كنائس غزة تفتح أبوابها للمسلمين لإقامة الصلاة والافطار

نشر في 26-07-2014 | 14:53
آخر تحديث 26-07-2014 | 14:53
No Image Caption
يقول أحد سكان غزة محمود خلف، أن رفع الصلوات خمس مرات يومياً على مقربة من أيقونة للمسيح في إحدى كنائس هذه المنطقة الفلسطينية، تجربة أقل ما يقال فيها أنها غير مألوفة.

لكن منذ بدأ الجيش الاسرائيلي بقصف حي الشعف الذي يسكنه شمال هذه المنطقة الصغيرة التي تبلغ مساحتها 360 كلم مربع، لم يعد متاحاً له إلا اللجوء إلى كنيسة القديس بروفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة القديمة.

وقال هذا المسلم الفلسطيني الذي يبلغ السابعة والعشرين من عمره "يفسحون لنا المجال للصلاة وقد أدى ذلك إلى تغيير نظرتي للمسيحيين، لم أكن أعرفهم معرفة حقيقية، لكنهم باتوا أشقائي"، مضيفاً بأن "المحبة بين المسلمين والمسيحيين تكبر هنا".

ويداعب محمود خلف بعصبية سبحته، لكنه يعرب في الوقت نفسه عن ارتياحه للجوء مع 500 مهجر آخر إلى هذه الكنيسة التي لم يكن أحد يتخيل أنها يمكن أن تتعرض للقصف.

وقد بدأ يعتاد على الصلاة في مكان عبادة لدين آخر، وخلال شهر رمضان أيضاً الذي ينتهي أواخر يوليو.

ويتجه يوميا إلى القبلة، ويتلو آيات من القرآن ويسجد، كما لو أنه يفعل ذلك في مسجد.، ويولي الكهنة وأبناء رعية القديس بروفيريوس ضيوفهم عناية خاصة.

ويقول محمود خلف أن "المسيحيين لا يصومون لكنهم بالتأكيد يحرصون على ألا يأكلوا أمامنا خلال النهار، ولا يدخنون ولا يشربون عندما يكونون معنا".

لكنه يعترف بأن من الصعوبة التمسك بمظاهر التقوي عندما تتساقط القذائف كالمطر، ويقتل 900 فلسطيني معظمهم من المدنيين ويشكل الأطفال عدداً كبيراً منهم.

وأضاف "في الأوقات العادية، أنا مسلم يمارس فروضه الدينية، لكني دخنت خلال رمضان، ولا أصوم بسبب الخوف والتوتر الناجمين عن الحرب".

العيد

وقالت صابرين الزيارة المسلمة التي تعمل منذ عشر سنوات خادمة في كنيسة القديس بروفيريوس أن "المسيحيين والمسلمين سيحتفلون على الأرجح بالعيد معاً هنا"، وأضافت "لكن هذه السنة، لن يكون العيد احتفاء بانتهاء الصوم بل سيكون عيد الشهداء".

وعلى رغم أجواء التعايش والتسامح، تبقى الكنيسة التي تظللها مئذنة المسجد المجاور وسط ساحة القتال، وتبقى التوترات حادة.

فوصول المساعدات يتسبب في اندلاع شجار بين النساء والأطفال الذين يهرعون للإستيلاء على الأكياس التي تحتوي على الخبز والماء، والتي يحاول متطوعون من الكنيسة توزيعها بطريقة منظمة قدر الامكان.

وفيما تتردد أصداء الانفجارات في أماكن قريبة، يقع خلاف بين أسقف الروم الأرثوذكس اليكسيوس وأحد المتطوعين لمعرفة من يسمح له بالدخول إلى الكنيسة على ما يبدو.

واصيبت الثلاثاء المقبرة القريبة بالقذائف وتناثرت الشظايا على المباني، لكن القذائف لا تميّز: فالمقبرة المسلمة المواجهة أصيبت أيضاً بصاروخ اسرائيلي.

ويبلغ عدد أفراد الطائفة المسيحية في غزة 1500 نسمة، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من أصل 1,8 مليون مسلم، ولم يبق سوى 130 كاثوليكياً.

والتعايش ليس ودياً على الدوام، فقد تعرضت الأقلية المسيحية لهجمات عدة نسبت إلى المتطرفين الاسلاميين ودانتها حركة حماس التي تسيطر على غزة، لكن التجربة الناجمة عن تلقي القذائف يعزز الروابط.

back to top