العراق: الكرة في «الملعب الشيعي» والسيستاني يدعو لعدم التشبث بالمناصب

رحب المجتمع الدولي، أمس، بانتخاب فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية العراقية، وحث العراقيين على المضي في تطبيق الدستور وتشكيل حكومة جامعة وتوافقية.

وبعد انتخاب معصوم الذي سبقه انتخاب سليم الجبوري رئيساً لمجلس النواب، انتقلت الكرة إلى الملعب الشيعي حيث يتعرض "التحالف الوطني" الذي يضم جميع الأحزاب الشيعية إلى ضغوط متزايدة لترشيح شخصية توافقية لرئاسة الحكومة، واستبعاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نوري المالكي.

وبحسب العرف في العراق، فإن رئاسة الجمهورية من حصة الأكراد ورئاسة المجلس النيابي من حصة السنة ورئاسة الحكومة من حصة الشيعة. وينص الدستور على اختيار رئيس للوزراء بعد 15 يوماً من اختيار رئيس الجمهورية.

وفي هذا السياق، دعا المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، أمس، الزعماء السياسيين إلى عدم التشبث بمناصبهم، في إشارة يبدو أنها موجهة إلى المالكي، الذي لايزال متمسكاً بولاية ثالثة رغم تزايد الرفض له.

وقال السيستاني، في خطبة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني، وألقاها وكيل المرجعية الشيخ عبدالمهدي الكربلائي: "الحكومة الجديدة يجب أن تحظى بقبول وطني واسع حتى تتمتع بالقدرة على تجاوز تحديات المرحلة المقبلة ومعالجة الأخطاء المتراكمة، وتكون متمكنة من لم الصف الوطني بأقصى ما يتاح من الفرص من مكافحة الإرهاب ودرء خطر التقسيم والانفصال".

وأشار الكربلائي إلى أن "خطورة هذه المرحلة من التاريخ تحتم على الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية التي تتطلب استشعار التضحية، وعدم التشبت في المواقع والمناصب، بل التعامل بواقع ومرونة مع تقديم مصالح البلد والشعب على بعض المكاسب حتى يمكن كسر الجمود السياسي ويتمكن العراق من مواجهة الأخطار والإرهاب".

في سياق آخر، واصل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف سابقاً بـ"داعش" إجراءاته المتشددة في المناطق التي يسيطر عليها في العراق. وبعد طرده المسيحيين وفرضه الختان على النساء، ومنعه السجائر، حذر التنظيم أمس نساء مدينة الموصل من أنهن سيتعرضن لأشد العقاب إذا لم يرتدين "الحجاب الشرعي" الذي يغطي الوجه بالكامل، وذلك في بيان أذيع في المساجد.

كما قام التنظيم في اليومين الماضيين بتدمير عشرات المراقد والمزارات والمساجد في الموصل وكركوك، فيما يواصل إحكام سيطرته على المناطق التي أعلن قيام "دولة الخلافة" عليها، والتي تمتد من محافظة نينوى في العراق إلى محافظة الرقة في سورية.

(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)