الفصال العظمي ليس حتمياً!

نشر في 02-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2014 | 00:01
No Image Caption
في حالة الفصال العظمي تكون آلية تدهور حالة المريض منهجية. يشير الأطباء إلى ثلاث مراحل للمرض: الغضروف العادي، الغضروف الشيخوخي، غضروف الفصال العظمي. تتمثل المرحلة الثانية في فقدان القدرة على تكييف الغضروف مع القوى الضاغطة، وهي نتيجة مباشرة لجفاف الغضروف.
تمر إصابات الفصال العظمي في المفصل بثلاث مراحل:

• تظهر شقوق صغيرة على الغضروف تزامناً مع فقدان جانبه الأملس.

• تتعمّق الشقوق الصغيرة وتتغيّر طبيعة ألياف الكولاجين التي تشكّل الجزء الذي يقاوم الضغوط.

• تؤدي الشقوق الحادة إلى ظاهرة التآكل وتقع أجزاء من الغضروف في التجويف الزليلي. هكذا يتعرى العظم تدريجاً ويمكن رصد التهاب في هذه المنطقة.

رداً على الضغوط غير الطبيعية التي يقاومها الغضروف في العادة، يتفاعل العظم عبر تشكيل صفائح عظمية جديدة في المنطقة المحيطة كما لو أراد تثبيت المفصل. يؤدي غياب الثبات إلى تشنجات موجعة في الأربطة والأوتار العضلية. حين تحتكّ صفيحتان عظميتان ببعضهما، يفقد المفصل قدرته على التحرك.

مناطق معرضة للمشكلة

تكون الفقرات التي تتحمّل ثقل القوى الميكانيكية التي تنتجها العضلات وأنسجة الدعم الأكثر عرضة لهذه المشكلة. يصاب الجزء الأسفل من الجسم بوتيرة أسرع لأنه يتحمل وزناً أثقل (أسفل الظهر والوركان). هكذا تصبح الفقرات التي تحمل أنسجة دعم الأعضاء والغدد مستهدَفة عند رصد أي خلل.

تشمل المناطق المستهدفة:

• فقرة العنق الثالثة في حال وجود مشاكل في الغدة الدرقية، والورك الأيمن في حال تشنج القولون الوظيفي.

• المفاصل التي أصبحت هشة بسبب صدمة معينة.

• الفقرة الثامنة من الظهر حيث يلقي التشنج بثقله على الحجاب الحاجز الذي يتصل بالكبد.

حموضة وأكسدة

الكبد عضو قوي وتتوقف جميع وظائف الجسم الأخرى عليه. مجرّد من الألياف العصبية الحساسة لذا لا يمكن رصد المشكلة عبر الألم. لكن يؤدي قصور هذا العضو إلى تداعيات في الجسم كله. يخزن الكبد الغلوكوز، وهو مصدر الطاقة في الجسم، ويتحول إلى دهون عند تخزين فائض منه.

يطلق هذا التحول حمض وأكسيد الكربون. يهاجم الأكسيد العظام مثل الصدأ على المعدن وتسبب الحموضة تشنجات عضلية وتخفف مرونة الأربطة. لذا تبرز الحاجة إلى اتباع حمية قلوية والحفاظ على وظيفة كبد سليمة، فضلاً عن ممارسة الرياضة لتجنب الفصال العظمي. تسمح هذه الخطوات بالحفاظ على قدرة التحرك اللازمة لحماية رطوبة الغضروف حين نشعر بألم في المفاصل والعضلات.

علاجات شائعة

لا يمكن معالجة الفصال العظمي بفاعلية إلا عبر العلاجات المضادة للألم. تسهم حقن حمض الهيالورونيك المستعملة لمعالجة مفصل الركبة في تحسين لزوجة ومرونة السائل الزليلي الذي يؤدي دوراً فاعلاً بفضل خصائصه المرطِّبة وقدرته على مقاومة الصدمات.

في حال تدمير العظام، تصبح الجراحة الخيار الوحيد. بحسب نوع المفصل، يمكن استعمال الأطراف الاصطناعية أو تركيب العظام الحيوية. تسمح هذه التقنيات بحماية القرص من دون إعاقته والحفاظ على قدرة معينة على التحرك.

لذا تحتل الوقاية أهمية قصوى، لا سيما عند النساء الأكثر عرضة للمشكلة، نظراً إلى توقف تركيب الأستروجين في فترة انقطاع الطمث.

دور مقوم العظام

تقضي أهم قاعدة في عالم تقويم العظام باستعمال تقنيات يدوية ناعمة لتخفيف الضغط عن الأوعية الدموية إذا كان يعيق الدورة الدموية في منطقة من الجسم.

تتبع المنهجية المطبقة في هذا المجال منحىً منطقياً. يجب أن يعمل مقوم العظام في البداية على تخفيف التشنجات التي تطاول الحجاب الحاجز، لا سيما الأعضاء الهضمية المتصلة به. يقع القلب فوق الحجاب الحاجز الذي يشمل الأوعية الدموية الكبرى التي تتصل بالقلب.

تقويم العظام طب وقائي. تسمح المقاربة التي يطبقها بالوقاية من الأمراض الالتهابية والتنكسية مثل الفصال العظمي.

خشية عدم التمكن من استعادة وضع طبيعي، لا بد من كبح مسار تدهور غضروف المفصل. يأخذ تقويم العظام بالاعتبار العوامل الخارجية التي تحد من قدرات المفاصل. يسعى مقوم العظام إلى تحسين الدورة الدموية، وإعادة وظائف إزالة السموم من الجسم إلى وضعها الطبيعي، وتصحيح الأخطاء الغذائية لدى المريض. هكذا يصبح هذا الاختصاصي اللاعب الأساسي في علاج الفصال العظمي. تسهم وصفة الكوندروتين والغلوكوزامين في إتمام هذا العلاج عبر تعزيز قوة الغضروف.

العامل الهرموني

في مرحلة انقطاع الطمث، قد يؤدي توقف تركيب الأستروجين الذي يؤثر على إنتاج خلايا الغضروف خلال فترة النمو إلى ترسيخ مرض الفصال العظمي.

back to top