هموم الاقتصاد الإسلامي

نشر في 20-08-2014
آخر تحديث 20-08-2014 | 00:01
احتواء الفقر وحماية المجتمعات الإسلامية من العنف لن يتحققا إلا بخطط استثمارية جديدة بين دول العالم الإسلامي؛ مشروطة باستثمار الطاقة الشبابية استثماراً جيداً وحماية المخزون الغذائي الآسيوي من ويلات الصداع الانفصالي الآسيوي المزمن.
 د. ندى سليمان المطوع "ليس غريباً على الكويتيين أن يكونوا محور الاقتصاد العربي والإسلامي"، كلمة حق قيلت عن الكويتيين من رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة الشيخ صالح كامل أثناء حضوره المنتدى الاقتصادي الإسلامي الرابع الذي أقيم في الكويت قبل عدة أعوام، ابتدأت قبلها الهموم الاقتصادية للدول الإسلامية بقمة اقتصادية في ماليزيا عام 2003.

 وقد اجتمعت دول آسيا الإسلامية لتناقش الواقع الاقتصادي للمرة الأولى بعيداً عن اتهامات الإرهاب وتمويله والشأن المحلي الشائك والمحمل بالحركات الانفصالية، فكان لقارة آسيا أن تلتفت نحو اقتصادها آنذاك، وتتصدر الصفحات الاقتصادية العربية والأجنبية، وبعد استدراج اهتمام العالم عامة ودول الخليج بشكل خاص أصبح المنتدى رسميا في عام 2005 تحت مظلة "المعهد الآسيوي للاستراتيجيات والقيادة".

 واستمرت الاجتماعات بنمط هادئ وسط الخوف من نظرات العالم إلى منطقة آسيا الإسلامية، فما الذي حدث اليوم؟ وكيف تحولت لغة الاقتصاد إلى الاتهام بالإرهاب والعنف؟ فبعدما كانت الدول تتباهى بالعالم الإسلامي والأصول التي يملكها أصبحت تتذمر اليوم من الأصولية والعنف والإرهاب، ومن المسؤول عن تهميش دور البنك الإسلامي للتنمية؟

 فهموم البنك الإسلامي لم تغب يوما عن حقيقة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية، والتي كانت وما زالت تلتهم كل مكاسب التنمية في الدول الإسلامية الآسيوية منها والإفريقية أيضا، أما هنا في منطقة الخليج فنحن مستمرون في اعتمادنا بشكل كلي على النفط، ورغم حديثنا وخططنا المستمرة حول التنويع الاقتصادي باعتباره ضرورة واستراتيجية للبقاء على المدى البعيد فإننا ما زلنا متمسكين بالنفط كمصدر وحيد للطاقة.

اليوم لدى العالم 1.4 مليار من الطاقات الشابة لا تقترب من البطالة والجهل فحسب، بل مؤهلة للانجراف إلى العنف، وإن لم تلتفت دول آسيا إلى مخزونها الغذائي وتستثمره بشكل جيد فلن يتوافر الغذاء الكافي في الأعوام القادمة،  واحتواء الفقر وحماية المجتمعات الإسلامية من العنف لن يتحققا إلا بخطط استثمارية جديدة بين دول العالم الإسلامي؛ مشروطة باستثمار الطاقة الشبابية استثماراً جيداً وحماية المخزون الغذائي الآسيوي من ويلات الصداع الانفصالي الآسيوي المزمن.

وللحديث بقية!!

كلمة أخيرة:

 لم يكن من المستغرب أن تتسابق وسائل التواصل الاجتماعي في نقل صور لبعض المصطافين الخليجيين في الخارج، فالشغف بحب الاستطلاع يدفع الكثيرين للتجول والتقاط الصور، ولكن الغريب هو تفاعل جهات رسمية مع الخبر، تلك الجهات لم تكترث لدخول 2000 مصاب بالدرن عبر مطار الكويت كعمالة مريضة إنما التفتت إلى سلوك بعض الشباب بالخارج. ألم نقل لكم إننا نعاني "الحول" السياسي، فمثلما شعر صالح كامل بالفخر بالكويتيين نشعر جميعا بالحاجة إلى صيانة تلك السمعة الطيبة وذلك العطاء، وعلى الدولة تفعيل الدبلوماسية العامة لإلقاء الأضواء على الجانب المضيء من عطاء الشعب الكويتي.

back to top