10 نصائح لتعزيز ثقتك بنفسك!

نشر في 20-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-08-2014 | 00:01
يقوم احترام الذات على محبتنا لنفسنا ومحبة الآخرين لنا، التمتع بالكفاءة والقدرة على مساعدة الآخرين. إذاً، يشكل احترام الذات والثقة بالنفس أساسَي توازننا الشخصي والاجتماعي. ليكون الإنسان على طبيعته، عليه أولاً الإيمان بذاته. ولتحقيق هذه الغاية يجب اتباع عشر قواعد بالغة الأهمية في حياتنا.
1   معرفة الذات

 تُعتبر هذه القاعدة الذهبية في ما يتعلق بتقدير الذات. فمن المهم أن ندرك قدراتنا وحدودنا. لذلك علينا أن نتعلم التفكير في ذاتنا والتحاور معها. ولتحقيق ذلك علينا أن نتبع عملية معقدة:

محاربة عقدنا أو محبتنا المفرطة للذات.

حماية نفسنا من التأثيرات السامة والضغوط الاجتماعية.

الأصغاء إلى نفسنا واحترامها وتأكيدها بدل أن نكذب عليها.

إدراك ضعفنا وتعلّم التحكم في أهدافنا.

يُعتبر تقدير الذات عنصراً بالغ الأهمية في معرفة الذات (يشمل التأمل عن بعد، التحليل التلقائي، التشكيك...). فترتبط هذه المعرفة بإدراك الإنسان أعماق نفسه واحترامها وتفادي دفن رأسه في الرمل كالنعامة، ورفض مواجهة العيوب والأخطاء. بالإضافة إلى ذلك، تقوم معرفة الذات على شعور الإنسان بكيانه كاملاً والتنبه لحاجاته، فضلاً عن العثور على مصدر حياته وأعمق طموحاته، أي «الأنا الداخلية». وهكذا ينجح الإنسان في الخروج من الأفكار التلقائية والجامدة، الأحكام المسبقة، المعتقدات السلبية، المظاهر، والتحيزات. كذلك يجب ألا ننسى الرابط المباشر بين تقدير الذات والمزاج والعواطف. وبذلك تكون معرفة الذات، أيضاً، معرفة الإنسان أحواله الداخلية الجسدية منها والعاطفية والنفسية.

2    تقبل ذاتنا على حالها

 من الأهمية بمكان أن نتقبل ذاتنا كما هي من دون انتقادات أو تذمر. لا داعي لأن نكون من دون أي عيب أو خطأ كي نتمتع بتقدير كبير لذاتنا. لا ضرر في أن نشكك في أعمالنا كي نتمكن من تحسين حياتنا من دون أن ننتقد أنفسنا بقسوة. ولكن من المهم، أيضاً، التوقف عن البكاء على إخفاقاتنا السابقة وأخطائنا الماضية، رافضين مواجهتها رغم ذلك، بل من الضروري أن نتبنى دوماً تفكيراً إيجابياً.

ينشأ هنا سؤال بالغ الأهمية: كيف نستطيع تقييم نفسنا والحكم عليها، بغية مساعدتها، من دون أن نجرحها أو نعاقبها. يلزم أولاً  تقبل ذاتنا وإن كانت مليئة بالعيوب. ويكون الهدف وراء هذه الخطوة الأخيرة التغيير والتطور لننجح أخيراً في التحكم في ذاتنا. فلن نتمكن من تصحيح عيوبنا إلا على أساس تقبل الذات (تقبل أخطائنا وحدودنا) ليحين بعد ذلك يوم التقييم (سواء كان سلباً أو إيجاباً).

من المهم أيضاً مواجهة الواقع لأن الإدراك وحده غير كافٍ للتغيير. فمن الضروري الحصول على وسائل لتحقيق هذا الهدف. في الوقت عينه، لا يكفي قبول الذات، بل يجب، أيضاً، رسم الأهداف والعمل على تحقيقها. لكن الإرادة وحدها لا تكفي، عموماً، للعمل والحصول على الوسائل الضرورية. وهنا تبرز أهمية بعض التقنيات الجسدية مثل الاسترخاء والتأمل أو اليوغا. فتساعدنا هذه التمارين على ضبط مشاعرنا لنتمكن من تأمل الأفكار السامة من بعيد ورفضها، فضلاً عن قبول التغيير والسعي وراءه بقوة.

3   التحلي بالصدق

 يشمل التحلي بالصدق تحمل مسؤولية مشاعرنا: الإقرار بالتزامنا ببعض الأهداف («أنا متمسك بصداقتك»)، بمتطلباتنا («لا أود القيام بأمور لا أريدها»)، وبمخاوفنا («أخشى الإخفاق»). علينا بعد ذلك تحمل المسؤولية والكف عن التصرف كضحية. كذلك يجب أن ندرك أننا نصنع قراراتنا وأعمالنا، وأننا نحن مسؤولون عن نتائج مشاريعنا. فلن يهبّ أحد لنجدتنا من الحياة التي نختار أن نعيشها.

يشمل الصدق، أيضاً، التعامل بوضوح مع الذات: العيش بتناغم مع ما نعرفه، ما نؤمن به، وما نقوم به. إذاً، من الضروري قول الحقيقة (علماً أن هذا يبدأ بعدم خداع الذات)، التمسك بالتزاماتنا. هكذا يكون الإنسان على توافق مع ذاته من خلال أقواله وأعماله.

تتطلب النزاهة الشخصية، التي تنتج عن عيش الإنسان حياة واعية وقبول الذات وإثباتها، أن نحدد قيمنا وأن نتمسك بها مهما واجهنا من مشاكل أو انتقادات أو تحديات.

4   العمل

 كي يستعيد الإنسان احترامه لذاته عليه أن يتبدل، وكي يتبدل يجب أن يقيّم ذاته، وكي يقيم ذاته عليه العمل. يساهم الحب الذي نناله، فضلاً عن نظرتنا إلى أنفسنا التي تتكون في الطفولة، في تحدي احترامنا لذاتنا وفي التطلع إلى المستقبل بطريقة إيجابية أو سلبية. رغم ذلك، يبقى العمل محرك الثقة في النفس الأول. فهذه الأخيرة تتغذى على نجاحاتنا الصغيرة. بكلمات أخرى، لا يتجلى احترام الذات إلا من خلال العمل (الثقة في النفس) وضمن إطار العلاقات الاجتماعية (إثبات الذات). ويعني ذلك الشعور أننا ننجح في ما نقوم به وأننا ننال تقدير الآخرين. ومن هنا تظهر أهمية تحديد أهدافنا: تحديد على الأمد القصير أو الطويل ما الأعمال الضرورية والتصرفات الملائمة بغية تحقيق أهدافنا. كذلك علينا التحقق من كل خطوة للتأكد من أننا لم نخرج عن المسار الصحيح. وفي النهاية، يجب تأمل النتائج لمعرفة ما التغييرات الضروية والقيام بها.

5   إسكات الناقد الداخلي

 يتجلى هذا الناقد الداخلي من خلال حوار أبوي داخلي. ولكن علينا الحد من سلطة هذا الناقد والتمنع عن ممارسة العنف ضد الذات. لذلك يجب أن نتفادى الأحكام المتحيّزة والعدائية تجاه الذات. فالأهم أن نساعد نفسنا على التغير لا أن نعاقبها.

من الضروري، إذاً، السعي لاتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص من الأفكار السلبية. ويجب تفادي إهانة الذات في شتى الظروف لأن هذا يؤدي دوماً إلى الفشل. فانتقاد الذات لا يحقق أي هدف غير مفاقمة الأضرار. على العكس، يجب في البداية التعامل بلطف مع الذات واحترامها كطفل أو كصديق نحبه.

6  تقبل فكرة الفشل

 تتغذى الثقة في النفس على النجاحات الصغيرة. ولكن مع إخفاق قراراتنا، علينا أن نقهر عدوين كبيرين: الاستسلام والانتقاد. يحمل العمل معه خطر الفشل. لذلك من الضروري تقبل فكرة الفشل بحد ذاتها.

7   إثبات الذات

يشكل الحب، الصداقة، الروابط الاجتماعية، والعلاقات العاطفية حاجة بيولوجية طبيعية. وبغية تعزيز هذه العلاقات المهمة، يجب تعلم تخصيص وقت أكبر للمحيطين بنا، متقنين، في الوقت عينه، رسم الحدود بلباقة ولطافة.

بغية تحقيق هذا الهدف، ابدأ بالتصرف على طبيعتك عند التعرف إلى الناس. ارفض التظاهر بما ليس حقيقياً في حياتك، محاولاً تفادي الرفض. عليك المخاطرة والكشف عن حقيقتك.

تشمل هذه الخطوة تقوية الروابط مع الآخرين إنما من دون الإفراط في الاعتماد عليهم أو السماح لهم بالتلاعب بنا. لذلك علينا تعلم قول كلمة “كلا” لكل ما لا نرغب فيه.

لنتمكن من العيش من دون أي غش أو خداع، علينا أن نبذل الجهد لتعزيز العلاقات الجيدة مع الآخرين من دون أن تسعى ليتقبلوك ويحبوك بشكل آلي. فالعمل لنيل إعجاب الآخرين خطوة مستحبة، إلا أنها ليست أساسية.

يتطلب إثبات الذات الشجاعة للظهور على حقيقتنا من دون أن نسعى لنيل ردة فعل إيجابية من محيطنا. لذلك يجب أن نخاطر بالتصرف على طبيعتنا.

8   التعاطف

 تشمل هذه النقطة تعلم الإصغاء وتفهم وجهة نظر الآخر، حتى لو لم نوافقه الرأي.

9  الاعتماد على المحيطين بنا

 لا تتردد في طلب مساعدتهم. ولكن عليك أن تدرك أنهم قد لا يتمكنون من تلبية طلبك في الحال. لذلك عزز، باستمرار، الشبكة الاجتماعية شرط ألا يكون هدفك إرضاء الآخرين فحسب.

 10       أحبب نفسك كي تؤمن بها وبالحياة

 لعل الطريقة الفضلى لتكون على طبيعتك أن تبدأ بحب الذات وأن تطبق قواعد الاحترام والتسامح ذاتها التي تتبعها في تعاملك مع الآخرين. فحب الذات يعزز إيمانك بنفسك وبالحياة. وهل من حياة أفضل من أن يعيش الإنسان حياته على طبيعته بكل هدوء وطمأنينة، ساعياً لتحقيق السعادة وبلوغ الأهداف التي يحلم بها في الحياة؟

back to top