«الغانج» يُقدسه الهنود... ويخافونه

نشر في 28-07-2014 | 00:03
آخر تحديث 28-07-2014 | 00:03
No Image Caption
تعهد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، الذي احتفل بفوزه في الانتخابات على ضفاف نهر الغانج، بإزالة التلوث من هذا النهر المقدس في الهندوسية، الذي أصبح بمنزلة مكب نفايات ضخم.

ويعد الالتزام بتحسين حالة هذا النهر جريئاً بعض الشيء، حتى من قبل مسؤول معروف بطموحاته الكبيرة.

ومن شأن نجاح هذه المهمة أن يعزز من شعبية رجل السياسة هذا في أوساط مؤيديه الهندوس، ويدعم صورة المسؤول الحازم الذي قام بالترويج لها خلال حملته الانتخابية.

ويشتد هذا التحدي صعوبة خصوصاً في كانبور على بعد 500 كيلومتر من شمال نيودلهي المعروفة بصناعة الجلد.

وبات هذا النهر الذي يطهر من الخطايا، بحسب المعتقدات الهندوسية، أشبه بقناة كبيرة للصرف الصحي تصب فيها مخلفات خمسة ملايين شخص وملايين الليترات من النفايات الصناعية الكيميائية.

ولايزال الحجاج الهندوس يخاطرون بالاغتسال في هذه المياه التي تتخطى فيها نسبة القولونيات البرازية السقف المحدد لها بمعدل 200 مرة، بحسب السلطات المحلية.

لكن حماسة الحجاج بدأت تفتر شيئاً فشيئاً. وفيغاي نيشاد الذي ينقل الحجاج على متن زورقه في النهر منذ 15 عاماً أقر بأن التلوث بات يلقي بظلاله على نشاطاته.

وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية بأن "100 إلى 200 شخص أتوا للاستحمام في النهر اليوم، لكن لم يغطس أحد منهم في المياه بسبب الرائحة الكريهة الصادرة عن الأسماك النافقة".

ويمتد نهر الغانج على 250 كيلومتراً من شمال الهند في جبال الهيملايا إلى خليج البنغال. ويعيش على ضفافه نحو 400 مليون شخص، أي ثلث سكان الهند تقريباً.

ويعد موقع كانبور من المواقع الأربعة الأكثر تلوثاً في النهر، شأنه في ذلك شأن موقع فاراناسي، حيث انتخب مودي ليمثل هذه المدينة في البرلمان في مايو الماضي.

وأوضح راكش جايسوال مؤسس جمعية "إيكو-فراندس" في كانبور أن المدينة تولد 500 مليون ليتر من النفايات في اليوم الواحد، وليس في وسعها معالجة إلا 160 مليون ليتر.

وتعرف مدينة كانبور بمدابغها التي تصب مياهها السوداء السامة أو الزرقاء أو الصفراء مباشرة في النهر.

وقطاع صناعة الجلد في المدينة هو بمعظمه تحت إدارة مسلمين، ما يضفي طابعاً طائفياً على تعهد قطعته الحكومة بناء على مطالب قوميين هندوس.

وتتجلى تداعيات هذا التلوث في بلدة جانا الفقيرة في ضواحي كانبور.

وتعاني مالتي ديفي، وهي ربة منزل في الثالثة والثلاثين، مشاكل جلدية منذ انتقالها إلى المنطقة، شأنها في ذلك شأن عدة سكان ينسبون أمراضهم إلى المياه الملوثة.

back to top