الدراما المصرية تخفف انتقاداتها لأجهزة الأمن

نشر في 26-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
عمدت السلطات المصرية في الآونة الأخيرة الى منع أعمال عدة، منها عرض مسلسل «أهل الإسكندرية»، الذي يصور ضابطا فاسدا في الشرطة.
تشهد الدراما المصرية لموسم رمضان لهذا العام تراجعا في انتقاد الشرطة ووزارة الداخلية مقارنة مع ما كان عليه الحال في العامين السابقين اثر ثورة 25 يناير، في الوقت الذي تحاول فيه السلطات تحسين صورة أجهزة الامن التي كانت تجاوزاتها من ابرز اسباب اندلاع الثورة.

فففي العامين السابقين، قدمت الدراما المصرية مسلسلات هاجمت اجهزة وزارة الداخلية بحدة، منها: "طرف ثالث، فرتيجو، الهروب، تحت الارض".

وكانت الدراما قبل ثورة 25 يناير في حال تعرضها لقضايا لها علاقة بوزارة الداخلية باجهزتها المختلفة تتعرض "لرقابة صارمة تتيح للوزارة منع ما تراه غير مناسب"، بحسب الناقد طارق الشناوي.

ويقول الشناوي ان "الامور التي كانت ترفضها الرقابة هي الحديث عن فساد أو ممارسة تعذيب في اقسام الشرطة، وبعد عامين من التساهل في هذا المجال، عادت الرقابة بشكل اكثر تشددا".

وتتوقع الناقدة علا الشافعي ان "تتشدد الرقابة في السنوات المقبلة وصولا الى فرض صيغة محددة على الدراما". وعمدت السلطات في الآونة الأخيرة الى منع اعمال عدة، منها عرض مسلسل "أهل الاسكندرية"، الذي يصور ضابطا فاسدا في الشرطة. واشار كاتب السيناريو بلال فضل حينها إلى ان المسلسل لن يعرض بسبب "ضغوط أمنية".

وتقول الشافعي ان "منع عرض مسلسل أهل اسكندرية لا يعود فقط الى التعرض لشخصية ضابط الشرطة الفاسد، بل يستهدف ايضا الفنانين أصحاب الموقف السياسي الواضح الذين يشاركون في بطولة العمل".

وتتناول مسلسلات عدة لهذا الموسم دور رجل الشرطة، مثل "تفاحة آدم"، و"عد تنازلي"، و"الصياد"، و"ابن حلال". وتحدث بعض هذه الاعمال عن اخطاء معينة لدى رجال الشرطة، لكن مع تغليب الناحية الايجابية على الاجهزة الامنية بشكل عام.

ويبقى الانتقاد الاكبر لدراما هذا الموسم للفساد الذي تصوره بعض المسلسلات مدخلا لاختراق جماعة الاخوان المسلمين صفوف الأمن كما في "تفاحة آدم"، او لسيطرة أهل النفوذ كما في "ابن حلال"، مع التشديد على تصوير ان التجاوزات لا تشكل حالة عامة وهي قابلة للاصلاح من داخل الاجهزة نفسها.

وينتقد "عد تنازلي" العنف الذي تمارسه أجهزة الأمن مع من يشتبه فيهم بأنهم اسلاميون متشددون، ويصور ان هذا العنف مع ابرياء دفعهم في ما بعد ليصبحوا فعلا متشددين. لكن المسلسل يشدد على تصوير ضابط في مكافحة الارهاب يقوم بعمله بشكل انساني.

ويعرض في موسم رمضان لهذا العام نحو 38 مسلسلا مصريا، ما يشكل تراجعا عن العام الماضي الذي عرض فيه 45 مسلسلا تمحورت بمعظمها حول السياسة والثورة والاسلام السياسي والتشدد الديني.

(القاهرة -أ ف ب)

back to top