مدن عماد جبرايل... من غزة إلى دبي

نشر في 28-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 28-07-2014 | 00:02
بات لافتاً حضور الفن على الإنترنت، وإضافة إلى المزادات ثمة المعارض والمتاحف، والتجارب الفردية التي تعبِّر عن شخصيات لها موقفها في الحياة والسياسة والمدينة والمجتمع. عماد جبرايل اختار أن يكون الإنترنت ملاذ أفكاره.
تخرج عماد جبرايل في جامعة AUST العام 2013، حين عرض موضوع علاقة التصميم بالأنظمة، وجد السبيل في الرسوم الإيضاحية للهروب من التسويق. بعد تخرجه، زادت علاقته بالسياسة، وجد لنفسه ملاذاً أسماه {مية مدينة} (أي مئة مدينة بالعامية... أو تعرف إلى مدينة بحسب ترجمة كلمة meet من الإنكليزية)، وانشأ صفحة مدينته الخاصة في فيسبوك وموقع {تامبلر}.

يقدم جبرايل على صفحته تعريفاً للمدينة: {مدينة لا ذكر ولا أنثى، هي حصيلة تجارب وتناقضات. كلنا {مدينة} وهي الكل فينا، عربية برموش طويلة ولحى أطول، هي تقليدية بفصام كل شرقي، متّقدة هجينة لكنها غير قابلة للثورة}. ينشر جبرايل على صفحته رسوماً لمدن عربية فيها تناقضات كثيرة، يحيك منمنمات في تفاصيل صورها وتعكس أجواء المدن التي زارها، يرسم عن عزة {أرقصي}... ارقصي على أطلال الخيانة، ارقصي على ايقاع دك البنادق وهتك الأعراض. ارقصي فالرقص في غزة مشروع تماماً كالمقاومة غير المقاوِمة. ميلي يميناً ويساراً، ميلي خائنةً ومناضلة، ميلي، دوري وانتشي تطبيع، تمتمت غاضبةً، فوضبت حقائبها وغادرت {مدينة} المدينة}.

روائح الطفولة

 من أجواء غزة والبنادق ينتقل إلى ذكريات دمشق «إنه المكان العابق بروائح الطفولة، هناك حيث الأطفال ياسمين الحارات، وينتمي أكثرهم الى الوساعة والرحب... هناك دمشق. وصلت «مدينة» مثقلةً بما مرّ عليها من تجارب جعلتها غير قادرة على الحراك؛ لكنها المدينة الخطأ، فللكرسي هناك مفهوم آخر غير ذاك المقرون بالراحة بعد عناء. كراسي دمشق مضمّخة بالدم، مزركشة بآلاف الجياع، كراسي دمشق تعاند حد آخر جيفة، وآخر رغيف خبز. لم ترد «مدينة» لنفسها الجلوس حيث لا مدة صلاحية لفعل الجلوس، فهربت مستنجدة».

 ثم يقفز الى مدينة جونية اللبنانية «هناك حيث الشمس تشرق على عجل، ثملة، مزهوة، هناك حيث تجتمع الأضداد، وصلت إلى المكان الملجأ، إلى جونية عاصمة اليمين المسيحي لأكثر من عقد تسعينيّ. يوم كانت بيروت تزحف بما تبقى، بل بمن تبقى ممن هجرها لاهثاً وراء ترف كسروان، توّاقاً إلى شمس «الهوليداي». لم تجد «مدينة» في جونية شمساً تلبسها ولا قمراً تحاكيه، لم تجد غير أقفاص يسكن بعضها جنّ أشقر والبعض الآخر شديد الوحشة، فحملت حقائبها ومشت».

 وتصل رحلة المدن إلى دبي يكتب عنها بعنوان «تائهة في دبي»: «في خضم كل ما مرت به، لـ{مدينة» أحلام كأحلام كل نيو-عربي. دبي... المكان الحلم حيث اجتمعت حضارات العالم لإثبات جبروت الأسود. دبي مدينة سكنتها «مدينة».

يستفيد جبرايل في أعماله من تجارب الآخرين ويصفي عليها تجربته الخاصة وموقفه الجامع بين السياسة والحبر وبين ذاكرة المكان ومناخه.

back to top