علاج المدمنين... بالسلاسل والعصيّ!

نشر في 28-07-2014 | 00:04
آخر تحديث 28-07-2014 | 00:04
No Image Caption
نور رحمان، مدمن الحشيشة، فقد بصره بعد أن أمضى ثلاث سنوات وهو مكبل بسلاسل حديد في عيادة ملا باكستاني يدّعي أنه يساعد المدمنين على الإقلاع عن إدمانهم من خلال تثبيتهم على الأرض وتلاوة آيات قرآنية على مسامعهم.

وقال الشاب الثلاثيني في غرفة يقبع فيها آخر "مرضى" الملا إلياس قدري "كانوا يعاملون أسوأ من الحيوانات".

فعندما دهمت الشرطة الأسبوع الماضي هذه العيادة الواقعة في هاريبور على بعد 80 كيلومترا عن شمال إسلام أباد، عثرت على 115 مريضا مقيدين على الأرض.

وقد حرر أغلبية مرضى العيادة، لكن 20 مريضا تقريبا، من أمثال نور رحمان، لايزالون ينتظرون عائلاتهم.

ولمنعهم من الهروب والغرق مجددا في دوامة المخدرات، كان الملا يكبلهم ليلا نهارا، ولا يفك قيودهم إلا في بعض الأحيان كي يقصدوا المرحاض مثلا مكبلين اثنين اثنين مع "سجناء" آخرين.

وكان الملا يبرحهم ضربا في حال تجرأوا على الاشتكاء.

وأخبر نور - الذي فقد بصره بعد سنتين في هذه العيادة - "إنه كان يعذبنا لدرجة أن بعض المرضى باتوا يعانون اضطرابات عقلية".

وأضاف: "لعل ذلك ناجم عن الضغوط النفسية والتوتر"، فضلا عن قذارة المكان.

وكان نور والد الأولاد الثلاثة قد أتى إلى العيادة برفقة شقيقه، لكنه لم يتصور يوما أنه سيصبح سجينا فيها ومعوقا. وهو يلوم عائلته، شأنه في ذلك شأن أغلبية السجناء، متهما شقيقه بأنه أراد التخلص منه ليحصل على أراضيه.

وقال شفيع الله، وهو لاجئ أفغاني لايزال مكبلا مع سجين آخر، بانتظار عائلته "كان الملا يفك قيودنا عندما كان بحاجة إلينا للقيام بأعمال بناء. فنحن الذين شيدنا هذه الجدران"، وأيضا لتحضير الطعام وتنظيف العيادة.

وبات إدمان الهيروين سائدا في باكستان، حيث توفر هذه المخدرات بسهولة وبأسعار بخسة.

وباتت البلاد تضم أكثر من 4 ملايين مستهلك للقنب الهندي وأكثر من 860 ألف مدمن هيروين، أي ضعف الأعداد المسجلة في العام 2000، وفق الأمم المتحدة.

وتقدم العيادات المتوافرة للإقلاع عن الإدمان علاجات قديمة الطراز من دون مواد بديلة للتعويض عن الإدمان، حتى أن بعض العيادات تعزل المرضى في زنزانات.

لكن الملا قدري كان يكبل مرضاه.

وقد أدت شكوى تقدمت بها عائلة أحد المرضى إلى توقيف الملا الذي لايزال يدافع عن منهجيته.

وصرح شفيع الله "كان يكبلنا ويضربنا بالعصي. ولا دخل لكل ذلك بالإسلام".

(أ ف ب)

back to top