امتلاك اللا شيء

نشر في 26-07-2014
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
 عقيل فيصل تقي كثيراً ما يراودني هذا السؤال: ماذا نمتلك نحن، وما الأمور التي تميزنا عن غيرنا؟ فلم أجد إجابة تذكر، لست متشائما لكن لنعرف حقيقة أمرنا المر، لنصارح أنفسنا حتى نخرج من دوامة الانحدار، فنحن نتحدث عن الماضي الجميل للتهرب من حاضرنا المر، ولم نفكر لوهلة بالتخطيط للمستقبل الذي سيكون أشد مرارة، لنسأل أنفسنا وبالأخص أبناء جيلي والجيل الذي يسبقنا:

 ماذا قدمنا لهذا الوطن الذي انحدر بعهدنا من بعد جيل الأجداد؟ هل حافظنا عليه فعلا وساهمنا في تقدمه؟ وهل أصبح التعليم عندما حملنا أمانة هذا الوطن في مصاف الدول المتقدمة أم أنه أصبح في أدنى المراتب؟ وهل تم نشر ثقافة الإبداع والتمييز أم أن ثقافة الغش والاتكال هي التي انتشرت؟ أين تلك الكفاءات التي لطالما سمعنا الجميع ينادي بها؟ أما زالت موجودة أم هربت بسبب الإدمان المفرط لفيتامين "واو" وزرع ثقافة المحسوبية التي زرعناها في أنفسنا بسبب المجاملات الاجتماعية والقبلية والطائفية التي نزرعها حاليا في أبناء الجيل القادم؟ اعذروني على قساوة الكلام لكننا نخدع أنفسنا كثيراً، ولا بد أن نعي الواقع الذي نعيشه، ونعترف بالتمثيليات التي نعيشها يوميا، فنحن نتفنن في المجاملات وخداع النفس، ونتباهى بالمثالية، فكيف لمجتمع يدّعي أنه محافظ وتكثر فيه الجرائم الأخلاقية وينخر الفساد في كل مؤسساته؟ فلا يعقل أن يكون مجتمعا بهذا الحجم الصغير ويكثر فيه سراق المال العام بنسب مضاعفة عن المجتمعات الأكبر منا حجماً، وتتكدس أموال الشعب في جيبوهم من دون حساب.

 فإلى متى التجاوزات الحاصلة في مشاريع خطة التنمية التي يفترض أن تكون مشيدة من دون محاسبة المتسبب في التأخير أو بالأحرى المستفيد من وراء هذا التأخير، وفي المقابل نرى مشاريع الدول الأخرى تشيد وتنجز في أوقات قياسية؟ وكيف لمجتمع أن يفتخر بنفسه وهو في تراجع مستمر عاماً بعد عام من دون أن يقوم بعمل ما سوى الكلام، وإن كانت هناك تحركات تذكر فهي ردود أفعال تجاه قضايا معينة، وتخمد بعد فترة وجيزة؟ إن الأفعال أقوى من الكلام، وسئمنا من تكرار الكلام، ومفتاحنا للتقدم والازدهار هو أفعالنا وعملنا الجاد لنهضة الوطن، أو أن نستمر على حالنا ونقع في الهاوية.

back to top