«محاكمة إسلام»... كتاب يواجه اتهامات الغرب

نشر في 26-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
No Image Caption
يقف الإسلام اليوم موضع الاتهام أمام العالم، وكأنه المسؤول الأول والأخير عن الجرائم التي تحدث من قبل الإرهابيين، وأن الإسلام هو المُحرِّض على فعل تلك الجرائم الإرهابية، هذا ما تناوله كتاب "محاكمة إسلام" من أجل تبصير الناس والأمة على جميع مستوياتها من خطر التفرق، وما ترتب على تمكين الشياطين من الإنس ومن إثارة الفتن والصراعات المدمرة، بهدف إضعاف الأمة الإسلامية وتركيعها، تمهيداً لشن حرب عالمية عليها.

ودعا مولف الكتاب الدكتور حسين اللبيدي إلى الدفاع عن الإسلام، لكونه المعبر عن هويتنا والمنقذ لنا في الدنيا والآخرة من خلال حوار هادئ وهادف لإظهار وجه الإسلام الحضاري.

وتناول الكتاب في فصله الأول حواراً من نسج خيال الكاتب على حد قوله في مقدمته بين شاب مسلم وآخر مناهض للإسلام، وتطرق حوارهما إلى ما هو الإسلام، وأزمة التكفير بين المسلمين، وصولاً إلى قضية الجهاد في الإسلام، وامتزج الحوار بحالة من الهدوء دون انفعال .

واستطرق الكتاب عدة قضايا في فصول، كانت محل جدل المستشرقين في الغرب على شريعة الإسلام، منها القصاص، وبرهن على أن الإسلام أقر القصاص لأنها أبلغ في الردع، وما يترتب على ذلك من حفظ للسلام وصون للدماء وقطع اليد للسارق صونا لأملاك المسلمين، وغيرها، حتى يأمن المسلم على ماله ودينه، ومع ذلك فإن الإسلام لم يكن قاطعا تماماً في هذا الحد، بل قسمه إلى درجات، أي عندما تنتفي الشبهات من الجريمة، ومنها أن ترتكب بدافع المجاعة مثلا، ويؤكد المؤلف أن هذه العقوبة رغم أنها قاسية فهي عين الرحمة للعالمين.

ودافع الكتاب عن تطبيق عقوبة الزنى في الشريعة الإسلامية، حيث باتت هذه القضية محل اتهام للإسلام في الغرب على أنها ليست جريمة بل حرية شخصية، مؤكداً أن الإسلام وضع شروط تطبيقها بشواهد إدانة قوية بأربعة شهود، ولا يكتفي الحكم برؤية المتهمين عاريين وملتصقين، والإسلام حكم أيضاً على الشاهد الزور في تلك الجريمة بالجلد، مشيراً إلى أن هذه العقوبة التي وضعها الإسلام منذ أربعة عشر قرناً باتت اتهاماً ظالماً له، لأنها لم تطبق إلا على أربعة عشر حادثة رجم عبر هذه القرون، ومع ذلك بهذه العقوبة في الإسلام أصبحت نادرة في وقائعها، لأنه تم من خلالها صون الأسرة من الانهيار واختلاط الأنساب.

واستدل الكتاب إلى هذه العقوبة التي ليس لها وجود في الغرب، حيث أدى غياب تطبيق حد الزنى إلى انحلال المجتمع، وتفكك روابط الأسرة، وفقدان السعادة الزوجية التي يتمتع بها الزوجان المسلمان المخلصان لبعضهما.

وأنهى الكتاب على لسان مؤلفه بتوجيه عدة تساؤلات للغرب أهمها كيف يتم اتهام الإسلام بالإرهاب، وظلم المرأة وكبت الحريات الشخصية للأفراد، رغم أنه يعاني أمراضاً اجتماعية خطيرة عجز عن وجود حلول لها.

back to top