عبدالعزيز المسلم: ناديت بمشروع خدمة المواطن في «خمسة وخميسة» فتحقق «مصاص الدماء» أول مسرحية رعب في العالم العربي (2-2)

نشر في 26-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 26-07-2014 | 00:02
في الحلقة الثانية من الحوار مع الفنان عبدالعزيز المسلم، يتوقف في محطات عدة من بينها إخراج أول مسرحية له وإنتاجها والأسباب التي دفعته إلى تأسيس أول مسرح رعب في العالم العربي وشؤون أخرى تتعلق بواقع الفن اليوم.
لماذا يعزف البعض عن متابعة الفن؟

في الكويت لا يؤمن التاجر المتقدّم في السن بالفن، وثمة تيارات دينية متشددة ترى أن الفن حرام واختلاط، فتعزف عنه، والتجار الذين  يبنون عمارات {مصندقة} من دون مراعاة لجماليات العمارة لا يقصدون المسرح ولا يساهمون في الثقافة.

نحن نقول للحكومة والناس إن الحضارات في العالم، التي تضربون بها المثل، سواء كانت أميركا، أو ألمانيا، أو اليابان، أو الحضارة الإغريقية، أو الرومانية، أو الفرعونية، قامت على الفن، لأن الأخير وسيلة لنشر الثقافات. من خلال الأغنية والمسرحية والمسلسل الدرامي واللوحة التشكيلية والنحت وفن العمارة، ينتقل الفكر والثقافة من جيل إلى جيل.  

نحن نمتلك ثقافة وحيدة، الثقافة الإسلامية وهي صالحة لكل مكان وزمان، يزخر الدين الإسلامي بالعلوم والثقافة وأجمل القصص، منها قصة سيدنا يوسف عليه السلام، النقلات الزمنية، التشويق، الإعجاز الوصفي والمكاني،  فالقرآن مرجع قوي في العلوم والثقافة.

ما المشكلة التي تقف حجر عثرة في وجه الثقافة؟

مشكلتنا في العالم الإسلامي والعربي، الحجر على ثقافتك، تتصارع تيارات في ما بينها، فإذا لم تكن معي فأنت ضدي، ومعظم التجار والوزراء والنواب ينظرون إلى مسرح الطفل نظرة دونية. من هنا أحيي الفنانين الكبيرين  عبدالرحمن العقل ومحمد جابر على جهودهما في مسرح الطفل. كذلك الفنان أيوب حسين، رحمه الله، الذي وثّق الحياة الكويتية بلوحاته، ويُعدّ مدرسة، وثمة  كتّاب كبار لهم  فكر بالثقافة.

أيضاً حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كاتب مسرحي وممثل، يدعم الفكر والثقافة، وأمير القلوب الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه مارس التمثيل في {إسلام عمر}، أول مسرحية كويتية قدمتها مدرسة المباركية، وحضرها والده حاكم البلاد الأسبق الشيخ أحمد الجابر الصباح، وهي من إعداد محمد محمود نجم، وإخراج حمد الرجيب.

ما رأيك بالفتاوى التي تحرم الفن؟

تأسس المعهد العالي للفنون المسرحية بمرسوم أميري عام 1973، ويضمّ أقساماً ثلاثة: التمثيل والإخراج المسرحي، النقد والأدب المسرحي، الديكور المسرحي، ومن المؤكد أنه أخذ موافقة الفتوى والتشريع وديوان المحاسبة. إذن توجد فتوى رسمية وشرعية، فلا يجوز أن نسمع فتاوى بعيدة عن الحكومة، تحرّم الفن وتقول إن الفنان كافر، إذا كان الفن حراماً لماذا تنتج وزارة الإعلام مسلسلات، وإذا الاختلاط حرام لماذا نطوف بالحرم ذكورا وإناثاً؟!.

متى بدأت العمل في المجال الفني؟

في مرحلة الطفولة إذ تهيأت لي الأجواء المناسبة، كوني أعيش في أسرة فنية، فوالدي الكاتب والممثل والمخرج عبدالله المسلم، وعمي المخرج السينمائي عبدالرحمن المسلم، إضافة إلى احتكاكي بأهل الفن وترددي على استوديوهات الإذاعة والتلفزيون والمسرح، هذه الارهاصات جعلتني أتشرب الروح الفنية في سن مبكرة.

ما أول عمل تلفزيوني لك؟

مسلسل {ابن الصياد}، ذهبت مع والدي لمشاهدة تصوير إحدى حلقاته، وصودف غياب أحد الأطفال المشاركين، فرآني المخرج حمدي فريد وسأل عني وعرف أنني ابن عبدالله المسلم، فقال لي: {هل تعرف أن تقول كذا وكذا؟}، فأجبته نعم استطيع، وكانت الانطلاقة.

وما أول مسرحية من إنتاجك؟

كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد ما  تشبعت من علوم أكاديمية، بدأت كتابة نص مسرحي بعنوان {برشامة} ومن ثم أنتجته وأخرجته، وهو يتحدث عن الغش بأشكاله كافة، وشارك في  التمثيل أبوليلى وإبراهيم سالم  ومجموعة من الفنانين الخليجيين.

ما هدفك من تقديم مسرحية {هالو بانكوك}؟

تنبيه الناس لما كان يحدث بذهاب كبار السن إلى بانكوك للهو واللعب والعيش فترة طويلة، ويموتون في أرض ليست أرضهم، إضافة إلى الخوف من أن تموت وأنت على سوء.

هل عرضت النص على أحد؟

نعم الفنان القدير سعد الفرج، لأستفيد من ملاحظاته، وفعلاً تناقشنا في النص وحيثياته. للمرة الأولى  تتناول مسرحية قضية المسافرين إلى بانكوك، والأمور التي تحصل هناك، ولاقت نجاحاً.  

هل كانت شخصية {عبيد} موجودة أم أضيفت لاحقاً؟

موجودة ضمن الشخصيات في النص، لكنني، أثناء كتابتها، لم أكن على علم بأنني سأمثلها، إذ كلفت اثنين من الفنانين لأدائها، من بينهم جمال الردهان، لكن ظروفه حالت دون تقديمها.

وماذا عن {عاصفة الصحراء}؟

انتقلت معها إلى مرحلة جديدة وهي المسرح السياسي، وتعتبر  أول مسرحية للكبار بعد التحرير، عرضت في الموسم 1991 – 1992،  وشارك فيها إبراهيم الصلال وطارق العلي  ومجموعة من النجوم الكبار والشباب.

و{عبيد في التجنيد}؟

وجهنا نقداً مباشراً إلى نظام التجنيد السائد، وما يتضمن من ثغرات وسلبيات، وكانت خطوة جديدة نحو قضايا وطنية واجتماعية. قُدمت عام 1993 بإطار كوميدي، مع خدع تطبّق  للمرة الأولى على المسرح وهليكوبتر وسينوغرافيا جميلة، في مشهديات للجيش والمعركة والبيوت الكويتية القديمة.

 شارك فيها نجوم كبار  من بينهم: حياة الفهد، مريم الغضبان، محمد السريع، خالد العبيد وعبدالناصر درويش. عرضت على مسرح سينما السالمية لفترة طويلة.

هل نادت إحدى مسرحياتك بمشروع وتحقق؟

بالطبع، نادت مسرحية {خمسة وخميسة} بتأسيس مراكز خدمة المواطن، وعملت وزارة الداخلية  لتحقيق ذلك في المناطق، وتجد في مكان واحد الأقسام كافة.

لماذا اتجهت إلى مسرح الرعب؟

استقطاب جيل جديد والتواصل معه في السنوات المقبلة، لذا اتجهت إلى شكل جديد في المسرح، وكانت البداية مع {مصاص الدماء} (1996)، أول مسرحية رعب في العالم العربي، ومعها تأسس جمهور من الفئة العمرية 12 سنة إضافة إلى العائلة، ثم قدمت  مسرحية {البيت المسكون} (1997) عن قضية الإسكان التي تهم كل مواطن، فكانت أول مسرحية تعرض لمدة عامين متتاليين، نظراً إلى الإقبال الجماهيري عليها، وقد مر عليها أربعة أعياد.

عبدالعزيز المسلم: مشكلتنا خشبة المسرح الأسمنتية والمبنى وهندسة الصوت (1-2)

back to top