صدمة المونديال المرتقبة في روسيا

نشر في 26-07-2014
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
لن تكون تكلفة استضافة كأس العالم 2018 في روسيا بسيطة، فبعد إنفاق نحو 50 مليار يورو على الألعاب الشتوية في سوتشي تقدر وزارة الرياضة الروسية تكلفة استضافة مباريات كأس العالم بـ30 مليار يورو.
 شبيغل تريد موسكو أن تجعل من روسيا "مركزاً للرياضة في العالم" ولكن التكلفة وراء ذلك الهدف سوف تكون باهظة، وقبل أربع سنوات على مباريات كأس العالم في سنة 2018، ترتفع التكلفة بقوة في الدولة المضيفة، مع وصول تكلفة كل إستاد من الاثنين الأكثر أهمية إلى ما يزيد على مليار يورو.

عندما أطلق الحكم الإيطالي نيكولا ويزولي صفارة البدء في نهائيات كأس العالم في مدينة ريو دي جانيرو كانت شخصية ذات اهتمامات هامشية بكرة القدم تجلس في قسم كبار الشخصيات: فلاديمير بوتين، وهذا الرئيس الروسي لا يخفي أنه ليس من كبار المشجعين، فهو يفضل مشاهدة مباراة هوكي الجليد على لعبة كرة القدم.

وعلى الرغم من ذلك فقد حضر نهائيات البرازيل لأن بلاده سوف تستضيف مونديال كأس العالم في سنة 2018، وسوف تكون تلك المرة الثالثة التي تستضيف روسيا فيها مناسبة رياضية من مستوى عالمي خلال هذا العقد، وذلك بعد بطولة العالم للجمعية الدولية للاتحادات الرياضية في سنة 2013، وكذلك الألعاب الشتوية الأولمبية التي جرت في وقت سابق من هذه السنة في سوتشي، وإضافة إلى ذلك فإن من المقرر أن تشهد روسيا أول سباق لسيارة فورمولا 1 في سوتشي خلال شهر أكتوبر المقبل، وقال وزير الرياضة الروسي فيتالي متكو إنه يريد أن يجعل من روسيا "مركزاً للرياضة في العالم".

إظهار قوة روسيا

تمثل استضافة الأحداث الرياضية طريقة لإظهار قوة روسيا، كما أنها توفر لذلك البلد فرصة الدفع نحو تحديث بنيته التحتية التي يحتاج إليها بشدة، ويذكر أن 7 ميادين من أصل 12 ميداناً تم التخطيط لاستخدامها في مباريات كأس العالم يجب أن تشيد و2 في حاجة إلى تجديد، ولن تكون التكلفة بسيطة، وبعد إنفاق نحو 50 مليار يورو (68 مليار دولار) على الألعاب الشتوية في سوتشي تقدر وزارة الرياضة الروسية تكلفة استضافة مباريات كأس العالم في سنة 2018 بـ30 مليار يورو، ويمثل هذا الرقم ضعف ما أنفقته البرازيل على مونديال هذه السنة.

وتفترض هذه الأرقام عدم حدوث ارتفاع في التكلفة خلال الفترة المقبلة، ولكن التكلفة بدأت بالازدياد نتيجة التخطيط السيئ واحتمالات الفساد، وفي حقيقة الأمر توصل باحثون في جامعة زيوريخ إلى استنتاج مفاده أن مونديال كأس العالم في روسيا سوف يكون الأكثر تكلفة على الإطلاق، وذلك على أساس السعر للمقعد الواحد.

وفي ما يلي مقارنة بين روسيا وبعض الدول الأخرى:

- كوريا الجنوبية – اليابان 2002: نحو 6000 دولار للمقعد

- ألمانيا 2006: 3200 دولار

- جنوب إفريقيا 2010: 5000 دولار

- البرازيل 2014: 6500 دولار

- روسيا 2018: 11500 دولار

ومن المتوقع أن يكون استاد كأس العالم في سانت بطرسبرغ الأعلى تكلفة، مع وصول الرقم إلى نحو 16500 دولار لكل واحد من مقاعد المتفرجين التي يقارب عددها الـ70000، وقد بدأت أعمال البناء في استاد المدينة منذ سنة 2007 وكان من المقرر له أن ينجز في نهاية سنة 2008 ولكنه تأخر، كما أن التكلفة ارتفعت بشدة: كان يفترض أن تبلغ 415 مليون دولار، ولكن التقارير الحالية تشير إلى وصولها إلى 1.2 مليار دولار، وقد تحدد موعد الافتتاح في سنة 2016، وحتى تكون في الجانب الآمن درست مدينة سانت بطرسبرغ إمكانية بناء استاد دعم أو احتياط يتسع لـ25000 مقعد، وهو موقع يمكن أن يستخدم عندئذ من الفريق الثاني لنادي منتخب زينت سانت بطرسبرغ الروسي بعد تلك الألعاب.

مشاكل بالجملة

مشاكل استاد سانت بطرسبرغ ليست وحيدة أو منعزلة، وفي شهر ديسمبر الماضي أذهل تقرير نشرته صحيفة فيدوموستي الرأي العام بالحديث عن احتمال ارتفاع تكلفة التجديد في إستاد موسكو الأولمبي التي كانت مقدرة في الأصل عند 2.5 مليار دولار، وقد تقلصت الخطط في هذا الشأن منذ ذلك الوقت مع توقعات بأن تنخفض إلى 650 مليون دولار فقط.

وتكمن المشكلة الأخرى في أن العديد من الملاعب لن يستخدم بكثرة بعد دورة الألعاب، ومن المتوقع أن يتسع أصغر ميدان في كأس العالم لـ42000 متفرج، في حين يبلغ متوسط عدد حضور مباريات المنتخب الروسي نحو 12000 متفرج، وقال مارتن مولر وهو بروفيسور في جامعة زيوريخ "مع قتامة الوضع الاقتصادي الروسي يتوقع أن يشكل كـأس العالم 2018 ثقلاً مرهقاً بالنسبة إلى التنمية الاقتصادية الروسية من خلال سوء مخصصات الموارد النادرة والقليلة".

من جهته حاول وزير الرياضة الروسي في الآونة الأخيرة وضع حد للزيادة في التكلفة قائلاً إن تكلفة أي استاد يجب ألا تتجاوز نحو 440 مليون دولار، وقد ثارت شركات البناء النافذة ضد هذا الطلب وخاصة جينادي تيمشنكو وهو صاحب شركة سترويترانسغاز الروسية للهندسة والبناء.

وتطالب تلك الشركة بنسبة أموال تصل إلى 35 في المئة زيادة عن العرض الذي طرحه وزير الرياضة، ومن غير الواضح ما إذا كان الوزير سوف يفرض قراره، وكان الوزير انضم إلى حاشية بوتين وهو من معارفه المقربين منذ سنوات عديدة.

وعندما منحت فيفا مونديال كأس العالم إلى روسيا في سنة 2010 قال أحد كبار مستشاري الرئيس ديمتري ميدفيدف يومذاك "لنحاول تفادي الفساد في هذه المرة"، ولكن يبدو أن هذا ليس أكثر من مجرد أمل زائف.

بنجامان بيدر

back to top