رحيل الربان التاريخي لكرة القدم الأرجنتينية

نشر في 01-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 01-08-2014 | 00:01
No Image Caption
فارق رئيس الاتحاد الأرجنتيني ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم خوليو غروندونا الحياة مساء أمس الأول عن عمر يناهز 82 عاماً.
توفي ربان كرة القدم الأرجنتينية منذ 35 عاما خوليو غروندونا امس الأول الاربعاء في بوينس ايرس عن سن 82 عاما، بسبب تعرضه لأزمة قلبية.

وأوضح التلفزيون المحلي ان المسؤول القوي الذي ترأس الاتحاد الارجنتيني منذ عام 1979، نقل الى المستشفى لتعرضه لأزمة قلبية، وتوفي اثناء خضوعه لعملية جراحية مستعجلة في العاصمة الأرجنتينية.

ونقل غروندونا صباح الأربعاء إلى المستشفى اثر تعرضه لوعكة صحية لم يتم الكشف عن اسبابها، حيث اكتفى الاتحاد الأرجنتيني بإصدار بيان جاء فيه: "في الساعات الاولى من صباح اليوم، تعرض السيد غروندونا لوعكة صحية طفيفة، وقررت عائلته نقله إلى احد مستشفيات العاصمة على سبيل الاحتياط، حيث يجري الآن تقييم حالته الصحية" دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

الدون خوليو كما لقب في الارجنتين من قبل الاوساط الكروية، كان يخشاه الجميع، ومكروها كثيرا وقويا لدرجة صعب اقتلاعه من منصبه.

كان غروندونا يعتبر شخصية مثيرة للجدل بصراحته الاستبدادية، على غرار مسؤولي الاتحاد الدولي، حيث شغل منصب نائب الرئيس الاول.

اسس مع شقيقه هومبرتو نادي ارسنال ساراندي، تيمنا بالنادي الانكليزي، وترأسه عشرين سنة، ثم وصل الى رئاسة نادي اتلتيكو إنديبندينتي.

وصل إلى رأس الاتحاد الأرجنتيني في ابريل 1979، بعدما سماه اللواء البحري كارولس لاكوستي، المسؤول آنذاك عن تنظيم كأس العالم 1978 في الأرجنتين الرازحة انذاك في دكتاتورية عسكرية (1976- 1983).

كل اربع سنوات كان غروندونا ينتخب لولاية جديدة، فتعايش مع كل الحكومات الديمقراطية من الاتجاهات المختلفة، وكلها تفاوضت معه، وكانت رهنا لسلطته الرهيبة المستمدة من الدعم المطلق لــ22 الف ناد في كامل أرجاء الارجنتين.

حدثت في ولايته اهم الاصلاحات في تاريخ الكرة الارجنتينية والمنتخب الاول. توج "البي سيليستي" بلقب مونديال 1986 مع الاسطورة دييغو مارادونا، وأحرز ذهبية الالعاب الاولمبية في اثينا 2004 وبكين 2008 بالاضافة الى كوبا اميركا في 1991 و1993.

بحكم موقعه نائبا لرئيس الاتحاد الدولي، احاطت به دوما فضائح رشاوى في قضايا متنوعة.

اتهم مؤخرا من معارضين لرئيسة البلاد كريستينا كيرشنر (يسار الوسط) بمخالفات في ادارة الملايين التي تنفقها الحكومة لاتحاد كرة القدم من اجل حقوق نقل مباريات الدوري.

قبل اعادة انتخابه الاخيرة في 2011، استنكر كارلوس افيلا، شريكه السابق، ومالك محطة "تي واي سي" الرياضية، وجود 12 حسابا مصرفيا باسمه غير مصرح بها في اوروبا والولايات المتحدة.

قال افيلا: "تريد ان اقول ماذا افكر بغروندونا؟ حسنا، غروندونا هو (بونتيرو) الاتحاد الدولي (زعيم شارع غير رسمي في الارجنتين)". وتابع: "من المعروف ان خوليو لديه سلطة مطلقة على كرة القدم في الارجنتين. لطالما عول على فقر الاندية".

في مونديال 2014، ارتبط اسم الاتحاد الارجنتيني بفضيحة بيع تذاكر الشخصيات المهمة بطريقة غير مشروعة تحقق فيها العدالة البرازيلية راهنا. ويتركز التحقيق حول مسؤولي بعض الاتحادات، ومنها الأرجنتيني، البرازيلي والإسباني.

حمل بعض التذاكر اسم هومبرتو غروندونا نجل خوليو الذي نفى اي علاقة له بعمليات البيع.

دافع غروندونا، مدير منتخب الارجنتين تحت 17 عاما، عن نفسه: "هذه قصة مجنونة. بعت مقاعدي لصديق لي مشهور في الارجنتين اراد الحضور الى الملعب بسعر الشراء. منحها بعد ذلك لاشخاص اخرين، لا ادري ماذا فعلوا بها. لن اضع نفسي في قضية مظلمة من اجل 200 يورو... لدي تذاكر لربع النهائي، نصف النهائي والنهائي، لكنني أفضل حرقها على بيعها".

قصة مارادونا بعد اقالته من تدريب المنتخب بعد مونديال 2010 كانت مريرة مع غروندونا.

وقال مارادونا، في اول تصريح علني له بعد قرار الاتحاد الارجنتيني عدم تجديد عقده لعدم تخليه عن بعض مساعديه وذلك بعد ثلاثة أسابيع من خروج الارجنتين من ربع نهائي مونديال 2010: "غروندونا كذب علي".

وتابع: "قال لي غروندونا في غرف الملابس بعد الاقصاء في جنوب إفريقيا (في ربع النهائي أمام ألمانيا صفر-4)، أمام شهود ولاعبين انه سعيد جدا من العمل المنجز ويتمنى استمراري".

وتابع "الولد الذهبي" للكرة الارجنتينية: "بعد العودة الى الأرجنتين، بدأت الأمور تتحول بغرابة، ويوم الاثنين التقيت بغروندونا. في خمس دقائق، قال لي انه يتمنى استمراري، لكن يجب ابعاد سبعة أشخاص من جهازي الفني. عندما يقول لي ذلك، فهذا يعني انه يتمنى رحيلي. هو يعلم انه من المستحيل أن أواصل مهامي بدون المساعدين".

غروندونا الذي اعلن رحيله في 2015 عن منصبه، تعرض في الاعوام الاخيرة لمشكلات صحية، في الوقت الذي عانى فيه وفاة زوجته، ما تسبب له في ازمة نفسية كبيرة.

في مقابلة مع صحيفة المانية في 31 مايو وعند سؤاله حول هوية الدولة التي صوت لها لاستضافة مونديالي 2018 و2022، قال غروندونا: "بالطبع لقطر (2022)، لأن الصوت للولايات المتحدة سيكون مثل التصويت لانكلترا، وهذا ليس ممكنا. لكن مع الملف الانكليزي قلت لهم: فلنكن سريعين، اذا اعدتم جزر فوكلاند، التي نملكها نحن، فسأصوت لكم. حزنوا من جوابي ورحلوا"، لكنه اعتذر لاحقا لهجومه على الانكليز.

بلاتر: وفاة غروندونا أوجعتني

أعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر عن حزنه العميق لوفاة نائبه الاول رئيس الاتحاد الارجنتيني خوليو غروندونا عن سن 82 عاما بسبب ازمة قلبية، معتبرا ذلك "ضربة موجعة جدا بالنسبة لي شخصيا".

وقال بلاتر في بيان نشره الاتحاد الدولي على موقعه الرسمي: "يتعلق الامر بضربة موجعة جدا بالنسبة لي شخصيا، لانه كان صديق عمري. انها ايضا خسارة كبيرة للفيفا كمؤسسة، لانه كان احدى شخصياتها المهمة"، مضيفاً: "باسم منظمتنا، أود أن أتقدم لعائلة غروندونا بتعازينا الخالصة جدا".

من جهته، أعرب رئيس الاتحاد البرازيلي خوسيه ماريا مارين عن حزنه لوفاة غروندونا، وقال "انها خسارة كبيرة لكرة القدم. اود توجيه رسالة دعم لعائلته التي هي بحاجة الان الى الشجاعة لتجاوز هذه المحنة".

وقرر رئيس الاتحاد البرازيلي ان يقف الجميع دقيقة صمت خلال مباريات كأس البرازيل الأربعاء والخميس.

ميسي ومارادونا ومينوتي يقدمون العزاء

قدم عدد كبير من نجوم كرة القدم الأرجنتينية العزاء في وفاة رئيس اتحاد اللعبة في بلادهم خوليو جروندونا، الذي وافته المنية أمس الاول، عن عمر يناهز 82 عاما.

ووصف قائد المنتخب الحالي نجم فريق برشلونة ليونيل ميسي، اليوم بـ"الحزين" في تاريخ الأرجنتين، كما عزى أفراد عائلته وأصدقائه.

ورغم العداء الشديد بينهما، فإن الصفحة الرسمية للأسطورة دييغو أرماندو مارادونا على موقع فيسبوك نشرت برقية عزاء لأسرة جروندونا مرفقة بصورة قديمة تجمع بينهما.

وتوترت العلاقة بين مارادونا وجروندونا في الآونة الاخيرة، خاصة بعد إقالة الأول من تدريب المنتخب عقب الإخفاق في مونديال جنوب افريقيا، والخروج من ربع النهائي امام ألمانيا برباعية، حيث وصفه مارادونا في كثير من الاحيان بالخائن والفاسد.

كما نسي المدرب المخضرم سيسار لويس مينوتي خلافاته العميقة مع جروندونا وقدم المواساة لأسرته، حيث شدد على وجود "احترام" بينهما رغم اختلاف الآراء.

وصرح مينوتي، المدرب الذي قاد الأرجنتين للفوز بأول كأس عالم عام 1978، للتلفزيون المحلي، "ليس من السهل تحمل منصب رئيس اتحاد الكرة 37 عاما، لقد كان رجلا كفؤا".

كما أعرب عضو مجلس إدارة نادي سان لورينزو المعلق الرياضي الشهير مارسيلو تينيلي عن حزنه لفقدان جروندونا، وقدم العزاء لأبنائه أومبرتو وليليانا وخوليتو.

back to top