«داعش» يقطع رأس صحافي أميركي ويهدد آخر بالمثل

نشر في 21-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-08-2014 | 00:01
مقاتلو التنظيم يخوضون معارك عنيفة للسيطرة على مطار الطبقة العسكري في الرقة

بعيد تأكيد الولايات المتحدة اتباعها استراتيجية بعيدة الأمد ضده، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مساء أمس الأول ذبح صحافي أميركي، مهدداً بقتل آخر يحتجزه إذا استمرت الغارات الجوية الأميركية ضد مقاتليه في شمال العراق.
قطع تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «داعش» رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خطف في سورية نهاية 2012، وهدد بقتل آخر، وذلك رداً على الدعم الأميركي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم في شمال العراق.

وبثت مواقع إلكترونية إسلامية «جهادية» شريطاً مصوراً يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زياً أسود ويحمل بندقية وهو يقطع رأس الصحافي الأميركي الذي كان مسلحون خطفوه في محافظة إدلب في شمال سورية يوم 22 نوفمبر 2012، وانقطعت أخباره عن عائلته منذ ذلك الحين رغم قيامها بحملة للحصول على معلومات عنه.

وفي شريط الفيديو ذاته يظهر رهينة آخر عرف عنه التنظيم المتطرف بأنه الصحافي الأميركي ستيفن جويل سوتلوف، الذي ظهر جاثياً على ركبتيه وقد أمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف، مهدداً بإعدامه إذا لم يوقف الرئيس الاميركي باراك أوباما الضربات الجوية الأميركية في العراق.

وكان فولي (40 عاماً) مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل أن يتوجه الى سورية لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب «غلوبال بوست» ووسائل اعلام اخرى. كما زود وكالة «فرانس برس» بتقارير صحافية أثناء وجوده هناك.

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن في بيان: «رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصور قتل المواطن الاميركي جيمس فولي على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية. في حال كان صحيحاً نعتبر أن القتل الوحشي لصحافي اميركي بريء هو امر مروع، ونقدم تعازينا الحارة لعائلته واصدقائه»، موضحة أن عناصر من المخابرات الأميركية تعمل للتحقق من صحة التسجيل.

ودان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس «الاعدام الوحشي» لفولي. وأشار الى ان الرجل الذي قتل فولي كان يتحدث الانكليزية بلكنة بريطانية واضحة، قائلاً: «يبدو انه بريطاني. علينا ان نقوم بمزيد من عمليات البحث للتأكد من ذلك».

وعلى الفور، قطع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عطلته لترؤس سلسلة من الاجتماعات الطارئة. وكتب على حسابه على موقع تويتر: «اذا كان هذا صحيحا، فان قتل جيمس فولي عمل فظيع ومنحرف. سأترأس اليوم اجتماعات حول الوضع في العراق وسورية».

ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بشدة قتل فولي.

وقال إن «هذا الاعدام الدنيء، اذا ما تأكدت صحته فانه يظهر الوجه الحقيقي لهذا التنظيم الهمجي»، مضيفاً ان ذلك «يعزز عزمنا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وفقا للقرار رقم 2170 الصادر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

على صعيد آخر، دارت أمس معارك عنيفة بين عناصر في تنظيم «الدولة الاسلامية» والجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يحاول صد هجوم على مطار الطبقة العسكري، معقله الاخير في محافظة الرقة في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني: «تستمر الاشتباكات منذ ليل الثلاثاء - الاربعاء بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة».

وقتل خمسة عناصر من «داعش». وكانت المعارك اندلعت قبل عشرة ايام، لكن الجولة الحالية «هي الاعنف» بحسب المرصد. وتستخدم فيها الاسلحة المتوسطة والثقيلة.

ويستخدم الجيش السوري الطيران الحربي لقصف مواقع مقاتلي التنظيم الجهادي.

ويسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على مجمل محافظة الرقة وعلى اجزاء واسعة في شمال سورية وشرقها، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور.

وكان تنظيم «الدولة» تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، اللواء 93 والفرقة 17، بعد معارك قتل فيها اكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الاثر الى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع «الدولة الاسلامية» في الرقة ومناطق اخرى في سورية.

(دمشق، واشنطن ــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top