إسرائيل تواصل دك غزة... وكيري يعود إلى القاهرة

نشر في 25-07-2014 | 00:07
آخر تحديث 25-07-2014 | 00:07
No Image Caption
مقتل 58 فلسطينياً في اليوم الـ 18 من «الجرف الصامد»... ومشعل يصر على رفع الحصار أولاً
واصلت إسرائيل أمس دك قطاع غزة برياً وبحرياً وجوياً، موقعة المزيد من القتلى والجرحى، وبينما أصر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل على رفض وقف إطلاق النار إلا إذا رفع الحصار عن القطاع، عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة مجدداً.

وسط جهود مضنية من قبل الولايات المتحدة ودول إقليمية لاحتواء العنف في قطاع غزة، استمر القتال العنيف وتسبب القصف المدفعي والجوي والبحري الذي دكّ العديد من المناطق السكنية في نزوح آلاف آخرين من الفلسطينيين بعيداً عن مناطقهم.

وبينما تدخل العملية العسكرية الإسرائيلية "الجرف الصامد" على القطاع يومها الثامن عشر، ارتفع عدد القتلى إلى 758 فلسطينيا بينهم 280 من الأطفال والنساء والمسنين و4620 جريحا، حيث قتل 58 فلسطينيا صباح أمس من جراء غارات إسرائيلية استهدفت أغلبها منازل سكنية وقصف مدفعي متفرق.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة "وصلتنا عشرات المناشدات من أهالي منطقة خزاعة وعبسان وبني سهيلا في خانيونس يطالبون فيها بإخراجهم"، مشيرين إلى أن "هناك شهداء وجرحى تحت الأنقاض وبين المنازل"، مضيفاً أنه "توجهت سيارتا إسعاف برفقة سيارة تابعة للصليب الأحمر بعد تنسيق مع إسرائيل لإخلاء المصابين. ولكن تم إطلاق النار على السيارات ولم تتمكن من الوصول إلى المنطقة".

وأعلنت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المنظمة تمكنت من إجلاء 150 شخصاً من منطقة خزاعة بعد مفاوضات مع الجانبين.

في المقابل، تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه إسرائيل، وتمكنت "القبة الحديدية" من إسقاط 6 صواريخ فوق سماء تل أبيب، وارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 32 بعد مقتل جنديين آخرين ليل الأربعاء- الخميس.

وفي السياق، رفعت سلطات الطيران الأميركية حظراً على رحلات الطائرات الأميركية إلى تل أبيب، كان فرض مدة يومين بسبب الهجمات الصاروخية من غزة، لكن كثيرا من شركات الطيران العالمية الأخرى تجنبت السفر إلى إسرائيل.

جهود كيري

وعاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مصر بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتحدث كيري الذي يقوم بواحدة من أكثر زياراته تكثيفاً للجهود في المنطقة منذ انهيار مفاوضات السلام التي توسط فيها بين نتنياهو وعباس في أبريل هاتفياً مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان حركة "حماس"، في إطار الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة.

وقال مسؤول أميركي إن كيري أجرى الاتصالات من القاهرة، مضيفاً أن "وزير الخارجية الأميركي يأمل أن تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى حماس من أجل تشجيعها على قبول خطة لوقف إطلاق".

ويعمل كيري من خلال عباس ومصر ووكلاء إقليميين آخرين، لأن الولايات المتحدة مثل إسرائيل تنأى بنفسها عن التعامل مع "حماس" وتصفها بأنها منظمة إرهابية.

وأكد مسؤولون أميركيون أن كيري الذي أطلع الرئيس باراك أوباما الليلة الماضية على نتائج جهوده، سيجري مزيداً من الاتصالات الهاتفية من القاهرة.

وقال مسؤول مصري إنه يتوقع بدء سريان هدنة إنسانية بحلول مطلع الأسبوع المقبل تزامناً مع عيد الفطر، لكن مسؤولا أميركيا كبيرا قلل من تأثير الثقة التي تحدث بها المسؤول المصري بشأن الهدنة في العيد قائلا، إن "واشنطن تأمل ذلك لكنه ليس مضمونا بأية حال من الأحوال".

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه "لن يكون من قبيل الدقة أن نقول إننا نتوقع هدنة بحلول عطلة نهاية الأسبوع... نواصل العمل على ذلك، لكن الأمر ليس محسوماً عند هذه النقطة".

 مشعل يصر

وفي قطر، أصر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل مساء أمس الأول على رفض وقف إطلاق النار مع إسرائيل قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، مشيداً بمقاتلي الحركة الذين حققوا مكاسب ضد إسرائيل.

وقال مشعل في مؤتمر صحافي "آن الأوان لكسر الحصار وأن تلبى مطالب الشعب الفلسطيني، نحن نريد وقف العدوان غداً أو اليوم أو في هذه اللحظة، لكن ارفعوا الحصار ضمانة وبشكل مؤكد، وليس وعدا أو تفاوضا لاحقا"، مضيفاً "نتفق على المطالب وتحقيقها، وبعد ذلك نتفق على ساعة الصفر لوقف إطلاق النار"، مؤكداً "لا نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا".

ورفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المفروض منذ 2006 هو احد مطالب "حماس" التي تطالب أيضاً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل وفتح المعابر.

وعلى وقع توالي الدعوات الدولية لوقف المعارك بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، قال مشعل "لا نعترض على دور أحد من أجل رفع الحصار وكسر الحصار بغير رجعة"، موضحاً تأييده لـ"هدنة إنسانية" على ألا تكون "وسيلة التفاف" على مطالب المقاومة والشعب.

وقال "نحن أحرص الناس على التهدئة الإنسانية كما فعلنا الخميس الماضي تهدئة لعدة ساعات لإخلاء الجرحى ومساعدة وإغاثة الناس"، مضيفاً "أدعو اليوم دول ومنظمات العالم إلى أن تسارع بنجدة غزة، لا تنتظروا وقف الحرب".

وتابع "أدعو اليوم أن تفتح المعابر، وأن يسمح للقوافل والإغاثة والفرق الطبية وأدوات الإيواء أن تدخل غزة... نريد وقوداً ومواد غذائية وكهرباء".

وقدمت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار ثم التفاوض بشأن شروط التهدئة على المدى البعيد في قطاع غزة، الذي يشهد جولات عنف على مراحل متفرقة منذ اتخذت إسرائيل قراراً من جانب واحد بالانسحاب منه في 2005.

(غزة، القاهرة – رويترز، أ ف ب)

back to top