Hundred-Foot Journey... متعة العين

نشر في 16-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-08-2014 | 00:01
أمضى الطاهي فلويد كاردوز خمسة أيام يعمل جنباً إلى جنب مع ثمانية طهاة في فيلم «The Hundred-Foot Journey» فبصفته مستشاراً في عالم الطعام والمطبخ، طُلب منه إعداد مجموعة من الأطباق الفاخرة التي نراها في مختلف مشاهد الفيلم.
عندما وصل الطاهي فلويد كاردوز إلى فرنسا السنة الماضية، كان يعلم أنه سيمضي الجزء الأكبر من وقته في إعداد الطعام. لكنه لم يتوقع أن يرغمه سعيه إلى إعداد لقطة مميزة في أحد الأفلام على تحمير طير بري محشو بالكمأ بطريقة فنية أكثر من 12 مرة.

يخبر كاردوز: {سألت أحداً: {هل تحتاجون حقاً إلى هذا الكم من الطعام؟}. يصور المشهد الواحد مرات عدة. نتيجة لذلك، يُرمى كثير من الطعام. ولا شك في أني تعلمت الكثير من هذه التجربة}.

لقطات مميزة

ينضم The Hundred-Foot Journey إلى أفلام مثل Big Night, Babette’s Feast، وفيلم جون فارفو الأخير Chef وغيرها من أفلام يشكل فيها الطعام جزءاً مهماً. فيحفل The Hundred-Foot Journey بلقطات مميزة لأطباق اللحم والخبز الساخن. لربما لا تستطيع تعداد خمس صلصات من المطبخ الفرنسي، لكنك ستلاحظ أنك تتنفس بعمق حين ترى مشاهد اللحم المشوي الشهي، الفطر المشوي، التوابل الغريبة، وصلصة البشاميل البيضاء الرائعة.

أخرج هذا العمل لاس هولستروم، الرجل الذي أسر قلب المشاهد مع فيلم Chocolat .2000 ويستند الفيلم إلى رواية لريتشارد موراي حققت أعلى المبيعات. تدور قصةThe Hundred-Foot Journey حول حسن كادم (مانيش دايال)، طاه هندي شاب يسعى إلى أن يبرع في عالم الطهو.

بعد سلسلة من الحوادث المؤسفة، تنتقل عائلة كادم على رأسها بابا (أوم بوري) إلى منطقة سانت أنطوان نوبل فال في فرنسا، حيث تؤسس مطعماً يقدم طعاماً هندياً تقليدياً، لكنه يقع على بعد 100 قدم، بالتحديد، من مطعم فرنسي كلاسيكي راقٍ تديره السيدة مالوري المتشددة (هيلن ميرن).

على أحد جانبي الطريق، تفخر السيدة مالوري بتقديم عالم من الأغطية الناصعة البياض، الكريما الكثيفة وأدوات المائدة البراقة. فعليك ألا تمس الطعام بيديك إلا إذا كنت تريد تناول قطعة خبز فرنسي.

في الجانب الآخر، يملك حسن مطعماً يزينه بواجهة تشبه تاج محل، أطباق الماسالا، الألوان الزاهية، وجهاز صوت مرتفع جداً. ولا بأس إن تناولت الطعام بيديك.

هذه قصتي

شعر كاردوز أن هذه الرواية تعكس قصته: فهذا الطاهي الهندي المولد أتى إلى الولايات المتحدة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وناضل ليعثر على عمل إلى أن أعطاه كريغ كونز فرصةً، كان آنذاك طاهياً في Lespinasse في سانت ريغي في مانهاتن.

أصبح كاردوز في النهاية كبير الطهاة في Tabla، مطعم هندي في نيويورك أقفل أبوابه. وهناك التقى كاردوز بموراي. أجرى الكاتب الأبحاث في شأن كتابه، بالسفر حول العالم وقضاء الوقت في مطابخ المطاعم العريقة، مثل Le Bernardin في نيويورك و Crawford Marketفي ممباي. لكنه كان لا يزال يبحث عن مستشار في عالم الطهو يفهم القصة وراء إعداد أطباق شهية.

أرسل موراي نسخة من كتابه إلى كاردوز، وأدرك الكاتب أنه عثر على السفير المناسب حين تلقى رسالة إلكترونية جاء فيها: {هذه قصتي}. يتذكر موراي: {أخبرني أنه شعر كما لو أنه همس هذه الأحداث في أذني وأنا دونتها}.

لم يلجأ معدو الفيلم إلى أي اختصاصي في تزيين الطعام. بدلاً من ذلك، استخدموا كاردوز فضلاً عن طاه فرنسي متمرس، طاه هندي يعمل في فرنسا، وخبير في فن الطهو الجزيئي وعدد من الخبراء في هذا المجال.

يوضح كاردوز: «يتمحور الفيلم حول إعداد طعام حقيقي لا زائف. فكل ما قمنا به كان حقيقياً، ولو أراد أحد تناوله لاستطاع ذلك».

أوكلت إلى هذا الطاهي مهمة إعداد الوصفات الواردة في الكتاب. ففكر كاردوز، في ما يبدو، جميلاً على الكاميرا وبدأ بعد ذلك إعداد قائمة الطعام.

يخبر: «أحب الطعام الهندي ويجمعني به رابط قوي. لذلك لم أحتج إلى وقت طويل لأعد الوصفات. عندما أطهو في المنزل، أعمل بأناقة. وعندما أحضر الأطباق، أرغب في تقديم أطعمة تجذب الناس».

متعة للعين

وضع كاردوز لمسته الخاصة على الأطباق الفرنسية التقليدية، مستنداً إلى تجربته الخاصة في Tabla و North End Grillفي نيويورك. فأضاف إلى طبق {بوق بورغينيون} الزنجبيل والفلفل الحليبي والكمون. أما فطيرة البيض، فطيبها بالكزبرة. في حين مقاربته لتيكا الدجاج المشوي والمنقوع باللبن والحمام المحشو بالكمأ اللذيذ، تظهر بوضوح في الفيلم.

لكن صناع الفيلم لم يرغبوا في أن يكون الطعام مجرد رمز لسد الفجوة بين حضارتين. رغبت جولييت بلايك، التي أنتجت الفيلم (مع ستيفن سبيلبرغ وأوبرا ونفري وغيرهما)، أن يكون الفيلم متعة للعين.

تقول بلايك: {أردنا أن يخرج المشاهد من دار السينما وهو يتمنى تذوق الأطعمة الهندية والفرنسية اللذيذة التي رآها في الفيلم}.

وتضيف: {اللافت أن الطعام لا يجمع بين مختلف الوصفات فحسب، بل الحضارات المختلفة أيضاً. إذاً، يساوي الطعام بين الناس، ويحب الجميع مشاهدة الطعام}.

back to top