غياب التشويق في «Into the Storm»

نشر في 13-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-08-2014 | 00:01
لم تعد أفلام الكوارث بطبيعتها تعتمد على الشخصيات، بل باتت تعول على حبنا للشعور بالخوف على حياة الناس.

ورغم ذلك، على هذه الأفلام أن تقدّم شخصيات عميقةً كفاية لنهتم لأمرها أو نتأثر بها ولو جزئياً. ماذا عن فيلم Into the Storm؟

 صحيح أن فيلم Into the Storm يخصص الدقائق العشرين الأولى لتقديم شخصياته بطريقة غير منطقية، نراها عادة في مسلسلات بعد الظهر، إلا أنه سرعان ما ينحدر نحو دوامة من التطورات المملّة.

تنحصر الحركة في الفيلم في يوم واحد بالغ الأهمية من حياة بلدة سيلفرتون الصغيرة في أوكلاهوما، حيث يستعدّ مساعد مدير المدرسة الثانوية (ريتشارد أرميتاج، الذي اشتهر بأدائه دور ثورن في أفلام Hobbit) وولداه المراهقان لحفل تخرج لن يكتمل بسبب سلسلة من الرياح العاتية.

في الوقت عينه، كانت مجموعة من مطاردي العواصف، بمن فيهم عالمة الظواهر الجوية أليسون (سارا وين كاليز من The Walking Dead)، تبحث في كل مكان عن زوبعة أدت أخيراً إلى مقتل أربعة مراهقين داخل سيارة. وتكتمل شخصيات الفيلم مع بعض الفكاهة مع دونك وريفس (تعمد معدو الفيلم أن يكون اسمه مشابهاً لبيفس)، ثنائي غبيان يرغبان في تحقيق شهرة كبيرة.

دوامة مملة

يستغل المخرج ستيفن كوايل، الذي شحذ مهاراته بالعمل تحت إشراف جيمس كاميرون في Titanic وAvatar، إلى أبعد حد، التحسينات الرقمية التي باتت متوافرة منذ ركوب الآنسة غلاتش دراجتها في السماء فيThe Wizard of Oz، إلا أنه ينجح في إضفاء جو من الواقعية مع بعض المناورات بالكاميرا، ولقطات صورها مطاردو عواصف حقيقيون.

تكمن المشكلة في أن الفيلم يفقد طابعه المشوق بعد أن تعصف الأعاصير الأولى عبر البلد وتنتزع سطوح المنازل. يبدو أن الدوامات المتسارعة التي تعبر المنطقة بسرعة 200 ميل في الساعة، تتوقف أحياناً وعلى نحو ملائم لدقيقة أو اثنتين، كي تتبادل الشخصيات حواراً مصطنعاً. ولا يشمل أكثر مشهد يُشعرك بالإحباط، في الفيلم، أعاصير ودوامات ملتفة، بل يضم مراهقين عالقين تحت الركام في حين ترتفع المياه حتى ذقنهما.

يجعل الشعور بالخدر الذي ينتابك من كثرة رؤية الأشياء والبشر يُسحقون ويعانون تحت وطأة هذه القوى العنيفة، العقل يسرح. فأين ذهب مئات سكان سيلفرتون الآخرين؟ ولمَ لا نرى أي أثر لمجزرة، ولا حتى أضلعاً ممزقة إلى جانب كل الأبنية المتداعية والسيارات المحطمة؟ ولمَ كانت مجموعة من الشاحنات الصغيرة مصطفة إلى جانب عدد من طائرات الركاب؟ ألأنها بدت جميلة تحت أشعة الشمس إلى جانب فيض العواصف القوية هذا؟ ولمَ عساك تختبئ في مجارٍ لتصريف مياه العواصف، مع أن اثنين من فريقك كادا أن يغرقا لأنهما علقا في الماء؟

لم تكن هذه الأسئلة لتخطر في بالك لو كنت تشعر بتشويق وإثارة دائمين. لكن العبرة التي نستمدها من Into the Storm (غير أنها تضمن أن تبقى باستمرار قرب ملجأ قوي تحت الأرض) أن القصة تظل رغم ذلك حقيقية.

back to top