميلة شرط أن يتوصل العاشقان إلى متابعة مسارهما معاً وفعل ما يلزم للعودة إلى المجتمع مع الأصدقاء والأقارب والزملاء... الثنائي جزء من حلقة اجتماعية وليس كياناً مستقلاً يتطور في مساحة فارغة. تُبنى العلاقة الثنائية الصلبة على الاختلاف بدل الشعور الخاطئ بأن الشريكين متشابهان. يجب أن يتعلم كل فرد احترام الآخر لما هو عليه وليس لأنه يعكس صورة منه!

2  أسس الحب

غالباً ما نقارن بين بناء حب دائم أو عائلة متينة ببناء المنزل. يجب البدء بالتركيز على الأسس التي تضمن صلابة العلاقة. لتحقيق ذلك، يجب تحديد الأساس المناسب لبناء المشروع العاطفي، كما يجب استباق المشاكل واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي وضع مستجد. لا بد من التعرف إلى الشريك وإلى الذات قبل أي ارتباط جدي، والأهم فهم أسس الحب الذي نشعر به تجاه الآخر: انجذاب جسدي محض، قناعات مشتركة، تشابه عام، مشاريع متقاربة، الضحك وحس الفكاهة... يصعب طبعاً تحليل هذه المعطيات كلها في بداية العلاقة لكنّ التركيز عليها مع مرور الوقت قد يحتم اتخاذ قرارات حاسمة.

3  التحكم بالتغيير

يعيش الثنائي ويتغير على مر السنين. لا يقتصر التغيير على الناحية الجسدية بل إنه يمس جميع جوانب الحياة: تتلاحق الأحداث السعيدة والحزينة، ما يؤدي إلى تقارب أو تباعد بين الشريكين. يجب أن ينجح الثنائي في تجاوز أحداث كثيرة كي يصمد في وجه الصعاب (تغيير مكان الإقامة، ترقية في العمل، مرض، خيانة، إنجاب الأولاد...).

يجيد البعض التصرف بالفطرة بينما يتخبط البعض الآخر ويواجه الفشل. يصعب استباق الأمور في الحياة اليومية. تحصل التغيرات أحياناً وسط ظروف موجعة، فتنفجر الخلافات. لكن قد تكون الخلافات أحياناً ضرورية لتجاوز العوائق. الحياة العاطفية ليست مجرد تجربة طويلة وهادئة.

4  تحليل الوضع بموضوعية

إنها نصيحة علم النفس! قد تكون هذه الطريقة مفيدة لكنّ قوة المشاعر قد تعقّد الأمور. حين يواجه الثنائي بعض العواصف، يبقى الغضب العامل الأسوأ لأن قرار الانفصال يكون أسهل من معالجة المشاكل. لذا يقضي الحل بأخذ الوقت الكافي لتحليل الوضع بموضوعية إذا أراد الفرد أن يحافظ على علاقته. يجب التفكير على الأقل بالمشكلة قبل اتخاذ أي قرار حاسم.

5  التخطيط للمشاريع

التخطيط للمشاريع ليس نصيحة بحد ذاتها. يحصل الأمر تلقائياً في معظم الثنائيات التي يجمعها الحب.  لا شك في أن المضي قدماً والتمسك بالأحلام التي يمكن أن تتحقق على أرض الواقع يوفران سعادة حقيقية للرجل والمرأة اللذان يريدان تطوير علاقتهما مع مرور الوقت. من الناحية النفسية، تضمن هذه الطريقة الشعور بالرضى والفخر بالذات.

لكن ينطلق البعض في مغامرات جديدة لسد النقص الذي يشعر به. قد يستمر بعض المشاريع رغم فقدان الحماسة وتراجع الرغبة في استكمالها، ولا يجرؤ أحد على التراجع عن تلك الخطوة. باختصار، تُعتبر المشاريع الجديدة فرصة جيدة للثنائيات شرط أن تعبّر عن رؤية يتبناها الثنائي بكل اقتناع.

6  حياة خاصة لكل طرف

رغم أهمية المشاريع المشتركة، لا بد من الحفاظ على حياة خاصة لكل طرف على المدى الطويل. تصر العلاجات الزوجية على هذه النقطة التي يتجاهلها كثيرون. تبدو الأجيال الشابة أكثر استقلالية من سابقاتها، لكن لا يكون الوضع كذلك دوماً في الحياة العاطفية.

تسهم الحياة المهنية في عيش حياة مستقلة، لا سيما بالنسبة إلى النساء. لكن قد لا تكون المهنة كافية دوماً. في مطلق الأحوال، يجب أن يتمسك كل طرف باهتماماته، لا سيما مع الأصدقاء والمعارف وأفراد العائلة. من الطبيعي أن تفتر العلاقات أحياناً، لكنّ الأهم هو ألا ننساها نهائياً. لا بد من الحفاظ على التوازن داخل العلاقة الثنائية. الحفاظ على الاستقلالية الذاتية هو جزء من الجاذبية الشخصية.

7  الاحترام المتبادل

الاحترام قيمة ضرورية في مجالات كثيرة، وهو يحتل أهمية كبرى في العلاقة العاطفية تحديداً. لكن كيف يمكن التمتع بالسعادة في العلاقة الزوجية إذا تغاضى أحد الطرفين عن هذه القيمة؟ لا مفر من اللحظات الصعبة: يمكن أن يخرج أي نقاش عن السيطرة فتتعقد المشاكل. لكن تتخذ قلة الاحترام أشكالاً عدة: رفض التواصل، استعمال كلمات بذيئة، الإهمال، وأحياناً النسيان...

الاحترام عامل أساسي لتحقيق السعادة وإلا ستصبح الحياة أشبه بمحنة متواصلة وقد تعيد إحياء ذكريات مؤلمة من الطفولة. في هذه الحالة، يجب أن يتعلم الثنائي كيفية التحرك فوراً لمعالجة الوضع.

8  تسوية وتفاوض

هاتان الكلمتان جزء من الدبلوماسية والشؤون الخارجية لكنهما أساسيتان أيضاً في مسار الحياة العاطفية على المدى الطويل. يرتبط شخصان في علاقة مشتركة لكن يتمتع كل واحد منهما بشخصيته الخاصة، لذا يجب أن يتوصلا إلى تفاهم متبادل وأن يتوافقا على نقاط معينة كي يعتاد الواحد على الآخر، تزامناً مع الحفاظ على توازن جيد في حياة كل طرف. تحصل هذه العملية طبيعياً منذ ترسخ العلاقة بين الطرفين. هكذا يسود توافق على مواضيع محددة وتنشأ عادات جديدة.

لكنّ هذا السلوك لا يمنع التحرك عند الشعور باختلال توازن العلاقة. عندها يحين وقت التفاوض الذي يسمح بتحسين الوضع. لا يكون التفاوض سهلاً دوماً: قد لا يواجه الرجال مصاعب كثيرة للتعبير عن أنفسهم على عكس النساء. لكنّ جوهر الدبلوماسية هو التكلم بلغة الآخر.

9  التحدث عن مصادر الغضب

قد يفشل التفاوض أحياناً أو قد يعجز الشريكان عن مناقشة موضوع شائك. لتحقيق السعادة، يجب التعبير من دون تردد عن أي غضب مكبوت كي لا يتحول إلى سلوك عدائي أو أسوأ من ذلك. يخشى البعض مناقشة هذه المواضيع خوفاً من تهديد توازن العلاقة. لكن يكون ذلك التوازن قد اختلّ أصلاً في هذه الحالة. يصر علماء النفس على عدم كبت أي غضب، حتى في بداية العلاقة.

حين نشعر بالغضب أو الألم العاطفي، يجب التحكم بالنفس بعد استعادة الهدوء. غالباً ما تكون الخلافات العالقة والصغيرة سبباً لإفساد العلاقة. لا تترددوا إذاً! تحركوا وتناقشوا، ولو بأسلوبكم الخاص. المهم هو إيصال الرسالة بوضوح.

10  المعاملة بالمثل

المعاملة بالمثل عنصر مهم بقدر الحب في أي علاقة. لا يعني ذلك السعي إلى المثالية. لكن إذا بُني الحب على شعور متبادل، فيمكن أن يوفر له كل طرف الأسس التي تدعمه. إذا تفوق أحد الطرفين في بعض المجالات، فلا يعني ذلك إقصاء الطرف الآخر. يجب أن يتمكن كل طرف من التعبير عن نفسه وأن يشعر بالرضى على مسار العلاقة وطريقة تطورها.

back to top