العلاج الانعكاسي... القدم هي الأساس!

نشر في 26-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:01
العلاج الانعكاسي يستهدف الجسم وأعضاءه عبر لمسة في مناطق محددة. تحرر هذه اللمسة قدرات ذاتية الشفاء وتسمح بتخفيف التوتر واختلال التوازن. النوع الأشهر هو العلاج الانعكاسي في القدم.
القدم نسخة مصغرة من الجسم وتحمل ذكريات عنه. تتماشى هذه الفكرة مع مفهوم الطاقة الصيني الذي يشمل العناصر الخمسة: الماء، الخشب، النار، الأرض، المعدن. من خلال استهداف الاختلالات في مناطق مختلفة من الجسم، يمكن تجنب الإصابة بالأوجاع نتيجة تلك الاختلالات الأولية. الأمر مشابه للعلاج الذي يستعمل تقويم العظام ويعيد التوازن إلى الهيكل العظمي لتجنب أو تفكيك المشاكل مثل الانزلاق الغضروفي.

علم اللمس

المناطق التي تسمح بمعالجة الفرد هي اليد والقدم والأذن، وأحياناً الرأس والجمجمة. إنها تقنية يدوية ونوع من الطب البديل الذي لا يرتكز على أسس علمية تقليدية. يعتبر الأطباء الغربيون أنها طريقة استرخاء لم تثبت فاعليتها علمياً بعد. من المعروف أن جلسات التدليك جزء من الطب البديل المفيد لتحسين وضع الجسم. لكن يبقى العلاج الانعكاسي في القدم الأكثر شيوعاً وفاعلية، مع أنه قد يتركز أيضاً في كف اليد والوجه والجمجمة وحتى الأذن. ويمكن تطبيق هذه التقنية عبر تحفيز الأنف من خلال استعمال خناجر صغيرة.

تختلف الطريقة المستعملة بحسب الاختصاصي الذي نختار استشارته ومدرسة العلاج الانعكاسي التي يتبناها. يشير بعض النصوص والرسوم إلى أن تدليك القدمين كان موجوداً في الصين ومصر القديمة. في العصر الراهن، أعاد شخص أميركي إحياء هذه التقنية، أقله في البلدان الغربية. طرح الدكتور ويليام فيتزجيرالد نظرية انطلاقاً من ممارسته الشخصية، وذلك عبر تقسيم الجسم إلى عشر مناطق حيوية تُسمّى {المناطق الانعكاسية}.

العلاج الانعكاسي في القدم الطريقة الأكثر شيوعاً وفاعلية للاسترخاء، أقله بالنسبة إلى المريض. نميل بشكل عام إلى الاهتمام بأيدينا وحتى رأسنا فيما نهمل أقدامنا المسكينة التي تتحمّلنا يوماً تلو الآخر. يصعب أن ندلك أقدامنا بنفسنا، لكن يمكن أن تساعدنا هذه الطريقة على الاسترخاء وتجاوز يوم عصيب. حين نعلم أن القدم  تتألف من أكثر من سبعة آلاف شبكة عصبية، من المبرر أن يضمن تدليكها راحة فورية.

جلسة نموذجية

بغض النظر عن الطريقة المستعملة، يتعلق الموعد الأول دوماً باكتشاف هذا العالم. تحصل مقابلة أولية مع المعالج قبل البدء بأي شيء. في ما يخص القدمين، يركز الفحص الأول على المفاصل ويسمح التدليك برصد {العقد} التي تمثل المشاكل الصحية. تتمدد القدم والساق ثم تخضع القدم كلها للتدليك. في هذه اللحظة تنطلق عملية {الإصغاء إلى القدم}، ما يسمح بتحديد القدم التي يجب بدء العلاج فيها. تبدأ الجلسة عموماً بالقدم الأقل رشاقة.

تقضي المرحلة الثانية بالتربيت على المناطق المستهدفة مع فرض ضغوط قوية نسبياً عليها. تعني المنطقة الموجعة أن العضو ناشط بشكل مفرط ولا بد من {تهدئته} كي يستعيد وظيفته الطبيعية. في هذه الحالة، يُمارَس الضغط من الداخل إلى الخارج. لكن إذا أردنا إعادة إحياء غدة مثلاً، يصبح الضغط من الخارج إلى الداخل.

تنتهي الحصة في العادة بحركات تمليس تضمن الهدوء والاسترخاء. تحصل الجلسة كلها وسط بيئة هادئة، مع زيوت أساسية وإضاءة خافتة... باختصار، تتوافر جميع العوامل التي يمكن أن تهدئ المريض وتجعله يتجاوب مع العلاج. حين تكون الحصة وقائية، يمكن أن ينام المريض. تدوم الجلسة ساعة أو أكثر، بحسب الأوجاع التي يتم اكتشافها.

يشعر المرضى عموماً بالاسترخاء والهدوء ولكن يفضل المعالج رصد نتائج العلاج لتحديد مسار الجلسة اللاحقة. النجاح مضمون بشكل عام ويمكن تحقيقه عبر التسوق أو نقع القدم وإخضاعها لتدليك كهربائي. كذلك، تتوافر كتب لتعليم طرق التدليك الذاتي. قد لا تكون هذه الطرق بالفاعلية نفسها ولكنها تضمن الاسترخاء على الأقل.

نقاط انعكاسية

تختلف النقاط المستهدفة بين معالج وآخر. يفسر الاختصاصيون في العلاج الانعكاسي الأمر باختلاف الأفراد وتغيّر طبيعة النقاط في المنطقة الواحدة بين شخص وآخر. يتولى المعالج رصد تلك النقاط بدقة بعد الفحص الأولي. لا تظهر النقاط الانعكاسية عند إحداث انقباض خارج عن السيطرة. بالنسبة إلى مقوّمي العظام، تمثّل النقطة الانعكاسية منطقة الألم عند بث نبضات معينة، وهي أشبه بعقدة تظهر أثناء انقباض العضل غالباً.

يوفر العلاج الانعكاسي تهدئة فعلية. يضمن التدليك، بما في ذلك حركات الضغط، متعة معينة تسمح بإفراز الأندورفين. في ما يخص بقية الحركات، يتوقف الأمر على قناعة المريض. منطقياً، يمكن القول إن التلاعب بالجسم عبر ممارسة الضغوط عليه قد يترافق مع نتائج حتمية.

back to top