طعامك يؤثّر على ساعتك البيولوجية

نشر في 28-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2014 | 00:01
No Image Caption
الطعام لا يغذي الجسم فحسب بل إنه يؤثر على ساعته البيولوجية الداخلية التي تنظم الإيقاع اليومي لجوانب متعددة من سلوك البشر ووظائفهم البيولوجية.
طرح باحثون في مجلة {الصحافة الخلوية} أفكاراً جديدة مفادها أن تعديل الساعة البيولوجية عبر تغيير الحمية الغذائية قد يساعد المرضى المصابين بمشاكل متنوعة، وقد أثبتوا أن الأنسولين قد يكون مرتبطاً بإعادة ضبط ساعة الجسم.

تؤدي الساعة البيولوجية الداخلية دوراً مهماً في تحديد أوقات النوم المفضلة ولحظات اليقظة القصوى وتوقيت بعض العمليات الفيزيولوجية. تلك الساعة تنتج أقصى درجات التعبير الجيني في الأوقات المناسبة من اليوم، ما يسمح للكائنات الحية بالتكيف مع دوران كوكب الأرض. يقول د. ماكوتو أكاشي من جامعة ياماغوتشي في اليابان: {عدم الاتساق المزمن بين الإيقاعات الفيزيولوجية والبيئية لا يضعف الأداء الفيزيولوجي فحسب بل إنه يرفع خطر الإصابة باضطرابات متنوعة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل النوم والسرطان}.

تشمل الساعة البيولوجية ممرين أساسيين. تم تحديد مواصفات الممر الأول الذي يتفاعل مع الضوء بدقة. أما الممر الثاني الذي يتفاعل مع الغذاء، فلم يفهمه العلماء بالقدر نفسه. من خلال إجراء تجارب على الخلايا والفئران، اكتشف د. أكاشي وزملاؤه، عبر استعمال زرع الخلايا، أن الأنسولين (هرمون البنكرياس الذي يفرزه الجسم بعد الأكل) ربما يكون مرتبطاً بإعادة ضبط الساعة البيولوجية: {في المسائل المرتبطة بالغذاء، قد تسمح مرحلة تعديل ساعة الجسم بواسطة الأنسولين بالتنسيق بين وقت الطعام ووظيفة الأنسجة، ما يعزز فاعلية عملية الهضم وامتصاص المغذيات. باختصار، قد يساعد الأنسولين ساعة المعدة على التنسيق مع أوقات وجبات الطعام}.

توفر النتائج التي توصل إليها الباحثون معلومات قيّمة عن طريقة تعديل الساعة الداخلية عبر التلاعب بالحمية الغذائية. يوضح د. أكاشي: {عند مواجهة مشاكل أثناء السفر بسبب فارق التوقيت بين البلدان، يجب أن يكون العشاء غنياً بمقادير تعزز إفراز الأنسولين، ما قد يؤدي إلى وصول الساعة الداخلية إلى مرحلة متقدمة قبل أوانها، بينما يحصل العكس على الفطور}.

 تشير النتائج أيضاً إلى أن تعديلات ساعة الجسم عبر الغذاء قد لا تنجح عند الأفراد المصابين بمشكلة مقاومة الأنسولين، وهي حالة شائعة عند المصابين بالنوع الثاني من السكري. كذلك، تبرز آثار جانبية مرتبطة بالساعة البيولوجية عند معالجة المرضى بالأنسولين.

back to top