فرنسا تحيي الذكرى السبعين لصاحب رواية «الأمير الصغير»

نشر في 01-08-2014 | 00:02
آخر تحديث 01-08-2014 | 00:02
انطوان اكزوبيري انطلق برحلة جوية لكن طائرته لم تعد إلى القاعدة

شكلت وفاة الكاتب والطيار الفرنسي انطوان سانت اكزوبيري لغزاً لفترة طويلة إلى أن عثر على بقايا حطام طائرته في عام 1998 قبالة سواحل مرسيليا.
في مثل هذه الايام من عام 1944، انطلق الكاتب والطيار الفرنسي انطوان إكزوبيري، صاحب رواية «الامير الصغير»، المشهورة عالميا، في رحلته الاخيرة على متن طائرته، إذ سقطت الطائرة في ظروف ظلت غامضة وقتا طويلا.

وفي 31 يوليو من كل عام، تحتفل مدينة كاسيس بذكرى «الكاتب الكبير» الذي «قتل في سبيل بلده»، عقب انطلاقه من قاعدة بورغو العسكرية الفرنسية في مهمة استطلاعية، لكنه لم يعد الى القاعدة، ومازالت افكاره تلهم الاسئلة الكبرى المطروحة في عصرنا الحديث، في مختلف انحاء العالم.

وقبل الانطلاق، كتب سانت اكزوبيري «اذا سقطت طائرتي فلن اكون نادما على شيء». واطلقت هذه العبارات تكهنات لا حدود لها عن اسباب اختفاء طائرته، قبل ان يتبين ان مقاتلة المانية اسقطتها.

واعلنت فرنسا وفاته رسميا، لكن ظروف اختفائه ظلت غامضة وشكلت لغزا اثار تكهنات عدة، الى ان عثر صياد على بقايا حطام لطائرة في عام 1998 قبالة سواحل مرسيليا. وبعد عامين، اثبت غطاسون ان الحطام هو لطائرة من الطراز الذي كان يقوده سانت اكزوبيري.

سلاح الجو

ودارت الشبهات حول مسؤولية سلاح الجو الالماني عن اسقاط الطائرة، إذ عثر ايضا في محيط المكان على حطام طائرة المانية.

وفي عام 2008 كشف امر هذا اللغز، اذ ظهر طيار الماني متقاعد ليقول «اوقفوا البحث... من أسقط طائرة سانت اكزوبيري هو انا»، ويدعى هذا الطيار هورست ريبرت، وقد توفي بعد الادلاء بشاهدته بفترة.

وروى الطيار الالماني انه اثناء عودته الى قاعدته، ابصر طائرة استطلاع فرنسية من طراز «لايتنبنغ بي 38» تحلق باتجاه مرسيليا، وقال: «لم ار الطيار، لكني علمت بعد ذلك ان الطائرة التي اسقطتها كان يقودها سانت اكزوبيري»، واضاف متأثرا مما فعل: «كنت أتمنى الا يكون هو... فقد نشأنا كلنا على قراءة كتبه».

لكن سؤالا بقي مدة طويلة يبحث عن جواب، ماذا كان يفعل سانت اكزوبيري بطائرته قبالة سواحل مرسيليا، علما ان مهمته الاستطلاعية كانت الى منطقة سافوي.

صور مهمة

وذكر البعض ان الطيار والكاتب الفرنسي لم يتمكن من تنفيذ مهمته بسبب سوء الاحوال الجوية، فقرر ان يحلق بين تولون ومرسيليا لالتقاط صور كانت ستكون مهمة للجيش الفرنسي لو نجح في التقاطها والعودة سالما، لذا قرر ان يخاطر في سبيل ذلك، اذ ان تلك المنطقة كانت تخضع لرقابة مشددة من سلاح الجو الالماني.

والتقط سلاح الاشارة الاميركي رسالة بعثها الطيار الالماني، يفيد بها قيادته بإسقاط الطائرة الفرنسية، لكن تلك الرسالة لم تنقل من الاميركيين الى حلفائهم الفرنسيين، بسبب صعوبة التواصل جراء اختلاف اللغة.

في عام 2004، نقلت اجزاء من طائرة سانت اكزوبيري الى متحف الطيران والفضاء في بورغيه.

لمحة ذاتية

انطوان سانت اكزوبيري طيّار وكاتب حاول في رواياته أن يعثر على معاني السلوكيات ويحلل القيم الأخلاقية في أوساط المجتمع المتحول بسبب التقنية الحديثة، يعتبر إصداره «الأمير الصغير» من أشهر قصص أدب الأطفال في العالم.

من أعماله الروائية الأخرى: أرض الرجال (1939)، وطيّار الحرب (1941)، لقي حتفه في أعقاب إحدى المهمات الاستطلاعية عام 1944، ولم يعثر على جثمانه إلا في سنة 1998م على الساحل الفرنسي قبالة مرسيليا، يقال إنه كان متذمراً من اللاأخلاقيات، ويحاول دوما إيجاد التفسير المناسب لكل سلوكيات المجتمع العصري. في إصداره «الأمير الصغير»، لم يكن يفصل بين الرسم والكتابة. وسمحت له هذه الرسوم بأن يلمس عن قرب الروح الإبداعية التي ساهمت في إعطاء هذه التحفة الأدبية الرائعة زخمها وقوتها.

يختصر الكتاب كلّ ما كان يهواه الكاتب أنطوان سانت اكزوبيري الذي يقول عنه أصدقاؤه إنه «لم يكن يهوى من الحياة سوى اللهو والغناء والرسم».

 من هذه الهواية تطالعنا رسوم كانت ولادتها نتيجة لقاءات وصداقات ومصادفات، وتمّ جمعها من حول العالم، مع رسائل كان وجَّهها إلى الأصدقاء والعائلة وتحمل تواريخ مختلفة، وتتوزع على قارات ومدن زارها الطيار المغامر».

(أ ف ب)

back to top