مع الله ... و«الجريدة»

نشر في 26-07-2014
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
لم يدر في خلدي يوماً ولم أخطط لكتابة مقال صحافي منتظم، والآن ولله الحمد أكتب في صحيفتين مختلفتين وباللغتين العربية والإنكليزية مقالات منتظمة، وأسأل الله أن يعينني ويجعل كل حرف أكتبه شاهداً لي لا عليّ، وأن أكون عند حسن ظن القارئ.
 يوسف عوض العازمي مع ذكر الله رب العالمين، ولا إله إلا هو، أبدأ بكتابة هذه الكلمات لك بالذات يا قارئي العزيز، ففي مثل هذه الأيام قبل ثلاث سنوات بدأت الكتابة في "الجريدة"، ومنذ ذلك اليوم التاسع والعشرين من الشهر السابع لسنة 2011، ومقالي الأسبوعي متواصل معك، (توقفت ممكن ثلاث أو أربع مرات فقط).

قد تفاجأ بأن تجربة الكتابة الصحافية لم تكن تستهويني، حيث كنت مكتفياً بالكتابة في أماكن وطرق أخرى كانت ترضي طموحي الكتابي آنذاك، وتلبي رغبات قلمي البسيط، لكن بعد الكتابة في "الجريدة" تغيرت نظرتي، وبدأت أشعر بالمسؤولية قبل كتابة أي موضوع أو حتى عبارة أو كلمة، وللحق كنت أجد مساعدة ومساندة من الأساتذه الكرام في قسم المقالات، وأهمية المساندة أنها كانت فنية ومهنية، فمع وجود أساتذة بمهنية عالية كنت وكأني في مدرسة صحافية راقية، تعلمت منهم الكثير، وكم من مقال تم تصويبه وتصحيحه إلى أن يظهر بشكل مناسب للنشر، حيث الدعم الممتاز للكاتب وكأنهم يصنعون كتّاباً صحافيين (التصويب كان مهنياً بحتاً).

بعد ثلاث سنوات أشعر وكأني أحبو في عالم الكتابة، ثلاث سنوات ليست قليلة لكنها لا تكفي لخلق كاتب مميز، صحيح أن الموهبة والرغبة تساعدان لكن إلى الآن أشعر برهبة كتابة المقال الأول، ولا أزال في أول الدرب في طربق طويل يتطلب نفساً طويلاً وقراءة مستمرة.

وللحق لم يتدخل أحد في نوعية المقالات، وللأمانة لم أواجه أي توجيه من هذا النوع، وأتذكر أنه تم الاعتذار بأدب عن نشر إحدى المقالات وهو أمر أقدره تماماً، فقد تعاملت مع أساتذة استرشدت بهم بتقنيات الكتابة وأساليبها من خلال توجيهاتهم ونصائحهم، ولن أنسى الجهد الكبير للزملاء في قسم المقالات، والأستاذ خالد هلال المطيري رئيس التحرير، فلولا الله ثم هؤلاء لما وجدت وتشرفت بهذه المطبوعة الرائعة، فلا أملك إلا الشكر والتقدير والدعاء لهم في هذه الأيام المباركة.

من الملاحظات التي لفتت انتباهي الزميلة السابقة الدكتورة نادية القناعي، حينما تساءلت عن عنوان صفحة إضافات، ولماذا لا يتغير اسمها، وتكون مثل صفحات المقالات اليومية، وأتذكر رد عليها بنفس المقال الأستاذ عصام رئيس القسم، بمعنى أنه علينا استشفاف آراء الكتّاب، وللأمانة أرى أن رأي الدكتورة وجيهاً، وأتمنى أن يتم النظر فيه.

وكنت أركز في مقالاتي على الشؤون السياسية الدولية، حيث المجال واسع للكتابة وكثرة المواضيع المستحقة للكتابة عنها، والحرية في الرأي، وللأسف في الكويت وبعد أكثر من خمسين عاماً على الدستور، لا تزال كثير من الأفكار حساسة ومنغلقة، ويمكن أن أستثني الحكومة من ذلك لكن بلا فائدة، فهي على طريقة "قولوا ما تشاؤون ونفعل ما نشاء"!

من المؤلم بعد كل هذه السنين الطويلة من الهامش الواسع للحرية أن نرى عقولاً من فئة "من ليس معي فهو ضدي"! وهناك من يظن أن الحرية هي قلة الأدب والتشهير بسمعة الأشخاص والشتم والبذاءة! يقابلهم نماذج من المسؤولين يطبقون طريقة "لا أسمع لا أرى لا أتكلم"، في تعاطيهم مع الملاحظات والانتقادات، وهنا أتذكر الكلمة الحكيمة لسمو الأمير- حفظه الله ورعاه- قبل يومين حين شدد على قول ما يرضي الضمير، وعفة اللسان.

ولم أندم على أي كلمة كتبتها لأن المصلحة العامة هي المسطرة التي قست عليها الأمور، وفي النهاية لا بد من أخطاء في الطرح والتحليل وحسبي، إن وجدت، أنها لم تكن متعمدة أبداً.

 ولم يدر في خلدي يوماً ولم أخطط لكتابة مقال صحافي منتظم، والآن ولله الحمد أكتب في صحيفتين مختلفتين وباللغتين العربية والإنكليزية مقالات منتظمة، وأسأل الله أن يعينني ويجعل كل حرف أكتبه شاهداً لي لا عليّ، وأن أكون عند حسن ظن القارئ، ولاغنى لي عن الملاحظات والانتقادات البناءة، فلا كمال إلا لله سبحانه.

قال تعالى: "وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً". حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.

back to top